الغابون تعدل دستورها.. «أوليغي» يتحصن بفك الارتباط مع «الأمن والدفاع»
تعديل جديد لدستور الغابون يمنح الرئيس الانتقالي الجنرال بريس أوليغي نغيما «حصانة» من أي انقلاب محتمل حال حدوث انشقاقات بالأمن والجيش.
وبعد يوم من النقاش، صوت البرلمانيون المجتمعون في جلسة استثنائية على إصلاح جديد للميثاق الدستوري يسمح بتعيين وزيرين للدفاع والأمن، وفي النسخة السابقة كان يشغل المنصبين رئيس الفترة الانتقالية.
- زوجة الرئيس السابق وابنها يتعرضان لـ«التعذيب».. جدل يشعل الغابون
- 2024 في الغابون.. «محطة فارقة» بين الانقلاب والحوار والانتخاب
ويعتقد محللون أن البرلمانيين أرادوا عبر هذه الخطوة تجنب حدوث فوضى في حال حصول انقسامات أو تمرد بالأمن والجيش، فسابقا، ومع مراكمة نغيما لصلاحيات الرئيس الانتقالي ووزارتي الأمن والدفاع، فإن أي انشقاقات محتملة قد تطيح بالرئيس.
واعتمد البرلمان الانتقالي المادة 35 الجديدة من دستور الغابون الذي وضعه «العسكريون» عقب الإطاحة بالرئيس علي بونغو، وبذلك لم يعد للرئيس المؤقت أي حقيبة وزارية.
وباعتماد التعديل، ينتهي الجدل المتفجر منذ عدة أسابيع مع تعيين وزير للأمن ووزيرة للدفاع، مع أن الدستور قبل تنقيحه كان ينص على أن المنصب -بدمجه- يعود آليا للرئيس الانتقالي.
تحصين؟
خلال الجلسة، فتح البرلمانيون "النار" على وزير الإصلاح المؤسسي، مطالبين إياه بإجابة واضحة عن اللبس الذي يحيط بوجود وزيرين بتشكيلتها يتقلدان منصبين من المفترض أن يعودا للرئيس الانتقالي.
كما طالب البرلمانيون بإعادة النظر في النص بأكمله لتجنب حدوث حالات لبس مماثلة.
وخارج مقر المؤسسة التشريعية، لم يهدأ الجدل، حيث استنكر محللون وقوع الرئيس الانتقالي في مثل هذا "الخطأ البدائي"، معتبرين أنه محاط بالكثير من المحامين ورجال القانون الدستوري.
ويشك البعض أيضًا في وجود مناورة، حيث يعتقدون أن الرئيس الانتقالي قد يكون يخطط للترشح للانتخابات، ولذلك قرر التخلي عن حقيبتي الأمن والدفاع، بما أن الدستور يحظر على الوزراء الترشح للرئاسة.
لكن السواد الأعظم من المراقبين يرون أن الطرح بعيد عن الواقع، وأن ما حدث هو أن البرلمانيين -ومن ورائهم المجلس العسكري الحاكم- يخشون حدوث انقلاب جديد، ولذلك اتفقوا على فصل الرئاسة عن حقيبتي الدفاع والأمن.
خطوة ستمكن الرئيس من الاحتفاظ بمنصبه حال حدوث تمرد أو انقسامات بالأجهزة الأمنية والجيش، ما يعني أن الإطاحة بهذه الوزارات لن يمس أبدا بالرئيس.