مرونة المدن.. حل مبتكر للتكيف مع المناخ تقوده "مجموعة السبع"
تُعد أكبر مدن مجموعة السبع هي المحركات الأساسية للناتج المحلي الإجمالي لكل منها، لكن النمو تباطأ في عام 2023.
وإدراكًا للحاجة إلى نمو أكثر استدامة ومرونة في المدن، اجتمع وزراء التنمية الحضرية من مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في اليابان في يوليو/تموز للتركيز على المدن والتوسع الحضري.
- مؤتمر العمل المناخي في بروكسل.. سلطان الجابر يعلن عن خطة طموحة لقمة COP28
- المدن الحضرية.. تجربة رائدة في حماية التنوع البيولوجي
قبل ذلك، اجتمع قادة الصناعة مع كبار المسؤولين لتشكيل مسار لمدن أكثر استدامة وشمولية ورقمية عبر مجموعة السبع وما بعدها ولإنشاء دعوة للعمل من أجل المجتمع العالمي.
إن مجموعة الدول السبع -وهي كتلة غير رسمية من الديمقراطيات الصناعية، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة- تجتمع سنويًا منذ عام 1975 لمناقشة قضايا مثل الحوكمة الاقتصادية العالمية والأمن الدولي وسياسة الطاقة.
وفي العام الماضي، أرسلت ألمانيا إشارة واضحة إلى المجتمع العالمي من خلال دعوة وزراء التنمية الحضرية للاجتماع لأول مرة.
- الأعمال المتجددة.. نهج متكامل لبيئة عالمية عصرية ومستدامة
- صناعة إزالة الكربون العالمية.. نيوزيلندا نموذجًا
الفرصة "مستدامة"
وقد اجتمع وزراء التنمية الحضرية لدول مجموعة السبع في مدينة "تاكاماتسو" بمحافظة "كاجاوا" اليابانية على مدار يومي 8 و9 يوليو/تموز 2023، لتحديد الفرص المتاحة لزيادة التوافق العالمي. استعدادًا لذلك، قام المنتدى الاقتصادي العالمي ووزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل والسياحة اليابانية (MLIT) بدعوة مسؤولين كبار من الصناعة والأوساط الأكاديمية وحكومات مجموعة السبع في سلسلة من الموائد المستديرة رفيعة المستوى للمساعدة لتحديد ماهية هذه المجالات الفرصة.
وناقش وزراء مجموعة السبع الأفكار المشتركة بشأن تأمين مساحات خضراء في المناطق الحضرية؛ حيث قالت الأمم المتحدة إن المدن مسؤولة عن أكثر من 70% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقد وافقت المجموعة على قائمة رسمية للأهداف المشتركة، بما في ذلك تطوير الحلول القائمة على الطبيعة، والحد من التفاوتات الاجتماعية وتسريع دور البيانات في التحول الحضري. تمثل هذه الأهداف خطوة إلى الأمام في التعاون بين القطاعين العام والخاص بشأن القضايا الحضرية وسيبني الوزراء على هذه الأهداف عندما يجتمعون في يوليو.
ووضع المنتدى الاقتصادي العالمي 6 دعوات للعمل تم تحديدها من خلال مناقشات المائدة المستديرة التي ستدعم الوزراء والجهات الفاعلة في الصناعة والمؤسسات الدولية لدفع مزيد من التقدم نحو الأهداف المشتركة وتسريع التنمية الحضرية المستدامة عبر مجموعة الدول السبع وعلى مستوى العالم. تنقسم نقاط العمل الست هذه إلى ثلاث فئات: المدن المستدامة والمدن الشاملة ورقمنة المدن.
أولًا: المدن المستدامة
لكي تتحمل المدن الصدمات والضغوط المتزايدة، يجب مراعاة قيمة الطبيعة وتعزيزها. هناك فرص واضحة لمجموعة السبع إلا أن هناك حاجة إلى سياسات وممارسات أكثر تنسيقًا بين الجهات الفاعلة الوطنية ودون الوطنية وغير الحكومية لإزالة الكربون من التنمية الحضرية، وتجديد الطبيعة وزيادة المرونة.
1: زيادة الإنفاق على البنية التحتية الحضرية الخضراء
يجب أن تعمل حكومات الدول السبع الكبرى، والمدن، والصناعة، والمؤسسات الدولية معًا لزيادة الميزانية التي تُنفق على البنية التحتية الخضراء الحضرية بشكل كبير.
2: البحث عن حلول البنية التحتية القائمة على الطبيعة
يجب العمل على تعزيز وتمكين تصميم المباني منخفضة الكربون والحلول القائمة على الطبيعة للبنية التحتية. كما أن الحكومات والصناعة مدعوة لتبني مبادئ المدن الحيوية BiodiverCities بحلول عام 2030 ومبادئ المباني الخضراء لتشجيع المدن ذات الطبيعة الإيجابية والعقارات الخالية من الكربون.
ثانيًا: المدن الشاملة
تنمو المدن بوتيرة متسارعة. كما تعاني العديد من البلدان عبر مجموعة دول السبع أيضا من شيخوخة السكان. ويؤدي هذان العاملان إلى تفاقم التحديات المتعلقة بالمساواة وإمكانية الوصول إلى الخدمات العامة الأساسية والبنية التحتية.
1. جعل المدن متاحة للجميع وبأسعار معقولة
يجب العمل على تطوير بيئة حضرية مستدامة وبنية تحتية يمكن الوصول إليها وبأسعار معقولة لمجموعة واسعة من الأفراد، مع تعزيز الوصول إلى الجودة للجميع.
2. تعزيز القيمة الاجتماعية والرفاهية للجميع
يجب أن تعمل الحكومات والمدن والصناعة والمؤسسات الدولية في مجموعة السبعة معًا لتشجيع الاستثمارات طويلة الأجل التي تعزز القيمة الاجتماعية وتعطي الأولوية لرفاهية المجتمعات المتنوعة، لا سيما في مجال الإسكان القابل للتحقيق والبنية التحتية والطاقة الشاملة والأمن الغذائي.
ثالثًا: الرقمنة في المدن
توفر الرقمنة فرصًا كبيرة للمدن، بما في ذلك زيادة الكفاءة وتحسين التنقل وتحسين الخدمات العامة. كما أن هناك إجماع عالمي متزايد على أن استراتيجيات رقمنة المدن يجب أن تركز على الناس -مع إعطاء الأولوية لرفاهية وصحة وسعادة المواطنين.
سيكون استخدام بيانات المدينة جانبًا حاسمًا في المدن الذكية التي تركز على الناس. سيستمر الذكاء الاصطناعي في تغيير الطريقة التي تحلل بها المدن البيانات وتستخدمها، مما يفتح المزيد من الاحتمالات للطموحات، مثل الوفاء بالتزامات صافي الصفر أو إحداث ثورة في التنقل الحضري.
1. وضع مبادئ توجيهية دولية بشأن المدن الذكية التي تركز على الأفراد
يجب على حكومات مجموعة السبع دعم تطوير المبادئ التوجيهية الدولية بشأن المدن الذكية التي تركز على الناس.
2. استخدام البيانات لتحقيق الأهداف الحضرية الهامة
يجب أن تعمل حكومات مجموعة السبع، والصناعة، والمؤسسات الدولية معًا لدعم المدن في تسريع استخدامها للبيانات لتحقيق الأهداف الحضرية الحاسمة، مثل إزالة الكربون وانتقال الطاقة، ومساعدة البلديات على تطوير واعتماد أفضل الممارسات العالمية في استخدام بيانات المدينة وإدارتها.