وزير السياحة التونسي لـ«العين الإخبارية»: «قفصة» في قلب خطة وطنية استثمارية

أكد وزير السياحة التونسي سفيان تقية، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن العمل جارٍ على إدراج مدينة قفصة كوجهة سياحية مميزة، ضمن استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز السياحة الداخلية والترويج للموروث الحضاري والثقافي الغني للمدينة.
جاءت تصريحات الوزير على هامش تظاهرة "تعالى قفصة"، التي نظمتها الجمعة وزارة السياحة التونسية، وذلك للترويج لهذه المحافظة التي تشتهر بجمالها الساحر.
وأوضح الوزير التونسي أن الوزارة بصدد تنفيذ برنامج شامل يستهدف تطوير الحركية الاقتصادية بالوجهة السياحية، وتثمين مقوماتها الثقافية والتاريخية والطبيعية.
وأكد أن إعادة تشغيل "القطار الأحمر" وتحديد ثلاثة مسالك سياحية رئيسية في قفصة يُعدّان خطوة مهمة في هذا الاتجاه. وتشمل هذه المسالك، مسلك الحوض الروماني ووادي الباي والواحة، ومسلك القطار الأحمر والسند، ومسلك جبلي يركز على المغاور والمناطق الجبلية.
كما أشار إلى العمل المتواصل لرفع طاقة الإيواء في الولاية من خلال 13 وحدة فندقية جديدة، إلى جانب تحسين مطار قفصة لاستقبال الزوار، مما سيسهم في دعم البنية التحتية السياحية.
ونوه وزير السياحة التونسي إلى تنوع المنتج السياحي في قفصة، الذي يجمع بين السياحة الثقافية، والبيئية، والاستشفائية، إلى جانب الصناعات التقليدية ذات القيمة المضافة العالية، مؤكدا أن هذا التنوع يعزز مكانة المدينة كوجهة قادرة على استقطاب السياح التونسيين والأجانب على حد سواء.
وفي السياق ذاته، قال توفيق قرباية، ناشط في المجتمع المدني بقفصة، إن ولايته تملك إمكانات كبيرة تؤهلها لتكون وجهة سياحية رائدة، مشيدا بتوجه وزارة السياحة لتوسيع النشاط السياحي في قفصة بعد أن ظل مقتصرا على إنتاج الفوسفات والزراعة. واعتبر أن هذا التوجه يندرج ضمن استراتيجية تنمية المناطق الداخلية وتنويع العرض السياحي الوطني.
وأضاف قرباية أن قفصة تزخر بعدد من المواقع الأثرية الفريدة، فضلا عن مناطق طبيعية خلابة قادرة على استقطاب السياح، مشددا على أن "السياحة في تونس لا يجب أن تقتصر على الشواطئ، بل يجب أن تشمل أيضا السياحة الداخلية، لما لها من قيمة ومقومات قادرة على منافسة الوجهات العالمية".
قفصة.. بوابة الصحراء ومهد الحضارة
تعرف قفصة، الواقعة في الجنوب الغربي لتونس على بعد 343 كيلومترا من العاصمة، بكونها بوابة الصحراء وأرض الحضارات.
الاسم الحالي "قفصة" مشتق من الاسم القديم "قبصة"، الذي أطلق على المدينة التي احتضنت واحدة من أقدم الحضارات في العالم، الحضارة القفصية أو الكبصية، والتي تعود إلى أكثر من 7000 سنة.
ويؤكد علماء الآثار ومؤرخو الحضارات أن قفصة شكلت مركزا حضاريا متميزا في أفريقيا منذ العصور الحجرية القديمة، ولا تزال آثارها تشهد على ذلك إلى اليوم. وتحتوي المدينة على عدد من المواقع والمعالم الأثرية، أبرزها:
الرمادية: هضبة مغطاة بأحجار مشعة تمثل بقايا أصداف الحلزون وتعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
الجامع الكبير (صاحب الوقف): شيد في القرن التاسع الميلادي في عهد الدولة الأغلبية.
البرج الحفصي: بني عام 1434 فوق أنقاض معلم بيزنطي، خلال فترة الدولة الحفصية.
الأحواض الرومانية: اثنان من الأحواض العميقة شيدا في القرن الثاني للميلاد للسباحة، بسبب بعد المدينة عن البحر، ويملآن من منابع طبيعية.
المتحف الأثري في قفصة: يضم قسمين رئيسيين:
قسم ما قبل التاريخ: يحتوي أدوات وأسلحة تعود إلى الإنسان القفصي منذ أكثر من 8000 سنة.
قسم روماني: يضم لوحات فسيفسائية عثر عليها في منطقة الطلح.
رغم شهرتها التقليدية بإنتاج الفوسفات، تحتضن قفصة ثروة حضارية وطبيعية تجعلها وجهة سياحية بامتياز، وتمثل اليوم محور تركيز رئيسي في استراتيجية الدولة لتنمية السياحة الداخلية وتعزيز الاقتصاد المحلي عبر الاستثمار في التاريخ والثقافة والطبيعة.
aXA6IDE4LjIxOC43NS4xNDMg جزيرة ام اند امز