الطلب على الوقود يصعد بأسعار النفط
أسعار النفط تعززت هذا الأسبوع بفعل بيانات حكومية أمريكية أظهرت أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير انخفضت الأسبوع الماضي
ارتفعت أسعار النفط اليوم الجمعة، وتمضي على مسار تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني في ظل تنامي الثقة في أن الطلب على الوقود بدأ في الارتفاع على الرغم من جائحة فيروس كورونا التي تعصف بالاقتصادات على مستوى العالم.
- في 3 خطوات.. اليابان تنهي أزمة بقعة النفط التي هددت اقتصاد دولة
- "الطاقة الدولية" تخفض توقعات الطلب على النفط.. مأساة الفيروس مستمرة
وبحلول الساعة 0550 بتوقيت جرينتش، ارتفع خام برنت 14 سنتا أو ما يعادل 0.3% إلى 45.10 دولار للبرميل، متجها صوب تحقيق مكسب بنحو 1.6% في الأسبوع الجاري.
وربح خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 11 سنتا أو ما يعادل 0.3% إلى 42.35 دولار للبرميل. ويتجه الخام الأمريكي صوب تحقيق مكسب بنحو 3% هذا الأسبوع.
وتعززت الأسعار هذا الأسبوع بفعل بيانات حكومية أمريكية أظهرت أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير انخفضت الأسبوع الماضي فيما كثفت شركات التكرير الإنتاج وتحسن الطلب على المنتجات النفطية.
لكن وكالة الطاقة الدولية خفضت توقعاتها للطلب على النفط للعام الجاري، وقالت إن تراجع السفر الجوي بسبب جائحة كوفيد-19 سيقلص استهلاك النفط العالمي هذا العام بواقع 8.1 مليون برميل يوميا.
تخفيضات أوبك بلس
كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قالت في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن الطلب العالمي على النفط سينخفض على الأرجح 9.06 مليون برميل يوميا هذا العام، وهو تراجع يفوق انخفاضا قدره 8.95 مليون برميل يوميا توقعته المنظمة قبل شهر.
وخفضت أوبك وحلفاء من بينهم روسيا، فيما يعرف باسم مجموعة أوبك+، الإنتاج منذ مايو/أيار الماضي بنحو 10% من الطلب العالمي لمعالجة تداعيات ناجمة عن الأزمة الصحية العالمية.
وفي الشهر الماضي، قررت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك+ تقليص تخفيضات إنتاج النفط اعتبارا من هذا الشهر إلى نحو 7.7 مليون برميل يوميا حتى ديسمبر/كانون الأول 2020، مقارنة مع 9.7 مليون برميل يوميا في التخفيضات السابقة. واللجنة الوزارية تسدي النصح لأوبك+.
في غضون ذلك، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إنه لا يتوقع قرارات سريعة بشأن تخفيضات الإنتاج حين تجتمع لجنة مراقبة تابعة لأوبك+ الأسبوع القادم وفقا لما ذكرته وكالات أنباء روسية أمس الخميس.
وقال نوفاك إنه لا توجد مقترحات "إضافية" لتعديل الاتفاق المبرم بين منتجي أوبك+ وفقا لما أوردته الوكالات.
وأضاف "اعتقد أنه لا أحد يطرح أي خطوات متسرعة أو اقتراحات إضافية...السوق مستقرة تقريبا ونشهد توازنا تدريجيا".
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الوزارية المشتركة في الأسبوع المقبل على خلفية انتعاش سعر النفط إلى أعلى من 45 دولارا للبرميل بعدما سجل أقل مستوى في 21 عاما عند 16 دولارا للبرميل في أبريل/نيسان 2020.
وقال نوفاك إن الاجتماع قد يؤجل إلى 19 أغسطس/آب بدلا من 18 من الشهر نفسه وهو الموعد الأولي المخطط.
الدولار يلقى الدعم
ويأتي ارتفاع أسعار النفط على الرغم من الدعم الذي تلقاه الدولار الأمريكي، حيث استقرت العملة الخضراء، الجمعة، إذ تسببت قفزة لعوائد سندات الخزانة الأمريكية وتراجع المعنويات بسبب بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين في وضع حد لعمليات بيع عملة الاحتياطي العالمي.
وواصلت مبيعات التجزئة في الصين تراجعها للشهر السابع في يوليو/تموز على غير المتوقع وخالف الإنتاج الصناعي التوقعات مما يشير إلى تعثر في أكثر انتعاش واعد في العالم.
وتسبب الشعور العام بدفع الدولار قرب إنهاء سلسلة خسائر مقابل الدولار الأسترالي الشديد التأثر بالمخاطرة، والذي بلغ عند التسوية نحو 0.7149 دولار أمريكي ومستقر في الأسبوع.
ويتجه الين صوب تسجيل أضعف أداء أسبوعي مقابل الدولار في شهرين وهو منخفض نحو 0.9% عند 106.84 من مستوى إغلاق الجمعة الماضية.
وكان الدولار النيوزيلندي هو الخاسر الأكبر، إذ انخفض إلى 0.6538 دولار أمريكي، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد تفشيا جديدا لفيروس كورونا وبعد أن ألمح البنك المركزي هذا الأسبوع إلى زيادة مشتريات السندات وذكر مجددا احتمال تبني أسعار فائدة سلبية.
ومقابل سلة من العملات، ظل الدولار منخفضا 0.2% في الأسبوع، لكن يبدو أنه أوقف انزلاقا تسبب في تراجعه 9.5% دون ذروة سجلها في مارس/آذار الماضي.
ومن المقرر صدور بيانات أولية للتوظيف والناتج المحلي الإجمالي في أوروبا في الساعة 0900 بتوقيت جرينتش وأرقام مبيعات التجزئة الأمريكية في الساعة 1230 بتوقيت جرينتش وهي المجموعة القادمة من البيانات التي سيقوم المستثمرون بتحليلها بحثا عن مؤشرات بشأن الاختلافات بين التعافي في الولايات المتحدة وأوروبا.
وتماسك اليورو عند 1.1816 دولار في الجلسة الآسيوية اليوم كما استقر الجنيه الاسترليني عند 1.3062 دولار، إذ سعى المستثمرون للتركيز على انتعاش النمو في يونيو حزيران بدلا من الانكماش الفصلي السلبي.