تلقيح الأجنة المجمدة.. مخاطر تهدد صحة الأم والجنين
تصاب العديد من النساء اللاتي حملن من خلال التلقيح الصناعي بارتفاع ضغط الدم، وبعضهن يعانين من تسمم الحمل، لكنهن لا يعرفن السبب.
السبب أشارت إليه دراسة جديدة نُشرت في مجلة Hypertension التابعة لجمعية القلب الأمريكية، حيث أوضحت أن استخدام جنين مجمد للتخصيب في المختبر قد يزيد بشكل كبير من خطر تعرض الأم لمضاعفات الحمل المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.
ووجدت الدراسة أن الإخصاب بالأجنة المجمدة مرتبط بزيادة خطر الإصابة بمضاعفات الحمل المرتبطة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 74٪ مقارنة بالإخصاب بجنين جديد أو الحمل بشكل طبيعي.
وتضمنت الدراسة مقارنة بين الأشقاء الذين تم حملهم باستخدام الأجنة الطازجة أو المجمدة مما أدى بالباحثين إلى استنتاج أن الخطر الأكبر يرتبط بعملية التلقيح الصناعي وليس بالوالدين.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي الدكتور سيندر بيترسن، إن عمليات نقل الأجنة المجمدة أصبحت الآن شائعة بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، وفي السنوات القليلة الماضية، بدأ بعض الأطباء في تخطي نقل الأجنة حديثًا إلى تجميد جميع الأجنة بشكل روتيني في ممارساتهم السريرية، وهو ما يسمى نهج" التجميد الكلي".
وقال بيترسن: "نتائجنا تسلط الضوء على الحاجة إلى دراسة متأنية لجميع الفوائد والأضرار قبل تجميد جميع الأجنة كإجراء روتيني في الممارسة السريرية".
وتشمل اضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل تسمم الحمل، وهو اضطراب يمكن أن يعرض صحة وحياة الأم والجنين للخطر. في الولايات المتحدة، تؤدي 1 من كل 25 حالة حمل تقريبًا إلى تسمم الحمل.
عندما يتحقق الحمل من خلال التلقيح الاصطناعي، تتم إزالة البويضات من مبيض الأم وتخصيبها بالحيوانات المنوية في المختبر، مما ينتج عنه جنين.
بعد ذلك يتم نقل الجنين الطازج إلى رحم الأم أو تجميده باستخدام الحفظ بالتبريد، وقد يتم فك تجميد الجنين المجمد لاحقًا ثم نقله إلى الرحم. أصبحت ممارسة تجميد الأجنة أكثر شيوعًا بسبب التطورات الحديثة في تقنيات الحفظ بالتبريد.
وأظهرت الأبحاث السابقة وجود خطر أعلى لمضاعفات الحمل المرتبطة بارتفاع ضغط الدم المرتبطة باستخدام الأجنة المجمدة، لكن الباحثين لم يكونوا متأكدين مما إذا كان هذا الخطر ناتجًا عن عملية التجميد أو عوامل الخطر الأبوية.
في هذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل البيانات الطبية لـ 2.4 مليون امرأة في الدنمارك والنرويج والسويد ولدن بين عامي 1988 و2015. كانت أعمار النساء بين 20 و 44 عامًا.
قارنت الدراسة 4.4 مليون حالة حمل طبيعية، وأكثر من 78000 حالة حمل من عمليات نقل أجنة جديدة وأكثر من 18000 حالة حمل من عمليات نقل أجنة مجمدة.
شمل الدراسة أيضًا 33000 مقارنة بين الأشقاء، حيث تم تصور الأشقاء من قبل نفس الأم باستخدام طريقة مختلفة.
مقارنة بالنساء اللائي حملن بشكل طبيعي، فإن أولئك الذين استخدموا الأجنة المجمدة أثناء التلقيح الاصطناعي كانوا أكثر عرضة بنسبة 74 ٪ للإصابة باضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، في حين أن أولئك الذين استخدموا أجنة جديدة لم يعانوا خطرًا متزايدًا.
كان خطر الإصابة باضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أعلى بمرتين في حالة الأجنة المجمدة مقارنة بالحمل الطبيعي بين النساء اللائي حملن باستخدام كلتا الطريقتين.
ووجدت الدراسة أيضًا أن الأطفال الذين تم حملهم باستخدام التلقيح الاصطناعي كانوا أكثر عرضة للولادة المبكرة بنسبة 8٪ من الأطفال الذين تم حملهم باستخدام أجنة جديدة، مقارنة بـ 5٪ من هؤلاء الذين حملوا بشكل طبيعي.
وقال بيترسن "نتائجنا تسلط الضوء على الحاجة إلى دراسة متأنية لجميع الفوائد والمخاطر المحتملة قبل تجميد جميع الأجنة كإجراء روتيني في الممارسة السريرية"، و"إجراء محادثة فردية شاملة بين الأطباء والمرضى حول فوائد ومخاطر نقل الأجنة الطازجة مقارنة بنقل الأجنة المجمدة".
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA== جزيرة ام اند امز