الإمارات.. دبلوماسية متعددة الأطراف تتجاوز "أحادية الجانب"
وسط عالم تغلفه الصراعات والانحيازات، اتخذت دولة الإمارات سياسة خارجية ترتكز على التوازن، في علاقاتها الاستراتيجية والاقتصادية.
تلك السياسة، قال عنها الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في الكلمة الرئيسية لملتقى أبوظبي الاستراتيجي، الإثنين، إن دولة الإمارات تنتهج الدبلوماسية متعددة الأطراف، مشيرًا إلى أنها ليست لها مصلحة في "اختيار جانب" بين القوى العظمى.
وقال قرقاش إن دولة الإمارات ملتزمة بمبادئ أساسية في سياستها الخارجية، مشيرًا إلى أن من المبادئ الأساسية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عدم المساس تحت أي ظرف بسيادة دولة الإمارات، وأن تكون الأولوية لمصالح الدولة.
سياسة "متزنة"
وحول العلاقات الإماراتية الأمريكية، قال الدكتور قرقاش إنها "استراتيجية مبنية على التعاون المشترك"، مشيرًا إلى أن سياسة بلاده الخارجية قائمة على المحافظة على علاقات استراتيجية واقتصادية متوازنة في هذا العالم.
وأكد أن "دولة الإمارات ستستمر في لعب دور لخلق عالم مليء بالتعاون بين الغرب والشرق ومحاربة التطرف"، مشيرًا إلى "أنه يجب الحفاظ على الدبلوماسية متعددة الأطراف والتحرك لحلول سياسية سريعة وتدابير انتقالية تحافظ على الاستقرار".
وشدد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات على أن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، قائمة على دعم الازدهار والاستقرار في المنطقة، وعلى أمن الإمارات و"ضمان قدرات دفاعية تخصنا".
سياسة "منفتحة"
بدورها، قالت رئيسة مركز الإمارات للسياسات ابتسام الكتبي، إن زيادة الأصدقاء الاستراتيجيين على رأس أولويات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، مشيرة إلى أن الاستعداد لحقبة ما بعد النفط لا يتحقق إلا بسياسة خارجية منفتحة على الجميع.
وأكدت رئيسة مركز الإمارات في كلمتها خلال الجلسة الأولى للملتقى تحت عنوان "الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. الصعود نحو المسـتقبل"، أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نقل السياسة الخارجية الإماراتية إلى موقع أكثر فاعلية وإلى مرحلة جديدة، مؤكدة أن دولة الإمارات أصبحت لاعبا إقليميا مهما وبرز صعودها الدبلوماسي.
تعاون إقليمي
وقالت الكتبي إن استراتيجيات دولة الإمارات وخططها لا يمكن أن تعمل في غياب التعاون الإقليمي والاضطرابات، مشيرة إلى أن التنمية لا يمكن أن تنجح في البؤر المشتعلة، لذلك تسعى دولة الإمارات لإيجاد التعاون، ومنها الاتفاق الإبراهيمي.
ويعقد الملتقى على مدار يومين حيث يشمل اليوم الأول ثمان جلسات يناقش فيها صعود الإمارات العربية المتحدة نحو المستقبل بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، والحرب الروسية في أوكرانيا، وأجندة السياسة الخارجية الأمريكية، والاصطفاف وإعادة الاصطفاف في النظام الدولي من حيث محاولة أوروبا الخروج من أزماتها وسعي الصين لتعزيز تحالفاتها، و جيواقتصاديات التنافس الاستراتيجي الدولي على الغذاء و سياسات تغير المناخ وآفاق الصراعات التي قد تنشأ بسبب التنافس الجيواستراتيجي على الطاقة، والسباق نحو الهيمنة في المجال الرقمي.
كما سيناقش الملتقى في اليوم الثاني مستقبل الشرق الأوسط من حيث الترتيبات الأمنية والتحالفات الإقليمية قيد التشكل ومسار تنافس القوى الإقليمية والدولية في منطقة الخليج، وانعكاسات السياسات الإيرانية على الاستقرار الإقليمي وخارطة الخيارات والسيناريوهات في مسار القضية الفلسطينية، والقضايا الأخرى التي تهم منطقة الشرق الأوسط كحماية الطبيعة والمناخ والأمن السيبراني.
ويعد ملتقى أبوظبي الاستراتيجي أهم منصة للحوار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث صُنف ضمن أفضل عشرة مؤتمرات في العالم، وفقاً للتصنيف العالمي لأفضل مراكز البحث والتفكير الصادر عن جامعة بنسلفانيا، منذ عام 2018 ولغاية الآن.
ويحرص الملتقى الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات على أن يستقطب نخبةً واسعةً من صانعي السياسات والخبراء الاستراتيجيين والباحثين البارزين من أنحاء مختلفة من العالم، وذلك استمرارا لأهداف مركز الإمارات للسياسات للنقاش البناء والمتمثلة في تطوير فهم أكبر لتحولات النظامَين الإقليمي والدولي واستشراف مستقبلهما واقتراح أفضل السبل للتعامل مع هذه التحولات.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA= جزيرة ام اند امز