قمر "الصياد" يحرم متابعي زخة شهب الجباريات من الرؤية
بينما يسعى محبو متابعة زخات الشهب إلى المناطق البعيدة عن أضواء المدينة لرؤيتها، فإن الزخة التي تبدأ الأربعاء، لن تكون مرئية في أي مكان.
وينصح الفلكيون دائما متابعي زخات الشهب بالابتعاد عن أضواء المدينة، من أجل متابعة ممتعة، ولكن العائق الذي سيحول بينهم وبين متابعة هذه الظاهرة الفلكية، المعروفة باسم زخة شهب الجباريات، الأربعاء، هو الضوء الشديد للقمر مع اكتماله بدرا، وهو أول بدر في فصل الخريف، والذي يطلق عليه "قمر الصياد".
وسيكون القمر ممتلئًا في تمام الساعة (2:57 مساءً بتوقيت جرينتش)، الأربعاء، عندما تصطف الشمس والأرض والقمر (بهذا الترتيب) ، وفقًا لوكالة ناسا.
وتقول أندريا جونز ، العالمة في الوكالة لموقع "لايف ساينس"، أنه نظرًا لأن مدار القمر يختلف بحوالي 5 درجات عن مدار الأرض ، فإنه غالبًا ما يكون أعلى أو أقل قليلاً من ظل الأرض، مما يسمح للشمس أن تغسل جانب القمر المواجه للأرض بالضوء عند اكتمال القمر.
ويُعرف القمر الكامل لشهر أكتوبر باسم "قمر الصياد"، ويعود تاريخ استخدام هذا المصطلح إلى عام 1710 ، وفقًا لقاموس أكسفورد الإنجليزي، حيث أن الصيادين كان يمكنهم العثور على حيوانات مسمنة، مثل الغزلان ، في هذا الوقت من العام.
وفقًا لتقويم المزارعين الأمريكيين، والذي لم يعد موجودًا الآن ، والذي نشر في ثلاثينيات القرن الماضي عن أسماء قمر الشهور عند الأمريكيين الأصليين، فإن هناك عدد من الأسماء الشائعة لقمر أكتوبر منها "قمر السفر " و"قمر الدم" و"قمر موت العشب"، وتقول ناسا أن بعض هذه الأسماء تشير إلى تغير لون الأوراق في الخريف، في حين تشير أسماء أخرى إلى الصيد.
وصاغ العلماء مؤخرًا اسما جديدًا لهذا البدر، وهو " لوسي مون"، تكريماً لمهمة لوسي التابعة لوكالة ناسا التي انطلقت في 16 أكتوبر، وهي في طريقها إلى كويكبات طروادة، وذكرت وكالة ناسا أن لوسي ستقضي 12 عامًا في استكشاف سبعة من هذه الكويكبات، بالإضافة إلى كويكب واحد من حزام الكويكبات الرئيسي الذي ستواجهه لوسي في طريقه.
ويفضل كثيرون الاستمتاع بضوء "لوسي مون" أو "قمر الصياد"، بينما لا يبدو ذلك محببا للقائمين على الرحلات البحرية لارتباط القمر في هذه حالة البدر المكتمل بظاهرة المد والجزر، وجاء تزامنه مع زخة الشهب هذا العام، لتضاف فئة جديدة ممن قد لا يسعدهم هذا الأمر، وهم محبي متابعة زخات الشهب.
وتتسبب المذنبات القديمة التي تدور حول الشمس في حدوث هذه الزخات، حيث تدخل الأرض في مسارات هذه المذنبات، التي تترك بقاياها وحطامها على طول مساراتها حول الشمس، فيدخل غبار تلك المذنبات الغلاف الجوي للأرض ويحترق مسببا الزخات الشهابية.
وتتكرر هذه الظاهرة 11 مرة خلال العام بأسماء مختلفة تختلف باختلاف مكان إشعاع الشهب، حيث تأخذ أسمها من البرج أو الكوكبة النجمية الواقعة خلف مكان الإشعاع، فمثلا استمدت زخة ( إيتا الدلويات) اسمها من برج الدلو، واستمدت زخة "الجباريات" التي تحدث اليوم اسمها من كوكبة الجبار.
ويقول بيل كوك خبير النيازك في ناسا لموقع "سبيس دوت كوم": "أفضل الأماكن لرؤية هذه الزخات، هي تلك التي تقع بعيدا عن أضواء المدينة، لكن ضوء البدر اليوم من المحتمل أن يجعل من الصعب رؤية هذه الخطوط الجميلة، فسوف تمتص أضواءه زخة شهب الجباريات هذا العام ، لأنه سيظل ساطعا طوال الليل، من غروب الشمس إلى شروقها".
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg
جزيرة ام اند امز