التحول الرقمي "مهمة صعبة" في هذه الدول.. جزرية نامية
أكد خبراء أن توفير التقنيات الرقمية الحديثة وتسهيل الوصول لها سيسهم في تعزيز فرص تنويع الاقتصاد للدول الجزرية الصغيرة النامية.
وتسهم التقنيات الرقمية الحديثة في تطوير القطاعات الصناعية للدول الجزرية الصغيرة النامية، وتسهيل الوصول إلى سلاسل القيمة العالمية، وتحسين قدرتها في التعامل مع الكوارث وحل التحديات طويلة الأمد مما يساهم في تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة.
ويجد حول العالم أكثر من 50 دولة تسمى الدول الجزرية نصفها على الأقل من الدول النامية والتي تعتمد على السياحة كمصدر أساسي للدخل القومي ومنها "جزر سليمان والمالديف وباربادوس وجزر القمر والرأس الأخضر وغيرها".
وشدد الخبراء المشاركون في الجلسة الافتراضية، التي نظمتها القمة العالمية للصناعة والتصنيع ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية، على ضرورة التصدي للعقبات الكبيرة التي تواجه هذه الدول، بما في ذلك ضعف البنية التحتية الرقمية، وعدم توفر فرص تدريب للنساء والشباب، واتساع الفجوة الرقمية، والافتقار إلى توفر البيانات والمعرفة المعمقة بالسياسات.
ويرى رالف بريدل، رئيس البرنامج الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، أن الدول الجزرية الصغيرة النامية تواجه تحديات مشتركة، مثل محدودية الموارد، وبعدها عن الأسواق الدولية وتأثرها بتغير المناخ.
وقال: "لا شك أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ستساعد هذه الدول في التغلب على بعض التحديات الناجمة عن العزلة والبُعد، كما يمكنها أن تدعم التجارة وتسهم في التنويع الاقتصادي، وبالأخص في ظل الظروف الحالية، حيث ساهم وباء كورونا في تشديد القيود على تحركات الناس وألحق الضرر باقتصادات الدول الجزرية الصغيرة النامية، والتي يعتمد أغلبها على السياحة."
وأشارت فانيسا جراي، رئيسة القسم المسؤول عن الدول الأقل نموًا والدول الجزرية الصغيرة النامية واتصالات الطوارئ في الاتحاد الدولي للاتصالات، إلى أن تسهيل الوصول لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يساهم وبشكل كبير في إيجاد الحلول للعديد من المشكلات، كما يساعد في تنويع اقتصادات الدول.
الذكاء الاصطناعي و"بلوك تشين"
وترى جراي أن التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكتل "بلوك تشين"، والطائرات بدون طيار، وتطبيقات تحويل الأموال عبر الهواتف الذكية، ستساهم في تعزيز التنمية المستدامة في الدول الجزرية الصغيرة النامية.
وشددت جراي على ضرورة إيجاد حلول فورية لنقص الموارد المالية والبشرية والتقنية، حيث تشكل عائقًا أمام توظيف وتطبيق التقنيات المتقدمة.
ومن جهته، أشار جاري جاكسون، المدير التنفيذي للمركز الكاريبي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، إلى أن دول المنطقة تبذل قصارى جهدها لتعزيز كفاءة الطاقة لديها.
وقال: "علينا أن نتأكد من أننا نقوم بذلك بطريقة مسؤولة ومناسبة. ونعمل مع هذه الدول لوضع خطة متكاملة لقطاع الكهرباء خلال العقود الثلاثة المقبلة، حيث ستساهم هذه الخطة في تطوير القطاع وتلبية كافة الاحتياجات، وستدعم قدرتنا على مواجهة الأزمات".
وأضاف "علينا أن ندرك أن الجزر لا تملك شبكة عملاقة، وليس لديها الكثير من الخيارات التي قد تساهم في تعزيز قدراتها. مما يؤكد على ضرورة تطبيق اللامركزية وتوظيف الجهود للحد من نسب انبعاث غازات الكربون الضارة وضمان توفير الخدمات بما يتوافق مع احتياجات الناس وامكاناتهم."
ويرى جاكسون أن توظيف التقنيات المتقدمة وتطوير البنية التحتية اللازمة لها في دول منطقة الكاريبي يتطلب المزيد من الشراكات بين القطاع الصناعي والأوساط الأكاديمية.
ومن جانبها، ترى ميشيل ماريوس، مؤسسة موقع "آي سي تي بلس"، أن اتساع الفجوة المعلوماتية يمثل عائقًا كبيرًا أمام الرقمنة في دول منطقة الكاريبي، فضلاً عن نقص الاهتمام بتنظيم السياسات.
وبدوره أوضح أمجد عمر، مدير وأستاذ برنامج هندسة وإدارة نظم المعلومات في جامعة هاريسبرج للعلوم والتكنولوجيا، أن الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات المتقدمة يمكن أن تحقق مكاسب عديدة للدول الجزرية الصغيرة النامية، بدءًا من توفير السلع الاستهلاكية بأسعار معقولة من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد، ومراقبة أفضل لمصايد الأسماك من خلال الذكاء الاصطناعي والتصوير عبر الأقمار الصناعية، وتوظيف الطائرات بدون طيار للتحذير من الكوارث.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjE3IA== جزيرة ام اند امز