الروسي دوستويفسكي.. "أبو الأدباء النفسيين"
دوستويفسكي شكّل مضرب مثلٍ في الإبحار بالنفس خلال أعمال أدبية مثل رواية "الجريمة والعقاب" الشهيرة
شكّل الأديب الروسي فيودور دوستويفسكي، علامة في تاريخ الأدب العالمي، إذ كان مضرب مثلٍ في الإبحار بالنفس من خلال أعمال تعدت حدود روسيا إلى العالمية مثل رواية "الجريمة والعقاب" التي يصفها الكاتب والروائي الأمريكي سكوت سبنسر بأنها "المرجعية الأفضل التي يجب الاستناد إليها لفهم طبيعة هذه الأمور".
وذكرت صحيفة "كوريري ديلا سيرا ” الإيطالية، في تقرير لها، أن دوستويفسكي هو الوحيد القادر على الإجابة عن تساؤلات كثيرة تفسر دوافع قيام إنسان بقتل إنسان آخر، حيث استعمل الأدب وسيلة للغوص في أعماق النفس البشرية مجيبا عن تساؤلات كثيرة تفسر أفعال الإنسان وتكشف الستار عن أسبابها.
وضرب التقرير، الذي جاء تحت عنوان "إذا أردت أن تعرف سبب قتلك فلا تشاهد التلفاز، اقرأ دوستويفسكي"، مثالا برواية "الجريمة والعقاب" التي تجيب عن الكثير من أسئلة الجريمة والنزعات الفردية للإرهاب والعنف، لافتا إلى أن الجميع حاليا يفضل مشاهدة التلفاز على قراءة الكتب.
وأشار التقرير إلى أن هناك اقتناعا سائدا حاليا أننا نعيش العصر الذهبي للتلفاز، وأنه بات قادرا على تزويدنا بألاعيب السحر والقصص المعقدة والجوانب النفسية المختلفة في الإنسان، وتساءل "ولكن إذا كنت شغوفا لهذه الدرجة بمتابعة كل ما هو غامض ومعقد ويخص الجريمة، فلماذا تظن أنك ستجد ضالتك في التلفاز، دون التفكير في دوستويفسكي؟“.
وأكد أن الفارق بين التلفاز وكتب دوستويفسكي يرجع للقيمة الإنسانية التي تحملها رواياته وقصصه.
وأوضح: "دوستويفسكي الأقدر على تزويد الناس بما يحتاجون إليه من معلومات عن عالم الجريمة مثلا وتعقيدات النفس الإنسانية، بشكل أكثر تفصيلا وأكثر عمقا، غير أنه ربما يكون أكثر إرهاقا لهم، حيث سيحتاج منهم إلى التركيز والإنصات لما يقوله الخبير بالنفس الإنسانية، في وقت تعلو فيه نبرة التلفاز، وتنحسر فيه قيمة كتب دوستويفسكي مثله مثل الأثاث القديم".
يذكر أن دوستويفسكي بدأ بالكتابة في العشرينات من عُمره، ونشرت روايته الأولى "المساكين" عام 1846 بعمر الـ25، ومن أكثر أعماله شُهرة "الإخوة كارامازوف"، و"الجريمة والعقاب"، و"الأبله"، و"الشياطين"، ويعتبره بعض النقاد أحد أعظم النفسانيين في الأدب العالمي.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuNTIg
جزيرة ام اند امز