حقيقة تورط وزير القذافي في قتل شرطية أمام سفارة ليبيا بلندن
استمعت المحكمة العليا في بريطانيا إلى أن وزيرا سابقا في حكومة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي "دبر" حادث إطلاق النار على الشرطية إيفون فليتشر أمام السفارة الليبية في لندن عام 1984.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن صالح إبراهيم مبروك متهم بالمسؤولية المشتركة في مصرع فليتشر (25 عامًا)، التي قتلت بسلاح آلي استهدف محتجين مناهضين للقذافي والشرطة أمام السفارة بميدان سانت جيمس في 17 أبريل/نيسان عام 1984.
وألقي القبض على مبروك في مقتل فليتشر عام 2015، وبعدها بعامين، قال محققو شرطة سكوتلاند يارد إنهم يعتقدون أنهم حددوا هوية المسؤولين عن الجريمة، لكن أنهوا التحقيق؛ لأنه لا يمكن استخدام أدلة رئيسية بالمحكمة لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وتقدم جون موراي، صديق مقرب كان في الخدمة إلى جانب فليتشر يوم إطلاق النار واحتضنها بينما كانت تحتضر، بدعوى مدنية ضد مبروك، في محاولة لتحقيق العدالة لزميلته.
وقالت فيليبا كوفمان، محامية موراي، في افتتاح المحاكمة وسط لندن، الأربعاء، إنه بالرغم من أن مبروك، الذي رفض المشاركة في الإجراءات لم يكن المسلح واعتقل قبل إطلاق الرصاص، غير أنه كان "مشاركا رئيسيا" في التخطيط لاستخدام العنف.
وأضافت أن مبروك قال أمام اجتماع، بعدما سيطر هو وأقرانه على السفارة، إنه يتعين عليهم تلقين معارضي القذافي درسا، وتحدث عن تنفيذ "تفجيرات وعمليات قتل."
وأشارت إلى أن مبروك طلب من أحد زملائه إحضار رجل آخر ليوضحوا لمن في السفارة "كيفية تجميع وتفكيك مسدس".
وتابعت: "أبلغ ضابط شرطة يضع حواجز قبل الاحتجاج: لدينا أسلحة هنا اليوم، سيكون هناك قتال. ووجه المحتجين في مظاهرة موالية للقذافي إلى المكان الذي يجب أن يقفوا فيه حتى لا يتعرضوا لإطلاق النار. وبعد إطلاق النار، سعى لإبلاغ الرجل الذي أطلق الرصاص بعدم التعليق إذا استجوبته الشرطة."
وقالت كوفمان: "كان تدبير إطلاق النار متسقا تماما مع المهام الرسمية المسندة إليه في عهد نظام القذافي. كانت مهمة المدعي عليه تحويل تنفيذ تعليمات القذافي، وبدأ بالفعل في فعل ذلك بعد فترة قصيرة على الانتقال إلى السفارة".
وأضافت: "أنه -مع مجموعة محدودة العدد- كان مسيطرا على السفارة، والأسلحة مخبأة هناك، ومن كان مسموحا له بالدخول. ولا يمكن تصور أن الأفراد الذين أطلقوا (النار) من نافذة الطابق الأول لم يتصرفوا وفقا لتوجيهاته".
ويطالب موراي، الذي عانى من اضطراب ما بعد الصدمة، بتعويض رمزي قدره جنيه إسترليني لتعرضه للاعتداء والضرب، وهدفه الأساسي تحقيق العدالة لفليتشر، إذ وعدها في أثناء احتضارها بالعثور على المسؤولين عن إطلاق النار عليها.
ونفى مبروك، الموجود في ليبيا، أي تورط في إطلاق النار خلال مراسلات بالبريد الإلكتروني مع محامي موراي، ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة ثلاثة أيام.