القصة الكاملة لاختيار الأول من مايو عيدا عالميا للعمال
يعود الاحتفال بهذا اليوم إلى عام 1886 حين وقعت ضحايا من المشاركين في الاحتجاجات والإضرابات العمالية في مدينة شيكاغو
تحتفي دول العالم في الأول من شهر مايو/أيار بعيد العمال العالمي، كرمز لقصة كفاح طويلة انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية.
شرارة عيد العمال العالمي اشتعلت في أواخر العقد السابع من القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1869، حين شكّل عدد من عمال صناعة الملابس والأحذية والمناجم في أمريكا بزعامة المهاجرين الأوروبيين إلى الأراضي الجديدة منظمة فرسان العمل كتنظيم نقابي في بداية الثورة الصناعية، وحددوا يوم 1 مايو من كل عام كمناسبة لتجديد المطالبة بحقوق العمال.
كانت بيئة العمل صعبة للغاية من حيث ساعات العمل الطويلة والأجور المتدنية، ما جعلها بيئة خصبة للإضرابات العمالية، بقيادة عدد كبير من الاشتراكيين والشيوعيين واليساريين، الذين كانوا يسعون للقضاء على النظام الرأسمالي؛ أملا في إنهاء ما رأوا أنه استغلال.
وفي الأول من مايو عام 1886، انطلق أكبر عدد من الإضرابات العمالية في يوم واحد، إذ شارك في نحو 5 آلاف إضراب ما يقرب من 300 ألف عامل للمطالبة بثماني ساعات عمل يوميا.
وشكّلت مدينة شيكاغو مركزا مهما لحركة الاحتجاج، وقُتل في 3 مايو/أيار عدد من العمال المضربين على أيدي رجال الشرطة.
وفي اليوم التالي أثناء تجمع العمال المضربين في ساحة هيماركيت بشيكاغو احتجاجا على مقتل زملائهم، انفجرت قنبلة أودت بحياة 7 من رجال الشرطة و4 من العمال المضربين.
وجرت محاكمة 8 من القادة النقابيين بتهمة الضلوع في الهجوم، وتم الحكم بالإعدام على 4 منهم عام 1887، وبعد 6 سنوات ندد حاكم ولاية إيلينوي بالمحاكمة وعفا عن بقية المتهمين عام 1893.
وقبل ذلك في عام 1889، أرسل رئيس اتحاد نقابات العمال في أمريكا خطابا إلى المؤتمر الأول للأممية الثانية الذي عقد في باريس، يدعو فيه إلى توحيد نضال العمال حول العالم للمطالبة بألا تزيد عدد ساعات العمل على 8 ساعات.
وبالفعل تبنى مؤتمر الأممية المطلب، ودعا في الأول من مايو/أيار 1890 لانطلاق مظاهرات عالمية.
ومن هنا اختارت المنظمة الأممية هذا اليوم عيدا عالميا للعمال؛ تكريما لضحايا الاحتجاجات في مدينة شيكاغو.
aXA6IDMuMTQ0LjI1My4xOTUg
جزيرة ام اند امز