جمال سليمان لـ"العين": "أوركيديا" جديدي في رمضان.. وابن خلدون حلمي
النجم السوري الكبير جمال سليمان الذي فرض بأعماله الاحترام والحب على الجميع يتحدث عن مسلسل اوركيديا الذي يعرض برمضان.
أوركيديا هو واحد من المسلسلات المهمة التي تعرض في رمضان هذا العام علي شاشة أبوظبي والكويت ومحطات أخري، وهو من تأليف عدنان عودة وإخراج حاتم علي، والمسلسل عمل تاريخي متخيل لا يقوم على وقائع بعينها، وإن كان ماحدث بالمسلسل قد وقع شبيه له علي مر التاريخ .
بطل العمل هو النجم السوري الكبير جمال سليمان.. كان لبوابة العين الإخبارية معه هذا الحوار :
حول الشخصية التي يقدمها بالمسلسل يقول سليمان: شخصية الملك إنمار، وهو رجل أراد أن يوائم بين كونه ملكا وبين إنسانيته، وهو ماتسبب في إرهاقه، حتى رأى ضرورة أن يفصل بين الاثنين أحيانا، حيث إنه وجد نفسه يخسر معركته في عالم شديد القسوة والأنانية ويميل إلي العنف وينحاز للقوة علي حساب الحق، وهو ماينتهي به إلي خصومة مع ذاته، والشخصية لها مستويات نفسية متعددة بالإضافة لوجود مواصفات اجتماعية وسياسية، ومع ذلك فهي من الشخصيات التي تعتبر السهل الممتنع بالنسبة لي رغم تركيبها.
• هل يحمل هذا الدور إسقاطات علي واقع معاصر في عالمنا العربي ؟
- أي عمل تاريخي يدخل بتقاطعات أحيانا مع الواقع المعاصر والأمر يعتمد علي المشاهد بالدرجة الأساس؛ فهو الذي يقرأ الاحداث من واقع خبرته وفهمه وتحليله الخاص وتقاطع الاحداث مع خبراته، وبالنهاية فإن أي عمل فني عميق وجاد سوف يجيب علي أسئلة معاصرة، فمشاكل الإنسان هي هي عبر التاريخ، فالحرب هي الحرب بالحصان أو الدبابة وهكذا .
• وماذا عن المسلسل الآخر؟
أصور الجزء الثاني من مسلسل أفراح إبليس الذي قدمته منذ 8 سنوات وهو مسلسل اجتماعي صعيدي مع بعض التقاطعات مع الواقع السياسي والاجتماعي وحوادث الفساد، وفي هذا الجزء نتطرق لما حدث في السنوات الأخيرة من تهريب السلاح وتنامي ظهور التطرف المسلح والجماعات المسلحة والإرهاب .
• هناك تقاطعان في أعمالك.. محطة الصعيدي ومحطة الشيطان وإبليس؟
_ يبدو أن محمد صفاء عامر أراد استثمار نجاح الاسم في بواية الشيطان ثم في أفراح إبليس، لاأعرف ولكني قدمت شخصيات أخري عديدة، ولم يكن فقط الشخصية القوية، فشخصية الموظف حمزاوي الموظف البسيط المسالم في مسلسل (قصة حب) كانت مختلفة .
• ولكن الشخصية القوية أو غير الطيبة فرضت نفسها علي أدوارك؟
- ظللت لفترة طويلة لا يسند لي المخرجون أدوار شر علي الإطلاق، وكنت أتضايق لأني أحب التنوع فقدمت خان الحرير- الثريا- الفصول الأربعة- المحكومون ، وكلها أدوار طيبة حتي اختلفت الأمور وتنوعت الأدوار .
• أين السينما في أجندتك؟
هذا السؤال أواجهه كثيرا والأمر لايمثل مشكلة عندي فالمهم أن أرضي عن العمل، وأن تكون له أهميته وتاثيره، وطبعا لا توجد صناعة سينمائية مستقرة وحقيقية، خصوصا وأن هذه الصناعة لها نجومها في مصر وعندما أحببت الدور كما في (حليم) قدمته، كما أن السؤال الآخر الذي يفرض نفسه من هو البطل الذي سأقف أمامه، فلابد أن أكون مقتنعا .
• هل من الممكن أن تقدم عملا فنيا يختلف عن قناعاتك الشخصية؟
الأمر يبدو صعبا للغاية، فلابد أن أقدم أعمالا منسجمة مع قناعاتي، وليس من الضروري أن تكون هذه الأعمال تقدم وجهة نظري فقط لكن علي الأقل لاتكون أعمالا دعائية تكذب علي الناس .
• ما هي الشخصية التي تحلم بتقديمها ؟
من الشخصيات التي قدمتها في المسرح وأتمني تقديمها بالتلفزيون شخصية ابن خلدون، وكذلك شخصية أبو الطيب المتنبي فهي شخصيات غنية ومؤثرة، والذي أعجبني في ابن خلدون عبقريته وحديثه عن لحظة اضطراب وانهيار كبري ويحاول تحليلها، ومن المفيد اليوم أن نتعلم ونستفيد من هذه الفترة التي كان بها شاهدا علي عصره، ونفس الشيء في المتنبي الذي عاش في عصر انقسام وابتلاء كبير واستيلاء شخصيات صغيرة علي مقاليد الحكم، كما عاش حروب الخلافة العربية ومشروعها وتجزأها ثم تعبيره عن قيم إنسانية جامعة .
• شجاعتك في طرح رأيك السياسي رغم الظروف.. قناعة أم تهور؟
- الأمر ليس شجاعة أو بطولة؛ فعندما يكون وطنك علي شفا انهيار فلا يمكن أن تصمت تحت أي تبرير، فنحن لسنا إزاء صراع انتخابي بين حزبين أو شخصين، ولكن وطنك بأكمله يمر بمحنة عصيبة، فكيف لايكون لك رأي وقتها؟ وكيف تكتفي بالقول إنك فنان ولايجوز أن تتدخل بالسياسة؟ هناك من يقتاتون بهذه الظروف والمتاجرة بهذه المواقف.. لكني لست من هؤلاء ولن أكون، فالواجب الوطني يأبي ذلك ويأبي أن تعتبر نفسك غير معني، ومن يحب سوريا لا بد أن يقول لنا الحل.. وإلا سنختصر الأوطان ببعض الجمل المعسولة والكلمات التي انكشفت لتغطي شيئا آخر..
• هل تري بصيص ضوء إزاء ما نحن فيه الآن؟
- لما لا؟!! بعض أطراف المعارضة الوطنية المستقلة وبإجماع تري أن الحل في توافقات جنيف عبر الانتقال من الواقع الاستبدادي لواقع ديمقراطي لا مكان فيه للتطرف والإرهاب، مثلما لا مكان فيه للاستبداد من خلال حكومة وطنية توافقية تجمع بين رموز النظام ورموز المعارضة وتقوم بكتابة دستور جديد للبلاد يتبني قيم التداول السلمي للسلطة وقيم المواطنة واحترام القانون والفصل بين السلطات وانتخابات حرة ونزيهة ومحاربة الإرهاب والتطرف، وإعادة الدولة للقيام بواجباتها، فهناك تناقض بين الوطنية والإرهاب وتناقض بينها وبين الاستبداد أيضا والحقيقة واضحة لمن يريد أن يراها ولا يتاجر بها، والأمر واضح تماما، وهناك بصيص ضوء واهٍ وضعيف ومن واجب السوريين تعظيم هذا الضوء ليصبح ساطعا.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjkwIA== جزيرة ام اند امز