الذهب والنحاس يتحديان التوترات الجيوسياسية.. تدافع عالمي للشراء في 2024
برز الذهب والنحاس كلاعبين محوريين مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، مثل هذه المعادن لم تنج من تقلبات السوق فحسب، بل أصبحت جزءا مهما من سلة الملاذات الآمنة.
تعمل البنوك المركزية، خاصةً في الأسواق الناشئة، على زيادة احتياطياتها من الذهب، وقد شهد الربع الأول من عام 2024 قيام المؤسسات بشراء رقم قياسي بلغ 290 طنا من الذهب، وفقا لمجلس الذهب العالمي (WGC). ويسلط هذا المبلغ غير المسبوق الضوء على التحول الاستراتيجي نحو المعدن كعملة احتياطية وبعيدا عن الدولار الأمريكي.
وبينما يحافظ الذهب على مكانته كملاذ آمن، يتصدر النحاس عناوين الأخبار لأسباب مختلفة، غالبا لقدرته على التنبؤ بالاتجاهات الاقتصادية بسبب تطبيقاته الصناعية واسعة النطاق، كما شهد النحاس أيضا زيادة كبيرة في الأسعار في الأيام الأخيرة.
- المجلس الاقتصادي العربي.. مشاركة إماراتية فاعلة لتعزيز العمل التنموي
- خفض أسعار الفائدة في مصر 12%.. توقعات مثيرة لشركة أبحاث تتبع «فيتش»
وارتفع المعدن الصناعي إلى أعلى مستوى خلال عامين، مدعوما بالنشاط الاقتصادي العالمي القوي، لا سيما الطلب المتزايد المدفوع بتقنيات تحول الطاقة مثل السيارات الكهربائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
إن سوق النحاس العالمي آخذ في التشديد. ومن المتوقع أن تحد تحديات الإنتاج، مثل التوقفات وانخفاض درجات الخام لدى المنتجين الرئيسيين في أمريكا الجنوبية، من نمو العرض هذا العام، على الرغم من توقع حدوث انتعاش في عام 2025.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يستمر الطلب على النحاس في النمو، مدعوما بدوره الحاسم في حلول الطاقة الخضراء. وتتوقع رابطة النحاس الدولية (ICA) أن يرتفع الطلب على النحاس من 28.3 مليون طن متري في عام 2020 إلى 40.9 مليون طن متري بحلول عام 2040، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 1.85%.
تكاليف التصنيع
يشير ارتفاع تكاليف المدخلات وأسعار البيع في قطاع التصنيع إلى تزايد ضغوط الأسعار، مما قد يسهم على الأرجح في مخاوف التضخم.
وتعتبر هذه المؤشرات الاقتصادية حاسمةً بالنسبة للمستثمرين للنظر فيها عند تقييم التأثيرات المحتملة على أسعار السلع الأساسية وعوائد الاستثمار.
إن التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون ليس مجرد تفضيل سياسي، بل هو موضوع استثماري محتمل، وتشير تقارير Bloomberg NEF إلى أن الاستثمار العالمي في تحول الطاقة وصل إلى رقم مذهل قدره 1.8 تريليون دولار في عام 2023، أي ما يقرب من ضعف مستويات عام 2020، ومن المتوقع أن تؤدي مثل هذه الاستثمارات، خاصة في مناطق مثل أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، إلى زيادة الطلب على النحاس، لدوره الأساسي في البنية التحتية للكهرباء والطاقة المتجددة.
بالنسبة للمستثمرين، فإن الآثار المترتبة على هذه الاتجاهات واضحة، يظل الذهب أحد الأصول المهمة في أي محفظة متنوعة، خاصة لأولئك الذين يسعون للتحوط ضد المخاطر الجيوسياسية والتضخم المحتمل. ويدعم الطلب القوي المستمر من البنوك المركزية حالة الاستثمار في المعدن الأصفر.
وحتى لا يتفوق عليه أحد يقدم النحاس قصة نمو مقنعة مرتبطة بالانتعاش الاقتصادي العالمي والانتقال إلى الطاقة الخضراء، ومع الزيادة المتوقعة في الطلب وقيود العرض الحالية قد تستمر الأسعار في الارتفاع، مما يوفر فرصة قيمة للمستثمرين.
وقال آندرو نايلور، مدير منطقة الشرق الأوسط والسياسات العامة بمجلس الذهب العالمي، إن البنوك المركزية تمثل 19% من الطلب العالمي على الذهب، وتسجل صافي شراء للذهب منذ 2010، متوقعاً استمرار شراء البنوك المركزية للذهب. مشيرا إلى أن بنك اليابان المركزي توقف عن بيع الذهب، فيما تقود البنوك المركزية في الدول الناشئة موجة شراء الذهب، وقد بلغت تداولات الذهب يوميا حول العالم تبلغ 145 مليار دولار في 2024، وارتفع الاستهلاك الإجمالي للذهب العالمي بنحو 3% ليصل إلى 4899 طناً العام الماضي 2023، مدعوماً بالطلب القوي في السوق.