انسحاب بايدن من أفغانستان.. غضب بـ"وكالات الأمن" الأمريكية
أثار تمسك الرئيس جو بايدن بالموعد النهائي لمغادرة القوات الأمريكية أفغانستان حالة من الإحباط داخل وكالات الأمن القومي والاستخبارات.
وذكر تقرير لشبكة "إن بي سي" نيوز الأمريكية نقلا عن مسؤول أمريكي سابق في الاستخبارات، طلب عدم الكشف عن هويته، أن "موظفي الوكالات الأمنية يشعرون بالغضب والاشمئزاز"، بسبب العدد الكبير من الحلفاء الأفغان الذين سيضطر الجيش الأمريكي إلى التخلي عنهم جراء الالتزام بالموعد النهائي.
وقال جون برينان، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية، وخبير الأمن القومي في شبكة إن بي سي نيوز‘ إنه "يشعر الضباط في وكالة المخابرات المركزية بإحساس حقيقي بالالتزام الأخلاقي والشخصي" تجاه الأفغان الذين دعموهم ودربوهم.
لكن مسؤولين عسكريين قالوا إن الوضع غير المستقر للقوات الأمريكية على الأرض ترك بايدن بلا خيارات جيدة لتمديد وجودها.
وقال السناتور الديمقراطي بن كاردان ومسؤولون أمريكيون آخرون إن اجتماعًا غير مُعلن عنه يوم الاثنين في كابول ، العاصمة الأفغانية، بين مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز وزعيم طالبان الفعلي، عبد الغني برادار، ساعد في تسريع عمليات الإجلاء.
لكنه لم ينجح في إقناع طالبان بالموافقة على بقاء بقاء ستة آلاف جندي أمريكي في المطار لفترة أطول.
وتوقع مسؤولون أمريكيون أن تتباطأ عمليات الإجلاء بشكل كبير بحلول يوم الجمعة لمنح الجيش وقتًا كافيًا لانسحاب منظم. واعترف المسؤولون بأن هذا ليس وقتًا كافيًا لإجلاء جميع المترجمين والسائقين الأفغان وغيرهم ممن ساعدوا الجهود الأمريكية التي استمرت 20 عامًا في البلاد، وقد لا يكون الوقت كافيًا لإجلاء كل الأمريكيين.
وردا على سؤال حول سبب عدم إنهاء المعاملات الخاصة بالمواطنين الأفغان الأكثر عرضة للخطر، وجهت وزارة الخارجية الأمريكية أصابع الاتهام إلى إدارة ترامب.
وأشارت إلى أن الوكالة تحت قيادة بايدن اضطرت للتعامل مع أكثر من 17 ألف طلب تلقتها خلال إدارة ترامب.
كما ألقى مسؤولو وزارة الخارجية باللوم أيضًا على العملية المعقدة المكونة من 14 خطوة التي وضعها الكونجرس، والتي ازدادت تعقيدًا بسبب جائحة كوفيد وتفشي كوفيد في السفارة الأمريكية في كابول.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: "لقد أظهرت إدارة بايدن التزامها المقدس تجاه آلاف الأفغان الشجعان الذين وقفوا إلى جانب الولايات المتحدة على مدار العقدين الماضيين".
وشدد مسؤول كبير في الإدارة يوم الاثنين على أإن الجهود المبذولة لإخراج المواطنين الأفغان المعرضين للخطر من أفغانستان لن تتوقف بعد انسحاب الجيش.
وقال المسؤول: "سيظل هذا جهدًا على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع، سواء لإخراج أولئك الذين يرغبون في مغادرة أفغانستان ومن ثم الاستمرار في معالجة الأعمال الورقية حتى يتمكن الأفغان المعرضون للخطر من الانتقال إلى الولايات المتحدة والدول الأخرى من أجل إعادة التوطين الدائم."
وأكد المسؤولون العسكريون أنهم سيستمرون في إخراج الأفغان لأطول فترة ممكنة. وقال مسؤولان في البنتاجون إن القوات الأمريكية ستعطي الأولوية للحياة على المعدات، وستترك المعدات وراءها وتفجرها في مكانها.
وقال المسؤولان إن الأصول الأمريكية في المطار تشمل المدفعية وقذائف الهاون والأسلحة المضادة للطائرات بدون طيار والمركبات المدرعة المقاومة للألغام، والتي سيتم تدميرها حتى يمكن للأفراد الصعود على متن الطائرات.