رغم تدابير حكومية.. تفاقم أزمة نقص الخبز والوقود في السودان
وزير الطاقة يعد بحدوث انفراجة في أزمة الوقود اعتبارا من اليوم الأربعاء بعد إصلاح عطل خط الأنابيب.
لا تزال طوابير الخبز والوقود تسيطر على المشهد العام في العاصمة السودانية الخرطوم وغالبية المدن نتيجة لاستمرار الأزمة التي نشبت في البلاد منذ أسابيع، وسط وعود حكومية بانفراج وشيك للضائقة.
وغداة إعلان الحكومة الانتقالية جملة تدابير لتوفير المواد البترولية ودقيق الخبز، أمضى "حافظ علي" نحو 6ساعات في الطابور أمام محطة توزيع بترولية في الخرطوم لتزويد سيارته بالبنزين ولم يفلح.
وفي مخبز بمدينة أمدرمان، يصطف أكثر من 100 شخص بينهم نساء ورجال وأطفال، بانتظار رغيف الخبز.
وتقول سلوى محمد إنها تقضي وقتا يقدر بنحو 4 ساعات يوميا في الطابور أمام المخبز حتى تحصل على عدة أرغفة.
حصص المخابز
ويجمع أصحاب المخابز ومحطات توزيع الوقود على سبب مشترك وهو تقلص حصصهم اليومية من الدقيق والمواد البترولية بنسبة 50% ما يجعلهم يفشلون في تلبية احتياجات عملائهم.
بدورها أقرت وزارتا التجارة والطاقة والتعدين المعنيتان بالخبز والوقود بتراجع توزيع الدقيق إلى 53% من الاحتياجات.
بينما تقلص إمداد المواد البترولية بسبب توقف جزئي بمصفاة النفط الرئيسية "الجيلي" بسبب توقف البترول القادم من حقل هجليج إثر انسداد في خط الأنابيب.
ويقول حافظ علي لـ"العين الإخبارية": "ظللت منتظرا في الطابور أمام هذه المحطة منذ الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الواحد ظهرا ولم نتمكن من التزود بالوقود، وقد لا يحالفني الحظ بعد كل هذا الانتظار".
ويضيف "في مرات كثيرة ننتظر لساعات طويلة وعندما يأتي دورنا نجد أن الوقود بالمحطة قد نفد، إما أن نصبر على أمل قدوم كميات جديدة وإما نختار المغامرة بالذهاب إلى محطة خدمة أخرى.. لقد عانينا كثيرا ونرجو الفرج من الله".
ولا تختلف حالة سلوى محمد كثيرا عن حافظ في ما يختص بعناء الانتظار، لكنها تقف في الطابور أمام المخبز سعيا في الحصول على رغيف تسد به رمق أطفالها الصغار.
وتقول سلوى لـ"العين الإخبارية": "نضطر إلى الوقوف أمام المخبز طوال النهار حتى أحصل على خبز نطعم منه أطفالي ونبقي بعضه إلى الصباح بغرض إحضاره إفطارا سندويتشات يذهبون به إلى المدارس".
وأضافت "إذا لم نتعب نهار اليوم، فلن يفطر أبنائي غدا وسيذهبون إلى المدرسة وهم جياع نسبة لعدم وجود بدائل غذائية أخرى متاحة بخلاف الخبز".
وأكد الضو هاشم سيد أحمد، وهو عامل بمحطة توزيع وقود في ضاحية جبرة جنوبي الخرطوم، أن الحصص التي تصلهم تقلصت الى أقل من النصف من الكميات المعتادة والمطلوبة لتغطية الاستهلاك.
وقال خلال حديثه لـ "العين الإخبارية": "هذا الوضع أدخلنا في معاناة كبيرة؛ لأننا نضطر للعمل على مدار اليوم لتوزيع الكميات الموجودة على المركبات، فهناك من يقضي الليل والنهار بالصفوف".
تشديد الرقابة
ويوم الإثنين الماضي، أعلن وزير الصناعة والتجارة مدني عباس مدني عن تدابير لاحتواء أزمة الخبز من بينها تشديد الرقابة على توزيع الدقيق المدعوم من الحكومة وسن تشريعات رادعة للمتلاعبين بالسلع الاستراتيجية.
وأكد الوزير أنه تم الاتفاق مع أصحاب مطاحن القمح لزيادة الإنتاج حتى 100 ألف جوال دقيق وهي نسبة استهلاك البلاد اليومي، مؤكدا وصولهم إلى 80 ألف يوميا حاليا.
ومن المقرر أن يصدر مدني عباس مدني قرارات جديدة اليوم الأربعاء خلال مؤتمر صحفي لتحقيق الاستقرار في إمداد الدقيق ومعالجة أزمة الخبز.
ووعد وزير الطاقة والتعدين عادل علي إبراهيم الثلاثاء بانفراج أزمة الوقود اعتبارا من اليوم الأربعاء بعد إصلاح عطل خط الأنابيب وبدء انسياب البترول القادم من حقل هجليج، ووصول كميات من المواد البترولية المستوردة.
وحسب إحصاءات وزارة الطاقة، فإن الإنتاج المحلي يغطي 70% من استهلاك البلاد من البنزين، ونحو 53% من الجازولين، ويتم تغطية العجز بالاستيراد بدعم من الحكومة.
بينما يستهلك السودان مليوني طن قمح سنويا بقيمة نحو ملياري دولار أمريكي، ويغطي الإنتاج المحلي 17% من هذه الكمية، وفق الإحصاءات الرسمية لوزارة المالية.
وأبقى السودان على الدعم الحكومي للقمح والمحروقات في ميزانية ٢٠٢٠ إلى حين قيام مؤتمر اقتصادي خلال فترة أقصاها مارس المقبل ليقرر الإبقاء على الدعم أو إلغائه.