حصاد المناخ بقمة العشرين.. العالم بحاجة إلى 5.9 تريليون دولار
اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن النتائج المتعلقة بالمناخ التي توصلت إليها دول مجموعة العشرين كانت "غير كافية"، داعيا إلى ضرورة وضع أهداف أكثر طموحا للتخلي عن النفط.
ورغم النجاحات الدبلوماسية العديدة التي نجحت رئاسة الهند هذا العام للمجموعة في تحقيقها خلال اجتماع القمة السنوي، فإنه فيما يتعلق بقضية التغير المناخي لم يتم إحراز الكثير.
5.9 تريليون دولار
وقال تقرير نشره موقع بيزنس توداي، إنه لإبقاء ارتفاع درجة الحرارة عالميا بأقل من درجتين مئويتين، ومن الناحية المثالية عند 1.5 درجة مئوية، ستحتاج البلدان النامية إلى 5.9 تريليون دولار في فترة ما قبل عام 2030 لتنفيذ مساهماتها المحددة وطنيا، التي اعترفت بها مجموعة العشرين، تحت رئاسة الهند. وستحتاج البلدان النامية أيضًا إلى 4 تريليونات دولار سنويًا لتقنيات الطاقة النظيفة بحلول عام 2030 للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.
ويشكل تمويل المناخ عقبة كبيرة، نظرا لأن الدول النامية تواجه في كثير من الأحيان قيودا مالية تعيق قدرتها على الاستثمار في جهود التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه. وتنشأ هذه القيود لأن ميزانياتها عادة ما تكون محملة فوق طاقتها بسبب المطالب الملحة لأولويات التنمية العاجلة، بما في ذلك التخفيف من حدة الفقر، والرعاية الصحية، والتعليم. علاوة على ذلك، فإن التكاليف الأولية المرتبطة باعتماد مصادر الطاقة المتجددة ودمج التكنولوجيات الصديقة للبيئة يمكن أن تكون باهظة بالنسبة لهذه البلدان، مما يجعل المساعدات المالية شرطا حيويا لتبنيها.
تعهد المائة مليار
وفي عام 2009، تعهدت الدول المتقدمة بتقديم 100 مليار دولار سنويا لتمويل المناخ بحلول عام 2020. وكان الهدف من هذا التعهد هو دعم المبادرات المتعلقة بالمناخ في الدول النامية، ومساعدتها على التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها، ولكن الهدف لم يتحقق في الماضي. وفي عام 2020، تم توفير وتعبئة ما مجموعه 83.3 مليار دولار من تمويل المناخ (التمويل الخاص) من قبل البلدان المتقدمة.
وتتوقع البلدان المتقدمة المساهمة أن يتم تحقيق هذا الهدف لأول مرة في عام 2023. ومن المتوقع أن يحدد كوب 28 المرتقب في الإمارات نداء الأطراف هدفًا كميًا جماعيًا جديدًا طموحًا وشفافًا وقابل للتتبع لتمويل المناخ في عام 2024، بدءًا من حد أدنى قدره 100 مليار دولار سنويًا، مع مراعاة احتياجات وأولويات البلدان النامية في تحقيق الهدف.
وفي محادثات الهند التي اختتمت لتوها، فشل البيان الختامي في الدعوة إلى التخلص من الوقود الأحفوري، لكن قادة دول مجموعة العشرين أعلنوا أنهم سيدعمون الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030.
وفي وقت سابق، حثت دول مجموعة العشرين الدول المتقدمة على الوفاء بالتزامها بمضاعفة مخصصاتها الجماعية لتمويل التكيف على الأقل من مستويات عام 2019 بحلول عام 2025، في سياق تحقيق موارد مالية متزايدة. هناك أيضًا دعوة لجميع المؤسسات المالية ذات الصلة، مثل بنوك التنمية المتعددة الأطراف والصناديق المتعددة الأطراف، لمواصلة تعزيز جهودها بما في ذلك عن طريق تحديد أهداف طموحة لتمويل التكيف والإعلان، عند الاقتضاء، عن توقعات عام 2025 المنقحة والمعززة.