رصيف «الإغاثة».. شريان الأمل المؤقت لغزة «جاهز للعمل»
رصيف بحري مؤقت يحمل شريان الإغاثة لقطاع غزة الذي تقطعت روابطه مع العالم الخارجي إثر الحرب الإسرائيلية، بات جاهزا للعمل.
وكشف مسؤول أمريكي النقاب عن التفاصيل الكاملة للممر البحري الذي سيبدأ بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة في الأيام القادمة.
وقال نائب الأدميرال براد كوبر، نائب قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة: "تم إنشاء هذا الرصيف لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة وليس له أي غرض آخر. الرصيف مؤقت بطبيعته"، مشددا على أن "القوات العسكرية الأمريكية لن تتواجد على الأرض في غزة".
وأشار في إيجاز خاص للصحفيين عبر الهاتف إلى أن"الرئيس الأمريكي أصدر في شهر مارس/آذار توجيهات تقضي بإنشاء رصيف مؤقت لإيصال المساعدات إلى غزة".
وقال: "كنا نعرف أن هذا الجهد سيستغرق حوالي شهرين قبل أن يؤتي ثماره، وأنا فخور بفريقنا الذي استكمل بناء الرصيف العائم الأسبوع الماضي".
وتابع: "لقد تم تحميل قطع هذا الرصيف على متن سفن في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ثم تم نقلها لمسافة 11 ألف كيلومتر قبل أن يتم تجميعها قبالة سواحل غزة. ونتوقع أن يتم تثبيت الرصيف المؤقت عند شاطئ غزة والبدء في إيصال المساعدات في الأيام المقبلة".
وأكد كوبر أن "الرصيف مؤقت بطبيعته، ويمثل المسار البحري مسارا إضافيا كما ذكرنا، ولا يستبدل الطرق البرية إلى غزة. وأود أيضا أن أذكر أن هذا الجهد يحظى بدعم دولي بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وأذكر أخيرا أن القوات العسكرية الأمريكية لن تتواجد على الأرض في غزة".
وقدم نائب الأدميرال وصفا مفصلا لكيفية تنفيذ العملية الشاملة لتوصيل المساعدات إلى غزة عن طريق البحر.
وقال: "تصل المساعدات الإنسانية في البداية إلى قبرص عن طريق الجو أو البحر، ويتم هناك فحصها ووضعها على منصات وإعدادها للتسليم".
وأضاف: "ثم يتم تحميل منصات المساعدات على متن سفن تجارية أو عسكرية كبيرة تسافر من قبرص إلى منصة عائمة كبيرة قمنا بتجميعها على بعد عدة كيلومترات قبالة ساحل غزة".
وتابع: "تعتبر المنصة العائمة بمثابة مساحة عمل مستقرة لنقل المنصات من السفن التجارية الأكبر حجما إلى سفن عسكرية أمريكية أصغر حجما وقادرة على الوصول إلى نقطة أقرب من الشاطئ. وتستطيع كل من هذه السفن الصغيرة أن تنقل ما بين خمس إلى 15 شاحنة مساعدات".
وأشار إلى أنه "تقوم السفن الصغرى بعد ذلك بنقل هذه الشاحنات المحملة بالمساعدات من المنصة العائمة إلى الرصيف المؤقت الذي هو في الأساس جسر عائم يبلغ طوله عدة مئات من الأمتار ومثبت على الشاطئ في غزة".
وقال: "وهكذا تنتقل المساعدات من المنصة العائمة إلى الشاحنات، ثم إلى السفن الصغيرة، ثم من السفن الصغيرة إلى الجسر العائم، وتسير الشاحنات على الجسر حتى البر ويتم إنزال السلع على الأرض. ثم تكرر هذه الشاحنات العملية مرارا وتكرارا باتباع المسار الذي وصفته لتوي".
وأضاف: "وبعد ذلك وبشكل منفصل، وبعد وصول السلع إلى الشاطئ، تتسلم الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي المساعدات الإنسانية لتوزيعها داخل غزة في وقت لاحق. وهاتان العمليتان منفصلتان".
وتابع: "نستطيع أن نقول الآن إن العملية تسير على ما يرام. ولدينا اليوم مئات الأطنان من المساعدات الجاهزة للتسليم وآلاف الأطنان من المساعدات قيد الإعداد. وستشتمل عمليات التسليم الأولية هذه على مساعدات من دول شريكة متعددة. نحن نشهد تدفق كميات كبيرة من المساعدات إلى قبرص ونتوقع أن يستمر هذا التدفق مع مساهمة المزيد من الجهات المانحة الدولية".
ومضى قائلا: "نأخذ أمن أفراد قواتنا والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية على محمل الجد. نحن نؤكد أن هذه مهمة إنسانية بنسبة مئة بالمئة وأي هجوم على العاملين فيها وعلى هذه المهمة هو هجوم على المساعدات المقدمة لسكان غزة. وسنستمر في تقييم الأمن وإعادة تقييمه كل يوم بغرض توجيه عملياتنا".
وقال: "لدينا خليتا تنسيق، إحداهما في قبرص والثانية في إسرائيل. ونحن نعمل مع فريق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والقبارصة والإسرائيليين والأمم المتحدة منذ أسابيع لدعم جهود التخطيط لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة".
واختتم كلامه بتوضيح ثلاث نقاط، الأولى هي أنه تم بناء الرصيف المؤقت لغرض صريح متمثل في إيصال المساعدات الإنسانية لمساعدة سكان غزة. والثانية هي أن المساعدات جاهزة للتسليم اليوم، وثمة المزيد قيد الإعداد. والثالثة هي أننا نقدر مساهمات كافة شركائنا الدوليين ونرحب بالمزيد من التبرعات. كل التبرعات تذهب إلى شعب غزة".