انقلاب الغابون.. إدانات وتحذيرات ومباحثات
من الإدانة مرورًا بتحذيرات من عدم استقرار المنطقة برمتها إلى دراسة سبل الرد، تنوعت ردود الأفعال على استيلاء عسكريين على السلطة في الغابون.
وكان ضباط من جيش الغابون، أعلنوا يوم الأربعاء، الاستيلاء على السلطة، ووضع الرئيس علي بونغو رهن الإقامة الجبرية، بعد دقائق من إعلان لجنة الانتخابات فوزه بولاية ثالثة.
كيف رأى العالم أحداث الغابون؟
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد الأربعاء، قال إنه "يدين بشدة" ويندد بما وصفها محاولة انقلاب في الغابون.
ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، جيش الغابون، إلى ضمان سلامة الرئيس علي بونغو وعائلته، قائلا في بيان إنه يتابع الوضع بقلق بالغ.
بدوره، قال رئيس مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي ويلي نياميتوي الأربعاء، إنه عقد اجتماعا طارئا مع بوروندي والسنغال والكاميرون لتحليل الوضع في الغابون، إذ يقول إن محاولة انقلاب تجري هناك.
وإلى مصر، التي قالت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها الأربعاء، إنها تتابع باهتمام التطورات المتلاحقة التي تشهدها دولة الغابون، داعية جميع الأطراف إلى إعلاء المصلحة الوطنية حفاظًا على أمن واستقرار وسلامة البلاد.
ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أعضاء الجالية المصرية المتواجدين في الغابون إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، وتجنب مناطق التوتر الأمنى، واستمرار التواصل مع السفارة المصرية لضمان سلامتهم.
وأعرب متحدث "الخارجية المصرية"، عن تطلع بلاده لعودة الاستقرار إلى الغابون في أسرع وقت والحفاظ على سلامة الشعب الغابوني الشقيق.
ثقة في حكمة الغابون
الأمر نفسه، أشار إليه المغرب، في بيان صادر عن وزارة خارجيته، أكد فيه متابعته للأحداث في الغابون عن كثب، مشددًا على أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد.
وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن "المملكة المغربية تتابع عن كثب تطور الوضع في الجمهورية الغابونية"، مضيفًا أن "المملكة المغربية تؤكد على أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق وطمأنينة ساكنته".
وأوضحت الوزارة أن "المغرب يثق في حكمة الأمة الغابونية، وقواها الحية ومؤسساتها الوطنية، للسير قدما نحو أفق يتيح العمل من أجل المصلحة العليا للبلد، وصون المكتسبات التي تحققت والاستجابة لتطلعات الشعب الغابوني الشقيق".
الاحتكام للقانون
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية التونسية أنها تتابع ببالغ الاهتمام التطورات السياسية والأمنية المتلاحقة التي تشهدها الغابون.
وأكدت الوزارة في بيان على أهمية الاحتكام للقانون واستعادة النظام الدستوري، داعية جميع الأطراف الغابونية إلى ضبط النفس وإعلاء المصلحة الوطنية العليا حفاظا على أمن واستقرار وسلامة هذا البلد بما يستجيب لتطلعات الشعب الغابوني.
وإلى نيجيريا التي لا تزال تحاول عبر الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) التي ترأسها التعامل مع انقلاب النيجر، إنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في الغابون.
وقال المتحدث باسم الرئيس النيجيري بولا تينوبو، إن الرئيس يعمل عن كثب مع رؤساء دول أفريقية أخرى بشأن سبل الرد على محاولة الانقلاب في الغابون، مشيرًا إلى أن تينوبو يراقب "بقلق بالغ" تطورات الأوضاع في الغابون و"عدوى الاستبداد" المتفشية في القارة.
قلق عميق وترقب
"نفضل الامتناع عن تقديم استنتاجات عامة"، بهذه الكلمات علقت روسيا على انقلاب الغابون، قائلة، إن "الوضع هناك يثير قلقا عميقا، ونحن نراقب ما يحدث هناك عن كثب"، معربة عن أملها في استقرار الوضع هناك في أقرب وقت.
بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إفادة صحفية: "موسكو استقبلت بقلق تقارير عن تفاقم حاد للوضع الداخلي في هذه الدولة الأفريقية الصديقة"، مضيفة: "نواصل مراقبة تطور الوضع عن كثب ونتطلع إلى استقراره في أقرب وقت".
أوروبا لم تكن بعيدة عن الأوضاع في الغابون، فمسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وصف ما يجري في غرب أفريقيا بأنه مسألة مهمة لأوروبا، مؤكدا "أننا سنبحث الوضع في الغابون".
وخلال اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في توليدو، قال بوريل، إن "وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي سيناقشون الوضع في الغابون، وأنه إذا تأكد حدوث انقلاب، فإن ذلك سيزيد من عدم الاستقرار في المنطقة"، مشيرًا إلى أنه "إذا تأكد ذلك، فهو انقلاب عسكري آخر يزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها".
دعم الديمقراطية
أمريكا لم تكن بعيدة عن انقلاب الغابون هي الأخرى؛ فالبيت الأبيض أعلن الأربعاء أنّه "يتابع من كثب" الوضع في الغابون.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إنّ "الوضع مقلق جداً. نراقب ذلك من كثب وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لدعم فكرة المُثل الديمقراطية التي يعبّر عنها الشعب الأفريقي".
مخاوف مشروعة
وأعلنت ألمانيا أنّها تدين الانقلاب العسكري الذي حصل في الغابون الأربعاء، رغم إقرارها بوجود "مخاوف مشروعة" بشأن نزاهة الانتخابات التي جرت السبت في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا وألغى نتائجها الانقلابيون.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان إنّه "ليس من اختصاص الجيش التدخّل بالقوة في العملية السياسية. يجب أن يكون الشعب الغابوني قادراً على تقرير مستقبله بشكل مستقلّ وحرّ".
aXA6IDMuMTQyLjQzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز