إنفوجراف.. حصاد المستقبل في القمة العالمية للحكومات بدبي
الدورة الـ7 من القمة العالمية للحكومات استضافت عدداً من رؤساء الدول والحكومات ومجموعة من كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية العالمية.
شهدت القمة العالمية للحكومات التي استضافتها دبي في الفتر ما بين 10 - 12 فبراير/شباط الجاري، توسعاً في نطاقها هذا العام، حيث أصبحت الحدث الأبرز والأكثر أهمية على مستوى المنطقة، والأول من نوعه على مستوى العالم فيما يتعلق باستشراف المستقبل واستباق التحديات والجهوزية للمستجدات.
وهدفت القمة إلى ترجمة رؤية دولة الإمارات بجمع أهم المنظمات والشركات والقادة ورواد التغيير وصناعة السياسات على منصة واحدة، لوضع سيناريوهات علمية حول سلوك المجتمعات والحكومات في المستقبل، وكيفية تعاطيها مع التحولات الكبرى التي ستحدثها الثورات الصناعية والرقمية المرتقبة.
واستضافت الدورة الـ7 من القمة عدداً من رؤساء الدول والحكومات، وشهدت مشاركة مجموعة من كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية العالمية، وأصدرت أكثر من 20 تقريراً تشكل مرجعية عالمية لشؤون العمل الحكومي المستقبلي، تتضمن أرقاماً ومعطيات وخلاصة دراسات تساعد صناع القرار والمسؤولين على رسم استراتيجيات استشرافية للمستقبل.
وشهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أعمال الدورة الـ7 من القمة العالمية للحكومات، بمشاركة 4000 مسؤول من 140 دولة بينهم 600 خبير من مستشرفي المستقبل والمتخصصين، وأكثر من 120 رئيساً ومسؤولاً في شركات عالمية بارزة.
وتوزعت أعمال القمة على أكثر من 200 جلسة حوارية رئيسية وتفاعلية تتناول القطاعات المستقبلية الحيوية، ضمن 7 محاور رئيسية، تعالج مستقبل التكنولوجيا وتأثيرها في حكومات المستقبل، ومستقبل الصحة وجودة الحياة، والبيئة والتغير المناخي، والتعليم وسوق العمل ومهارات المستقبل، والتجارة والتعاون الدولي، والمجتمعات والسياسة، والإعلام والاتصال بين الحكومة والمجتمع، وذلك ضمن أهدافها الساعية إلى إحداث تحول نوعي في الوعي والأداء الحكومي.
الصحة
عملت القمة العالمية للحكومات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على استكشاف معالم التحديات الصحية المجهولة التي ستمس حياة البشر في العالم كالأمراض والأوبئة وغيرها لاحتواء هذه التهديدات وإعداد مجموعة من السيناريوهات لمواجهة مخاطر لم يتعرف عليها البشر بعد، من خلال "منتدى الصحة العالمي" الذي نظمته القمة العالمية للحكومات لأول مرة.
وسلط المنتدى الذي انعقد تحت عنوان "صياغة مستقبل الصحة - جاهزية الحكومات"، الضوء على أبرز التحديات الصحية التي يواجهها العالم اليوم، والأمراض والأوبئة المستقبلية المتوقعة بما يسهم في تعزيز الجاهزية العالمية للأمراض والوقاية منها والحد من تأثيراتها على البشر لخدمة الإنسانية جمعاء.
كما ناقش الإحصاءات العالمية حول الأمراض، وضرورة تضافر الجهود للوقاية منها ومكافحتها، وبحث عن إجابات لوضع أفضل التصورات والعلاجية التي تحمي الإنسان من الأمراض والأوبئة المستقبلية، قد تكون أحد الأسباب الرئيسية لتخفيض معدل الوفيات بالأوبئة، المتوقع أن تصل إلى 50 مليون شخص بحلول عام 2050.
الموارد البشرية
ناقشت القمة أهمية تركيز الحكومات على تطوير الموارد البشرية التي تدير الخدمات الحكومية المبتكرة وتنمية قدراتها، وقياس مدى تقبل الجمهور للخدمات الجديدة، إضافة إلى نشر التوعية المجتمعية للتسهيل عليهم الحصول على هذه الخدمات.
وانطلق "منتدى أستانا للخدمة المدنية" ضمن فعاليات القمة، بحضور محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل بدولة الإمارات رئيس القمة العالمية للحكومات، وعدد من الوزراء والمسؤولين من دول آسيا الوسطى، لمناقشة مستقبل الخدمة المدنية ودور الحكومات.
وأطلقت القمة العالمية للحكومات برنامج بناء القدرات الحكومية بالتعاون مع البنك الدولي، والذي يهدف للارتقاء بواقع المجتمعات وتنميتها، ويشكل محوراً أساسياً لدور القيادات الحكومية في العالم، ويعزز الجهود لبناء القدرات الحكومية، ويعكس دور القمة العالمية للحكومات في تعزيز الخبرات والتجارب وعمليات التطوير الحكومي، ويمثل فرصة لتوسيع نطاق التعاون وبناء شراكات جديدة ذات أثر مستدام.
التسامح
في ظل الصراعات والنزاعات التي تشهدها المنطقة والعالم، لا بد من وضع أسس للتسامح والمحبة والوفاق بين جميع شعوب العالم، وإيجاد نوع من التضامن والتعاون لإسعاد الإنسان وتحسين حياته.
وفي هذا السياق، جاءت الجلسة التي حملت عنوان "التسامح الديني في بناء المدن والمجتمعات" ضمن منتديات منصة السياسة العالمية في القمة العالمية للحكومات، لإعلاء خطاب التسامح والوئام على مفردات الكراهية وتجاوز الاعتبارات الدينية والعرقية الضيقة.
وتضمّنت أبرز اللحظات في اليوم الأول من القمة إعلان الخبير العالمي في القيادة ورائد الأعمال والناشط في المجالات الخيرية طوني روبنز، تعاونه حالياً مع قيادة دولة الإمارات حول مشروع إنساني لإطعام مليار شخص.
ودعا قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية في كلمته للقمة، حكومات العالم إلى تأكيد التزامهم في مواجهة القضايا الجوهرية كالتحديات السياسية والاقتصادية والبيئية والتكنولوجية، مشدداً قداسته على المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وهي الحفاظ على عالمنا من أي تدهور بيئي وانحطاط أخلاقي كي نسلمه للأجيال التي ستأتي بعدنا.
ولفت إلى أنه يتعين على القياديين والمسؤولين أن يفكروا بنوع العالم الذي يريدون بناءه، بحيث يقدّمون مصالح الناس على المصالح الاقتصادية.
وشكّل توقيت الإعلان عن "ميثاق وكالات الأنباء للتسامح" الذي وقّعته وكالة أنباء الإمارات "وام" مع 25 وكالة أنباء عالمية ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2019، حدثاً سياسياً من الدرجة الأولى، رغم اندراجه ضمن مواثيق الشرف المهني.
وتعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها في قطاع الإعلام وتكنولوجيا المعلومات بعد أيام قليلة من قيام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وعدد من القيادات الدينية والثقافية بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي، والتي شكّلت حدثاً غير مسبوق في التاريخ الحديث، من حيث بث الأمل باستهلال عصر جديد من التسامح في الوجدان الإنساني الذي باتت تستهلكه الحروب الخشنة والناعمة.
الشباب
تصدرت تطلعات وآمال ملايين الشباب حول العالم، أجندة المشاركين في القمة العالمية للحكومات، التي أصبحت تشكل فرصة تاريخية لرسم مستقبل أفضل للإنسانية.
وأكدت القمة ضرورة أن تعمل الحكومات حول العالم على تعديل محاور تركيزها لتمكين الشباب وإعدادهم لعالم الغد؛ لأن إحساس الأفراد بأن طموحاتهم لا تتحقق وصفة أكيدة للفوضى.
واستعرض عدد من رواد الأعمال الشباب، من مختلف دول العالم العربي، أفكار مشاريعهم ضمن المنتدى العربي للشباب على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي.
وتمثّلت أبرز الأفكار، التي تم طرحها ومناقشتها خلال المنتدى، في شركة تدريب متنقل بالإمارات، أنشأها 8 شابات بهدف تأهيل الراغبين في الحصول على عمل أو وظيفة.
كما أعلنت الأمانة العامة للجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة بدولة الإمارات، خلال فعاليات منتدى التنمية المستدامة في القمة العالمية للحكومات، تشكيل مجلس الشباب الاستشاري لأهداف التنمية المستدامة لعام 2019 الأول في الإمارات وتسمية أعضائه، بعد الانتهاء من عمليات تقييم طلبات المرشحين الذين اجتازوا جميع مراحل التقييم الثلاث.
ويأتي تشكيل مجلس الشباب الاستشاري في إطار توجهات دولة الإمارات لتمكين الشباب وتفعيل دورهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
التعليم
ولاستشراف إجابات عميقة وملهمة حول مستقبل التعليم ودور الحكومات في تطويره، اجتمع في القمة العالمية للحكومات هذا العام نخبة من المسؤولين الحكوميين والخبراء الدوليين والمتخصصين في مختلف قطاعات التنمية ومن ضمنها قطاع التعليم والمعرفة، لبحث مستقبل الإنسان واستشراف فرص تطوير مختلف جوانب حياته في المستقبل، بما في ذلك التعليم.
وشاركت 19 جامعة عالمية في تحدي الجامعات لاستشراف حكومات المستقبل، الذي أعلنته القمة في انطلاقتها لهذا العام، وتعد مبادرة تحدّي الجامعات العالمية منصة التقى فيها طلبة دراسات عليا من أشهر جامعات العالم، لتقديم حلول مبتكرة ترفع من قدرات الحكومات.
وعرض جون ألكسندر هاردي، مؤسس شركة "جرين باي جون في قمة الحكومات تجربة المدرسة الخضراء" بإندونيسيا كنموذج للتعليم المستدام، وتمتد المدرسة الخضراء على مساحة 7 كيلومترات ضمن طبيعة استوائية ساحرة، وهي مبنية من شجر الخيزران بالكامل، وتستخدم الطاقة الشمسية وتيارات المياه من النهر المجاور لتوليد احتياجاتها من الكهرباء.
وحددت القمة أدوات تعلم المستقبل التي ستطبقها الحكومات وتطبيقات الحوسبة السلوكية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتتبع سلوك كل متعلّم وتقييم مهاراته وكفاءاته وإمكاناته ومساعدة المؤسسات التعليمية على تصميم البرامج التعليمية والتدريبية، والمدرّس الافتراضي كتوجّهٍ مستقبلي في التعليم.
بالإضافة إلى الطباعة رباعية الأبعاد الأحدث من نوعها التي ستضيف بعداً جديداً إلى الوسائل التعليمية المجسّمة، وستتيح هذه التقنية الحديثة التي ترتقي بآفاق وإمكانيات الطباعة ثلاثية الأبعاد إلى مستويات جديدة، فرصة للمستخدمين لطباعة نماذج قابلة لإعادة التجميع بأشكال مختلفة حسب الحاجة.
الذكاء الاصطناعي
في ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم والتغير غير المسبوق الذي أحدثته في أنماط وأساليب التفاعلات الدولية، شهدت النسخة الـ7 للقمة العالمية للحكومات اجتماعاً على مستوى قيادات المنظمات الدولية المشاركة في أعمال المنتدى العالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي في نسخته السنوية الرابعة.
وخرج الاجتماع بأن العالم اليوم يحتاج إلى 3 ركائز عمل أساسية في التحول الرقمي هي الأخلاقيات وتقييم الفرص وإدراك الأولويات التي تهم الإنسان، وتأسيس قاعدة بيانات عالمية للذكاء الاصطناعي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وناقش الاجتماع رفيع المستوى الوضع الراهن للذكاء الاصطناعي، والخطوات العملية المطلوبة في المستقبل القريب، لإرساء إطار عمل عالمي متكامل لحوكمة هذه التكنولوجيا الثورية التي ستتخطى باستخداماتها المستقبلية كل التوقعات والتصورات، وأعلنت إستونيا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا ولاتفيا انضمامها إلى برنامج الدول المقيمة في منطقة 2071 الذي أطلقته مؤسسة دبي للمستقبل مؤخرا، وذلك خلال مشاركة الدول الـ4 في القمة العالمية للحكومات.
وتم الإعلان عن منصة الذكاء الاصطناعي الصوتية الأولى من نوعها في العالم، المعتمدة على التقنيات الرقمية باللغتين العربية والإنجليزية.
وتوفر منصة "أوميجا" التي أطلقتها شركة ماجد الفطيم الإماراتية بالتعاون مع شركة "I.AM+" التقنية الأمريكية، خدمات خاصة من خلال مساعد صوتي آلي يتفاعل مع العملاء بصورة تحاكي المحادثات الإنسانية، ليستفيد مستخدموها من التقنية الصوتية المدمجة في المنصة القادرة على فهم النصوص، والتنبؤ باحتياجات المستهلك مسبقا، بناء على قاعدة بيانات جمعتها عنه.
وتدعم "أوميجا" النصوص والأصوات والصور، وتتيح الدمج بين الصوت وواجهة الاستخدام بشكل سلس في عدة أجهزة، وتمتاز بضمان خصوصية المستخدم وحماية بياناته، وتوفر خدمة المساعد الصوتي خلال العام الجاري في مجموعة من متاجر التجزئة ودور السينما منتشرة في العالم العربي، ما يتيح للمستخدم الانخراط في تفاعلات حوارية باللغتين العربية والإنجليزية تجعل تجربته مع الشراء من المتاجر ودور السينما أسهل وأيسر.
وناقشت القمة العالمية للحكومات دور المرأة في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتصميم الألعاب، وأكدت أن هذا الدور سيكون له أثر إيجابي في تصميم ألعاب تبتعد عن التحيّز، وتغرس روح المساواة، واحترام الآخرين لدى مستخدمي الألعاب الإلكترونية.
الأمن الغذائي
أكدت القمة العالمية للحكومات ضرورة توحيد الجهود للتصدي للتحديات التنموية التي تواجهها المجتمعات الإنسانية، ووضع قضية الأمن الغذائي العالمي ضمن التحديات ذات الأولوية، التي تطرحها للمناقشة والدراسة أمام خيرة من عقول العالم وصناع القرارات والسياسات الحكومية، وأطلقت واحداً من أهم التقارير العالمية التي لا تكتفي بمناقشة أبعاد قضية الأمن الغذائي، بل تقدم أفكارا لحلول وتوصيات عملية، تتيح للحكومات والمجتمعات والأفراد العمل معاً، والاستعداد لمستقبل أفضل للبشرية، وجاء تقرير القمة بالتعاون مع شركة الاستشارات العالمية أوليفر وايمان.
يقول التقرير: "لكي ينعم العالم بالأمن الغذائي، فيجب على الدول والمدن مراقبة جميع جوانب سلسلة التوريد الغذائية، بدءاً من المزرعة، وصولاً إلى مرحلة استهلاك الغذاء، سواءً أكان هذا الغذاء مستورداً أم منتجاً محلياً، وعلى الرغم من أن العديد من الدول ركزت بشكل مكثف على إنتاج الغذاء، إلا أنه من المهم التذكير بأنّه لا يُمكن التمتع بالأمن الغذائي دون وجود منشآت معالجة الأغذية، والبنية التحتية الضرورية، والخدمات اللوجستية، فضلاً عن قنوات التوزيع المناسبة، إذ إن الأمن الغذائي لا يقبل بوجود أي حلقات ضعيفة".
ويقدم التقرير 5 تكنولوجيات زراعية قادرة على التكيف مع المناخ؛ أولها البيوت البلاستيكية عالية التكنولوجيا لتمكين الإنتاج في البيئات القاسية، وثاني هذه التكنولوجيات المقاومة للمناخ هي الزراعة الرأسية، وثالث هذه الحلول، هي تربية الأحياء المائية في الأماكن المغلقة والمرتبطة بما يعرف بالاستزراع المائي في يومنا الحالي، ورابعاً تأتي اللحوم المستزرعة ضمن التكنولوجيات التي يقترحها التقرير، وخامس هذه التكنولوجيات المقاومة للمناخ، هي تكنولوجيا إنتاج الطحالب في الأماكن المغلقة.
التغير المناخي
شددت القمة على أن حالة التغير المناخي اليوم تمثل أكبر أزمة أخلاقية تواجه الإنسانية في القرن الـ21، لذلك أفردت له مساحة كبيرة من النقاش عبر منتدى تغير المناخ الذي أُقيم ضمن أعمالها.
يوفر المنتدى منصة تفاعلية تجمع قادة وصناع قرار عالميين ونشطاء ومختصين، بهدف تسليط الضوء على الآثار السلبية للتغير المناخي على صحة البشر والبيئة، وتحفيزهم لإيجاد حلول فعالة ومبتكرة ذات قابلية للتنفيذ، ووضع إطار عام لتقريب آليات وسياسات العمل من أجل المناخ وتمويل الحلول الابتكارية الخاصة به وإدارة القطاعات ذات الصلة والأكثر تأثراً وتأثيراً فيه.
وتم طرح تجربة دولة الإمارات كنموذج للتحرك الفعال والعمل من أجل المناخ تحت سقف القمة العالمية للحكومات، حيث بذلت الدولة جهوداً ريادية للحد من تداعيات التغير المناخي، وذلك بتحويل آثارها السلبية إلى فرص تنموية مبتكرة، تسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي والنمو المستدام، ومثال على ذلك النمو المتسارع في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة والاستثمار الملحوظ في المدن المستدامة والأبنية الخضراء، بالإضافة إلى الزيادة المطردة للمساحات الخضراء والعناية بالمحميات الطبيعية، وغير ذلك من الجهود والإنجازات.
وعقدت القمة شراكات مع منظمة الصحة العالمية، وهيئة الحفظ الدولية، ومدرسة هارفرد تي أتش تشان للصحة العامة لوضع رؤية عالمية تستهدف تأثيرات تغير المناخ على صحة الإنسان والبيئة.
الاقتصاد
ولمناقشة آفاق السياسات المالية والنقدية في المنطقة العربية وطرح رؤى لتلبية متطلبات شعوب المنطقة، انعقدت على هامش القمة فعاليات الدورة الـ4 لمنتدى المالية العامة في الدول العربية، بمشاركة أكثر من 30 من وزراء المالية العرب، ومحافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية ومؤسسات دولية في مقدمتهم مدير صندوق النقد الدولي كرستين لاجارد، للتحاور حول جملة من القضايا ذات الاهتمام بالمنطقة العربية.
وناقش المنتدى القضايا والتحديات ذات العلاقة بالمنطقة العربية، وفتح قنوات الحوار البناء والمثمر، لوضع استراتيجيات مستقبلية تستند إلى معطيات ورؤى واضحة.
وأظهر تقرير تم إطلاقه خلال القمة العالمية للحكومات أن دول مجلس التعاون الخليجي قادرة على توفير ما يقارب 138 مليار دولار بحلول عام 2030، إذا اعتمدت النموذج الاقتصادي الدائري، أي ما يوازي 1% تقريباً من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي للمنطقة خلال الفترة من 2020 إلى 2030.
تم إعداد التقرير، وعنوانه "وضع دول مجلس التعاون الخليجي على طريق الاقتصاد الدائري"، بالتعاون مع القمة العالمية للحكومات و"مركز الفكر"، وهو المؤسسة الفكرية الرائدة.
وأكدت القمة أن الاقتصاد العالمي ينمو، ولكن بصورة أبطأ مما كان متوقعاً، وأرجعت هذا التباطؤ في النمو إلى ما وصفته بأنه "4 غيوم" تلوح في سماء الاقتصاد العالمي.
وأوضحت أن الغيوم الـ4 هي التوترات التجارية، وتصاعد السياسات الحمائية، وسياسات التشديد المالي، وحالة عدم الثقة فيما بعد البريكست، والتباطؤ المتنامي للاقتصاد الصيني.
وأشارت إلى أن الرسوم والتعريفات الجمركية والتوترات التجارية لا تؤثر فقط في معدلات الثقة؛ ولكن تؤثر كذلك في الأسواق لا سيما في ظل سباق الاقتصاد العالمي الذي يشهد تحولات كبيرة، مطالبة دول العالم بالتوافق لتجاوز أزماتها، وتعزيز التجارة الحرة، وأن البلدان المصدرة للنفط بالمنطقة العربية حققت تعافياً كاملاً من صدمة تراجع أسعار البترول التي واجهتها في عام 2014.
اتفاقيات ومذكرات
ووقعت دولة الإمارات العديد من اتفاقيات ومذكرات التعاون على هامش قمة الحكومات، في عدد من المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية.
وأعلن برونو لومير، وزير الاقتصاد الفرنسي، أن فرنسا ودولة الإمارات ستتعاونان في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي سيصبح، بحسب قوله، أحد أبرز أسس العلاقات الثنائية.
وقال لومير على هامش حضور مؤتمر "القمة العالمية للحكومات" في الإمارات: "سنطلق تعاوناً في مجال الذكاء الاصطناعي مع دولة الإمارات، ليصبح من بين المحركات الرئيسية للعلاقات".
ووقعت حكومة دولة الإمارات اتفاقية شراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، لتأسيس مختبرين لقراءة المستقبل في دولة الإمارات، بهدف توحيد الجهود وتطوير إمكانات استشراف المستقبل والمساهمة في تعزيز الوعي المجتمعي بالتوجهات العالمية.
ووقع عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي، مذكرة تعاون مشترك مع ماريا ديل بلر جاردو جاتزلو، وزيرة العلوم والتكنولوجيا والاتصالات في جمهورية كوستاريكا، للتعاون في مجال الذكاءالاصطناعي، كما وقع مذكرة تعاون مشترك مع ألكسندر لوبيز مدير مؤسسة "Icap" لتبادل الخبرات والمعلومات ودعم الفعاليات الإقليمية والدولية والتخطيط لمشاريع مشتركة، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم مع وزير الاستثمار بسلوفاكيا.
ماذا قالوا عن القمة؟
قال أغسطس فلومو، وكيل وزارة الاقتصاد في ليبيريا: "القمة استقطبت العديد من الخبراء والمختصين وصناع القرار، وأذهلني التطوّر الكبير الذي ألمسه في كل مرة أزور فيها دبي".
وعلّقت جودي كورنسكي خبيرة السعادة في منظمة الأمم المتحدة القمة، قائلة: "رسّخت دبي بوابة السعادة والتسامح للعالم عبر الأفعال المبهرة ووزارتي السعادة والتسامح".
أما مومو فويسيتش، رئيس العلماء في شركة "Viome"، فقال: القمة منصة لتبادل أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز صحة البشر وتحسين جودة حياتهم عبر تجارب واقعية وفرص مستقبلية".
وقالت نيبال إدلبي، رئيسة قسم الابتكار في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا": "أجندة القمة ملهمة للحكومات ومستقبلها كونها تحاكي التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي".
فيما قالت جين إيف لاجال، رئيس وكالة الفضاء الفرنسية ورئيس الاتحاد العالمي للملاحة الفضائية: "القمة تزداد أهميتها عاماً بعد عام عالمياً بما تقدمه من طروحات مهمة".
ووصفت بانسي جاتشانجا، مسؤولة مكتب الرئيس في كينيا، القمة العالمية للحكومات بأنها منصة لتحسين حياة الشعوب واستشراف صناعة المستقبل خاصة في ظل عصر التحولات التكنولوجية.
وقال جوسيبي سابا، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية: "القمة منجز كبير يضاف إلى دولة الإمارات وفرصة للالتقاء بخبرات من أكثر من 120 دولة، إضافة إلى أنها فرصة لتعزيز التعاون وتبادل المعلومات المهمة لخدمة البشرية.
وعلّق فيكتور كيسوب، مساعد الأمين العام ومساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات، قائلاً: "القمة العالمية للحكومات منصة تجمع الإبداعات والابتكارات ودبي نجحت في عقد تجمع سنوي يمثل برنامج عمل لحكومات المستقبل".
أما هيلين كلارك، رئيسة الوزراء النيوزيلاندية السابقة، فقالت: "القمة حدث سنوي عالمي، يناقش التحديات في أهم القطاعات الحيوية، خاصة أهداف التنمية المستدامة، التي وضعتها الأمم المتحدة، حيث تجمع كبار المسؤولين الحكوميين والتنفيذيين من القطاع الخاص وخبراء الاستدامة والأكاديميين".