يجب أن تعي الحكومات والمجتمعات أن الإخوان تنظيم إرهابي دولي، وجميع من ينتمي إليه يسعى إلى تحقيق أهداف التنظيم الإخواني الأساسية.
ما جاء من تسريبات خيمة القذافي مليء بالكثير من الخيانة والتآمر ضد الأوطان واستقرارها، وما هو إلا تأكيد على ثقافة الإخوان المسلمين في الغدر بأوطانهم وجاءت هذه الثقافة متوافقة مع سعي معمر القذافي في الإضرار باستقرار السعودية والمنطقة.
فهم لا يؤتمن غدرهم وتجدهم في كل خيمة غدر تسعى لاستهداف أرضهم وتتوافق مع تحقيق أهدافهم، وما يؤكد ذلك الحوار الذي حدث بين الإخواني حاكم المطيري ومعمر القذافي وحث الأخير على ضرورة العمل في الكويت والسعودية والبحرين ونقل ما وصفها بـ"الفوضى الخلاقة" إليهم.
وذلك عبر استغلال الأوضاع في العراق والاستعانة بالمتطرفين وتأسيس جناح سري، فيما نصحه أن يبقى كواجهة للحزب "حزب الأمة" ادعاءً "للديموقراطية" مع ضرورة استغلال الورقة الطائفية، ويؤكد المطيري بأن كل ما ذكر موجود، وأنهم سيستثمرون في ما يسمى بـ "الثورة الخلاقة".
الحوار الذي لم يتجاوز عدة دقائق اختصر الحقيقة الكاملة لمنهج تنظيم الإخوان وغدره، فهو لا يؤمن بالأوطان ولا يرى سوى تحقيق أجنداته، ومن لا يزال يرى غير ذلك فهو يصر على أن يضع رأسه كالنعامة في كثيب من الرمل وبذلك لن يرَ الصورة الكاملة أبداً.
أتساءل لماذا يحاول البعض الفصل في انتقاد تنظيم الإخوان بحيث ينتقد فرعا ويحسن النية بفرع آخر؟ لماذا الاستحياء في مواجهتهم؟ هل هناك جهل في فكر هذا التنظيم وأجنداته؟، أم هناك من يحاول أن يستمر في احتوائه؟ كم من مؤامرة خلْفها أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين تحتاجها بعض الحكومات والدول لتعي حقيقته وخطورة من ينتمي إليه ويتعاطف معه؟.
يجب أن تعي الحكومات والمجتمعات أن الإخوان تنظيم إرهابي دولي، وجميع من ينتمي إليه باختلاف فروعه يسعى إلى تحقيق أهداف التنظيم الإخواني الأساسية، التنظيم الدولي يشكل الإطار القيادي لحركة الإخوان في العالم ويتولى مكتب الإرشاد العام تنظيم العلاقة بين كافة فروعه في الأقطار.
وجرت العادة على اختيار المرشد العام من مصر لأنها كانت تمثل الوزن التنظيمي للحركة، إلا أن استيعاب الشعب المصري لخطورة التنظيم وردعه أضعف من هذا الوزن ما جعل أمر القيادة ينتقل إلى تركيا بعد احتضانها للقيادات الإخوانية الهاربة لتلتقي الأهداف مرة أخرى.
يجب أن تعي الحكومات والمجتمعات أن الإخوان تنظيم إرهابي دولي، وجميع من ينتمي إليه باختلاف فروعه يسعى إلى تحقيق أهداف التنظيم الإخواني الأساسية.
الإخوان وجدوا في مدينة إسطنبول الحضن الدافئ لإحياء التنظيم الذي يسعى منذ عقود لضرب مفهوم الدولة الوطنية في المنطقة، ووجد رجب طيب أردوغان جماعات مصنفة في دولهم كجماعات إرهابية خائنة لتحقيق حلم التوسع والسيطرة على ثروات المنطقة العربية.
هناك من استوعب خطورتهم وردعهم وهناك من يتعامل معهم بتردد ليكون سببا في استمرارهم، ومايزال هناك من يصر على أن يبتعد عن الحقيقة ولا أعلم السبب هل هو خوف أم احتواء أم انتماء!؟
لدغنا مراراً من تنظيم الإخوان المسلمين بمختلف أفرعه، وعملت بعض الحكومات والمجتمعات على مواجهة خطورته الإرهابية المتسترة تحت غطاء الدعوة والوعظ، وردعهم كما فعلت الإمارات ومصر.
متى سنعي أن كل عضو في هذا التنظيم مستعد لتسخير كل الظروف وانتهاز كل الفرص لتحقيق أهداف الجماعة الأساسية، حتى وإن صور لكم البعض من قياداتهم انشقاقهم عن التنظيم الدولي، وهم في الواقع يبتكرون مسميات أخرى لجماعتهم ويمارسون من خلالها التقية السياسية الخبيثة.
كما قام به فرع الإخوان في الكويت بعد الإعلان عن تأييدهم الغزو العراقي، ليشتعل الشارع الكويتي غضبا على الإخوان جراء موقفهم، مما اضطر إخوان الكويت إلى استخدام تكتيك "فك الارتباط المخادع"، وذلك يثبت استعداد الجماعة للتحالف مع أي كان إذا كان سيحقق أهدافها، مثل ما فعل حاكم المطيري الذي يدعي بأنه لا يتبع التنظيم الإخواني وقد قام بزيارة خيمة القذافي بالأمس وارتمى اليوم في حضن أردوغان حتى يضمن استمرار أنشطته.
المسألة مسألة أمن قومي عربي بامتياز لا تحتمل التردد ولا تحتمل التفسيرات الجانبية البعيدة عن الحقيقة، فحقيقة تنظيم الإخوان المسلمين بمنهجه الأساسي وبعمل فروعه وبمستوى خطورة من ينتمي إليه ويتعاطف معه، مسألة تحتاج إلى توحيد الجهود وجرأة بالتعامل معه للقضاء عليه في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى. ولا يمكن أن يعمل البعض بجميع أدواته لردعهم بينما يتردد الآخر في محاسبتهم ليسمح لهم بممارسة تقيتهم السياسية الخبيثة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة