مخرجات G20 في جوهانسبرغ.. توافق على التعددية وإصلاح النظام الدولي
اختتمت قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ أعمالها بإصدار بيان ختامي ركز على تعزيز التضامن العالمي وإصلاح النظام الدولي، متجاوزة التحديات الجيوسياسية لتؤكد على التعددية كسبيل وحيد لمواجهة الأزمات.
وتصدرت أجندة القمة الدعوة لإصلاح مجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة لتكون أكثر تمثيلاً للدول النامية، مع التشديد على ضرورة احترام القانون الدولي وحل النزاعات سلمياً في بؤر التوتر العالمية، واعتبار السلام شرطاً أساسياً للازدهار الاقتصادي.
معالجة أزمات الديون والمناخ
وعلى الصعيد الاقتصادي والتنموي، تبنى القادة رؤية شاملة لمعالجة أزمات الديون في الدول الهشة عبر المطالبة بشفافية أكبر وتفعيل آليات مبادلة الديون بالتنمية، بالتوازي مع إطلاق إطار جديد لإدارة المعادن الحرجة يضمن للدول الأفريقية تحقيق قيمة مضافة محلية بدلاً من تصدير المواد الخام، فضلاً عن تدشين المرحلة الثانية من "ميثاق مجموعة العشرين مع أفريقيا.
وفي ملفات المستقبل، ربط البيان بين أمن الطاقة والعمل المناخي، داعياً إلى "انتقال عادل" يراعي احتياجات القارة السمراء من الكهرباء، واختتمت المخرجات الفنية بتبني مبادرة "الذكاء الاصطناعي لأفريقيا" لتعزيز البنية التحتية الرقمية وحوكمة البيانات.
- دبي تُطلق موازنتها للأعوام 2026-2028.. 302.7 مليار درهم لتعزيز الريادة والرفاهية
- سلطة تنظيم الأصول الافتراضية في دبي.. منظومة متكاملة متطورة وآمنة
وأكد رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، في كلمته الختامية الأحد، أن إعلان القادة يعكس التزاماً متجدداً بالتعاون متعدد الأطراف، مشدداً على أن نجاح القمة في التوافق على القضايا المصيرية يثبت أن الأهداف المشتركة لزعماء العالم تتجاوز الخلافات، لا سيما في مواجهة أزمات المناخ وتحقيق العدالة الاقتصادية.
طوق "نجاة" للتعددية
وتضمّ مجموعة العشرين 19 دولة إضافة إلى الاتحادين الأوروبي والأفريقي، وتمثّل 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلثي سكان العالم.
وتأسست المجموعة في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية (1997-1998) لتكون منتدى لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والمالي للعالم.
مع مرور الوقت، توسّع نطاق مناقشاتها ليشمل أيضا تغيّر المناخ والتنمية المستدامة والصحة العالمية والنزاعات.
لا تقتصر تأثيرات هذه المجالات على الاقتصاد، بل تنسحب على السياسة أيضا، وغالبا ما تفضي إلى طريق مسدود أو إغفالات في صياغة بيانات القمة.
وتفاقمت الانقسامات مع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، ومؤخراً الحشد العسكري الأمريكي في البحر الكاريبي، قبالة فنزويلا في إطار حملة أمريكية لمكافحة تهريب المخدرات.
وتعليقاً على الانتشار العسكري الأمريكي، أعرب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأحد عن "قلق بالغ" حياله، مبدياً خشيته من وقوع نزاع، وأشار إلى أنه يعتزم التحدث إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأنه.
ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني الذي تتولى بلاده رئاسة مجموعة السبع لهذا العام قبل انتقالها إلى فرنسا العام المقبل، قال أيضاً إن "مركز الثقل في الاقتصاد العالمي يتغيّر"، ما يعني أنه يتعيّن على مجموعة العشرين إعطاء حيّز أكبر للاقتصادات الناشئة والجنوب العالمي.
وأشار وليام غوميدي وهو بروفسور في جامعة ويتواترسراند في جنوب-أفريقيا ومستشار لحكومات، بينها التركية، إلى أن دولاً عدة غير منضوية في مجموعة العشرين دُعيت إلى القمة، بينها دول أفريقية.
وقال لوكالة "فرانس برس"، "إن إحضار قوى ناشئة ودول نامية كان بمثابة خلق عالم جديد تماماً في مجموعة العشرين، وهذا الأمر ساعد بالفعل في تعويض غياب ترامب".
وأضاف "لقد قدّمت هذه القمة بالفعل طوق نجاة للتعددية، وأعادت إحياءها".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز