أبرز محطات قمة العشرين: هدنة للحرب التجارية و"لا أحد يقرأ البيانات"
قمة مجموعة العشرين المنعقدة في مدينة أوساكا باليابان خالفت جميع توقعات خبراء الاقتصاد التي تنبأت بحدوث خلافات جذرية في الرأي
خالفت نتائج أعمال قمة مجموعة العشرين المنعقدة في مدينة أوساكا باليابان، بمشاركة 37 دولة ومنظمة، جميع توقعات خبراء الاقتصاد التي تنبأت بحدوث خلافات جذرية في الرأي بشأن الحرب التجارية بين أمريكا والصين وتأثيرها على معدلات النمو العالمية، وكذلك اتفاق باريس للمناخ، والذي تصر أمريكا على الانسحاب منه.
وفاجأت نتائج القمة الخبراء، حيث بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منسجما مع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، حيث التقط الطرفان العديد من الصور، وعقدا لقاءات ثنائية قبل القمة وخلال اليوم الأخير منها، كما توصل ترامب إلى هدنة مع الصين لوقف الحرب التجارية، وتبادل الكلمات الساخرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفيما يأتي محطات وتصريحات بارزة طبعت القمة التي عقدت في مدينة أوساكا اليابانية واستمرت يومين:
هدنة تجارية
شكل لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ المنتظر منذ وقت طويل، والذي انتهى بالتوصل لهدنة تجارية بين العملاقين الاقتصاديين، قمة داخل القمة.
ومع انتهاء القمة أعلن ترامب ما انتظره الجميع "عدنا إلى المسار الصحيح"، واصفا المباحثات مع شي بـ"الممتازة".
وتكشفت تفاصيل قليلة حول ما اتفق عليه الزعيمان، بعيدا من التزام باستئناف المفاوضات التجارية ووقف فرض الرسوم، ما منح الاقتصاد العالمي متنفسا.
ملف التغير المناخي الساخن
وفي قمة كان من المتوقع أن يطغى عليها ملف التجارة، أثبت التغير المناخي أنه سيظل ملفا ساخنا لفترة طويلة خصوصا مع تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الملف يعد "خطا أحمر" بالنسبة إليه حتى قبل أن تبدأ القمة.
لكن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر صرح ساخرا "خطوطي ليس لها ألوان"، قبل أن يعلن موافقته على الحاجة إلى إجراءات أكثر صرامة.
وتوصلت الدول الـ19 إلى إعلان في شأن المناخ باستثناء الولايات المتحدة، بعد مفاوضات طويلة وشاقة بسبب محاولة الولايات المتحدة عرقلة الإعلان الذي اتخذ شكلاً مماثلاً لإعلاني قمتي مجموعة العشرين في هامبورج عام 2017، وبوينوس آيريس عام 2018، وهو ما اعتبر انتصارا ولو خجولا.
وقال ماكرون بعد القمة "تجنبنا التراجع، لكننا يجب أن نمضي أبعد من ذلك".
كوريا الشمالية بدل إيران
مع تصاعد التوتر في الخليج، كان من المتوقع أن تكون إيران محورا أساسيا في القمة وفي اللقاءات الثنائية، لكنها بالكاد ذُكرت، خصوصا مع سرقة ترامب الأضواء بتغريدة مفاجئة عن كوريا الشمالية.
وقال ترامب "إذا رأى زعيم كوريا الشمالية كيم هذه الرسالة يمكنني أن أقابله على الحدود/المنطقة المنزوعة السلاح لمجرد مصافحة يده والقول مرحباً!"، داعيا كيم جونغ اون إلى مصافحة تاريخية في المنطقة التي تقسم الكوريتين وتحمل رمزية كبيرة.
وجاءت تغريدة ترامب قبل توجهه إلى كوريا الجنوبية، مؤكدا أنه "لن تكون هناك أي مشكلة "في إمكان عبوره الحدود نحو كوريا الشمالية".
ترامب مرتاح
شخصيا، تعامل ترامب بمودة مع قادة العالم الذين لا يتردد في انتقادهم في تغريدات ومقابلات، لكنه بدا مرتاحا جدا برفقة بعض قادة المجموعة الأكثر إثارة للجدل وبينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتبادل الزعيمان حديثا ساخرا عن "الأخبار الكاذبة"، وحين سُئل ترامب عما إذا كان سيطلب من نظيره الروسي عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2020، التي ترشح لها رسمياً، استدار نحو بوتين وعلى وجهه ابتسامة ساخرة، وقال له "لا تدخل في الانتخابات أيها الرئيس"، ثم كرر "لا تدخل"، ملوحاً بسبابته، فابتسم بوتين وهو يسمع الترجمة.
وتعامل ترامب في أوساكا أيضاً بمودة شديدة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتحدث معه خلال التقاط الصورة الجماعية.
ووقف ترامب مشيرا بإبهامه أثناء التقاط صورة مع رئيس البرازيل جايير بولسونارو، الذي يصفه البعض بأنه "ترامب الاستوائي".
لا أحد يقرأ البيانات
أمضى المفاوضان الليل بطوله في محاولة للتوصل لاتفاق على البيان الختامي، الذي حذر من أن "التوترات التجارية والجيوسياسية تتصاعد"، متبنيا اللهجة نفسها التي وردت في بيان أصدره وزراء مالية المجموعة في وقت سابق هذا الشهر وبعد مفاوضات شاقة أيضا.
وبخصوص المناخ، تبنت 19 دولة "عدم التراجع" عن اتفاق باريس، في حين كررت واشنطن عزمها على الانسحاب من الاتفاق.
وقال يونكر في تصريح جريء وصريح أثناء سير المفاوضات "لست الشخص الوحيد في هذه الغرفة الذي لا يقرأ البيانات، في الواقع لا أحد يقرأ البيانات".