القمة العالمية للحكومات.. التسامح أفضل وسائل مكافحة الجرائم المجتمعية
"التسامح طريقة فعّالة لمكافحة الجرائم التي تؤثر على سلامة مجتمعاتنا وحماية الأطفال من الجريمة" هو ما اجتمع عليه قادة ممثلي الأديان
"التسامح طريقة فعالة لمكافحة الجرائم التي تؤثر على سلامة مجتمعاتنا وحماية الأطفال من الجريمة" هو ما اجتمع عليه قادة ممثلي الأديان خلال الجلسة التي حملت الاسم نفسه ضمن منصة السياسات العامة التي تم تنظيمها خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات 2019، وضمت عددا من قادة الأديان المختلفة.
واستخلصت الجلسة آراء الخبراء إلى محاور رئيسية تضمنت الفهم الصحيح للعقيدة، وتكامل الجهود المجتمعية والدينية والرسمية، إلى جانب التوعية والتثقيف لمختلف الفئات المجتمعية، ولا سيما الحوار البنّاء للاتفاق على خطوات تُنفذ على أرض الواقع، هي أهم المحاور التي تناولتها الحضور لمواجهة الجرائم المجتمعية.
ضرورة الربط بين الدين ومنظمات المجتمع لحماية الأطفال
أكدت الريم الفلاسي، أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في الإمارات خلال الجلسة، أن الفريق الوطني الإماراتي نظم ورش عمل في 6 دول مختلفة لفهم التحديات التي يواجهها القادة في مجتمعاتهم، وتحديداً فيما يخص الجرائم التي يتم ارتكابها نحو الأطفال.
وأشارت الفلاسي إلى أن أهم النتائج التي تم التوصل إليها هو أنه ليس هناك تعاون بين القادة الدينيين ومنظمات المجتمع المدني، وذلك فيما يتعلق بالسياسات للتعامل مع قضايا الأسرة والطفل، مشددة على ضرورة تعزيز التوعية والتثقيف لتكامل الأدوار داخل المجتمع.
ولفتت إلى أن جدول أعمال المجلس الأعلى للأمومة والطفولة مليء بالفعاليات التي ترتبط بعام التسامح في الإمارات التي ستنصب على تعزيز التوعية بقضايا الأطفال، مشيرة إلى أن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة سيشارك في جلسات مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إلى جانب عدد من الفعاليات ذات الصلة.
وأضافت الفلاسي أن المجلس سيعمل على إعداد برامج لمساعدة القادة الدينين، كي يعملوا على أرض الواقع بفاعلية لحماية الأطفال والأسر، إلى جانب عقد شراكات في هذا السياق بين مختلف فئات المجتمع.
تكامل الجهود الحكومية والمجتمعية والدينية
أكد القسيس ستيفن جلبيرتو، مدير كنيسة نازارين في دولة الفلبين، أن الكنيسة هناك تعمل بشكل يومي عن قرب مع المشكلات التي يعاني منها أفراد المجتمع التي يأتي في مقدمتها الاستغلال الجنسي للأطفال خاصة عبر الإنترنت، مشيراً إلى أن الفلبين تحتل المرتبة الأولى في آسيا والمحيط الهادي لمكافحة حالات استغلال الأطفال الجنسي عبر الشبكات.
ودق جلبيرتو ناقوس الخطر حول ما تم التوصل إليه خلال التعامل مع قضية استغلال الأطفال، إذ أشار إلى أن نسبة 70% من حالات الأطفال الذين يتعرضون لجرائم الاستغلال الجنسي، يعود السبب فيها إلى الأسر أنفسهم إما بشكل مباشر أو غير مباشر باعتبار الأطفال سلعة تُباع.
وأوضح جلبيرتو خلال حديثه في جلسة منصة السياسات العامة أن الكنيسة تعاونت مع إحدى المنظمات لمكافحة جرائم استغلال الأطفال جنسياً، مؤكداً على ضرورة أن تكون الحكومات واعية بقضايا الأطفال لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الشبكات.
ودعا جلبيرتو إلى تثمين دور الأطفال في تطور وبناء المجتمع، إضافة إلى تثقيف البالغين حول قضايا الأطفال وأنهم ليسوا سلعة تباع، وذلك عبر مختلف القنوات الحكومية والمجتمعية والدينية.
الحوار هو سبيل لمواجهة العنف
الحاخام ديانا جيرسون نائب الرئيس التنفيذي المشارك، في مجلس نيويورك للحاخامات، أكدت أنه يتم دعوتها كقائد ديني في نيويورك إلى العديد من الفعاليات لتحاضر من أجل توعية الأسر لمواجهة العنف، مؤكدة أنها بذلك تقوم بدورها الحقيقي داخل المجتمع، فقائد الدين دوره الدعم في الأمور الحياتية اليومية.
وشددت جيرسون على ضرورة أن تتعايش مختلف الديانات وتتحاور على طاولة واحدة بهدف البناء والتطوير، للخروج بنتائج يمكن تطبيقها على أرض الواقع، وإحداث تغيير لمواجهة العنف.
لا بد من فهم العقيدة بشكل صحيح
كلمة "درم" تعني المسؤولية التي تكون تجاه النفس والرب والمخلوقات جميعاً، هذا ما يراه د.موهيندر سينغ، رئيس مؤسسة غورو نناك نيكشام سيواك جاثا، في المملكة المتحدة، مشيراً إلى أن الهدف الأهم هو فهم العقيدة بشكل صحيح لمعرفة الاتجاه الصحيح من الحياة والهدف منها.
وأكد خلال حديثه على ضرورة التواصل داخل المجتمع لتحقيق قيم السلام والتسامح واستخدام القيم والإيمان وتوجيهها نحو تفعيل الخير وخدمة الأجيال القادمة.
وأضاف سينغ "رحلتي للسلام وفهم العقيدة بدأت منذ أن كنت طفلاً في عمر الخامسة، وقد أدركت أن الحصول على السلام يأتي من الداخل والتصالح مع الذات وأن المصدر هو الله".
aXA6IDEzLjU5LjIzNC4xODIg جزيرة ام اند امز