"نجوم المستقبل الطبي".. مبادرة لتدريب الطلاب الإماراتيين في أمريكا
مدينة برجيل الطبية المخصصة لعلاج أمراض السرطان تضم أحدث المعدات الطبية وأمهر الأطباء والجراحين ذوي الخبرات العالية في العالم.
أطلقت جمعية "البيت متوحد" في الإمارات برنامج التدريب على المراقبة السريرية والبحث العلمي في النسخة الثانية من مبادرة نجوم المستقبل الطبي، بالتعاون مع شركة "في بي إس" للرعاية الصحية وكلية فاطمة للعلوم الصحية.
وتم اختيار 5 طلاب إماراتيين من المتفوقين دراسيا بكلية فاطمة للمشاركة في برنامج بحثي مكثف لمدة أسبوعين في الولايات المتحدة، سيمنحهم الفرصة للتعرف عن قرب على الدور الحيوي الذي يلعبه التمريض في مجال البحوث الطبية، مع التركيز بشكل خاص على أبحاث مرض السرطان.
وخلال البرنامج، سيكون لكل طالبة مدرب خاص وخطة موضوعة خصيصاً لتتناسب مع مهاراتها واهتماماتها التعليمية بشكل يعطي كلا منهم فرصة الحصول على فهم شامل لما يجري خلال مرحلة البحث، وسيقضي الطلبة أسبوعين في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا ومستشفى جامعة بنسلفانيا، حيث سيقومون بمراقبة أحدث طرق البحث التقنية والسريرية، ومن ثم تنفيذ مشروعهم البحثي الخاص حول الطب والعلاج في الإمارات العربية المتحدة.
وأعرب عضو مجلس إدارة "البيت متوحد"، عبد الله النيادي، عن سعادته كون الجمعية أصبحت جزءاً من صناعة الرعاية الصحية الآخذة في التوسع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال دعم الطلاب في مجالات البحوث الطبية.
مشيرا إلى سعي الجمعية بالتعاون مع "في بي إس" للرعاية الصحية وكلية فاطمة لتزويد الطلبة المتفوقين بفرص النمو والتميز في المجال الطبي، بهدف تحقيق رؤية دولة الإمارات لعام 2030 المتمثلة في زيادة عدد المهنيين الطبيين الإماراتيين إلى 10.000 شخص.
وأضاف "النيادي" أن مبادرة "نجوم المستقبل الطبي" أثبت فائدتها العلمية والتدريبية للطلبة، وانعكس ذلك على أدائهم البحثي والعلمي أثناء مشاركتهم في النسخة الأولى في برنامج الأعمال في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، وتابع: "نتطلع لرؤية قصة نجاح متجددة من طلاب التمريض في المبادرة لعام 2019".
وقال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لدى "في بي إس" للرعاية الصحية، الدكتور شمشير فاليل، إن مبادرة "مونشوت" هي منبر مهم سيساعد على تسريع عملية التنمية في الإمارات نحو اقتصاد قائم على المعرفة.
وأكد الدكتور شمشير أن مدينة برجيل الطبية ستقدم زمالات بحثية للمساعدة في بدء البحوث الطبية، وأضاف: "مع تزايد تعقيد التكنولوجيا والعلوم يوماً بعد يوم، سيلعب البحث العلمي دورًا أكثر أهمية في الرعاية الصحية، وسيكون للممرضات، وخاصة الإماراتيات، دور حاسم في تسهيل هذا البحث والتطوير في دولة الإمارات، هذا البحث هام جداً بالنسبة لنا لتقديم علاج مخصص لكل مريض، وهو أمر ضروري للغاية لعلاج مرضى السرطان في الإمارات والمنطقة".
وأضاف: "الاستثمار في تعليم وتطوير جيل جديد من الخبراء السريريين أمر حيوي لمستقبل دولة الإمارات، وسنواصل إطلاق برامج جديدة تستوعب المزيد من هؤلاء للمساعدة في تشكيل مستقبل أفضل للرعاية الصحية".
وستحتوي مدينة برجيل الطبية المخصصة لعلاج أمراض السرطان التي تضم 400 سرير، على أحدث المعدات الطبية وأمهر الأطباء والباحثين والجراحين ذوي الخبرات العالية المتخرجين من أفضل مراكز البحوث والأنظمة الصحية في العالم.
وتهدف المدينة لتطوير أجندة بحث سريري متعدّد الأوجه يساهم في تطوير علاجات مخصصة مثل العلاج بخلايا CAR-T كجزء من برنامج علاجي مناعي شامل وتجارب سريرية في الإمارات.
وقال مدير كلية فاطمة للعلوم الصحية، الدكتور داريل كورنيش، إنه "من الضروري للغاية رعاية ودعم العاملين المستقبليين في مجال الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتزويدهم بكل فرص وإمكانيات التميز في حياتهم المهنية، سيتخرج شباب اليوم من كلية فاطمة للعلوم الصحية كطلاب ناجحين مزودين بالمهارات والكفاءات اللازمة ليكونوا مهنيين محترفين وقادة تحتاجهم الإمارات في مجال الرعاية الصحية في المستقبل، لقد نمت كلية فاطمة للعلوم الصحية من بداياتها المبكرة عندما كانت تدرس المنهاج الأسترالي في برامج التمريض والصحة، حتى حصولها مؤخراً على موافقة من وزارة التربية والتعليم لتدريس مناهج محلية جديدة محددة الغرض، طورها العاملون في الكلية، الأمر الذي سيزيد من جودة خريجيها".
وأشار إلى إمكانية ارتفاع عدد المشتركين بسبب الجودة والتنافس على المقاعد المتاحة، حيث يتمتع طلاب كلية فاطمة للعلوم الصحية بأحدث المرافق الطبية، ويحصلون على تدريب سريري عالي الجودة في مؤسسات متميزة مثل مدينة برجيل الطبية.
وبدأت كلية فاطمة للعلوم الصحية ككلية تمريض في 2006، ولكنها نمت منذ ذلك الحين لتقديم برامج صحية لحالات الطوارئ، والعلاج الطبيعي، والصيدلة، والتصوير الشعاعي والتصوير الطبي، بالإضافة إلى إطلاق درجة في علم النفس عام 2019 تم تطويرها.
وقالت مدير التعليم العالمي لطب الأطفال بمستشفى الأطفال في فيلادلفيا، نانسي إتزل: "نقدر عالياً في مستشفى فيلادلفيا للأطفال علاقتنا الطويلة الأمد مع الإمارات، ونتطلع قدماً لتوفير هذه الفرصة التعليمية لطلاب التمريض في كلية فاطمة للعلوم الصحية، من خلال زمالاتهم العلمية، سوف يشارك الطلبة في مجموعة واسعة من الأنشطة الرصدية مع ممرضاتنا في مختلف الأقسام السريرية، ونأمل في أن تشجعهم هذه التجربة على توسيع آفاقهم التعليمية والسريرية، وفي نفس الوقت اطلاعهم على التقنيات الجديدة ومنهجيات البحث المعتمدة حالياً ".
وذكرت الطالبة أميرة الكعبي، من كلية فاطمة للعلوم الصحية: "تشرفني المشاركة في هذه المبادرة المبتكرة والفريدة من نوعها، وفي واحدة من أرقى المستشفيات في العالم، يلقي هذا البرنامج الضوء على حقيقة أن المجال الطبي لا يقتصر على الأطباء فحسب، بل يشتمل على العديد من الأدوار الأخرى، مثل الممرضات اللواتي يساهمن أيضًا في تحقيق نتائج رائدة في مجال البحوث الطبية، أتطلع قدماً للانطلاق في هذه الرحلة المثيرة وبدء العمل على مشروعي البحثي".