وقف النار بغزة.. هل يفتح الباب أمام توسع الاتفاقيات الإبراهيمية؟
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ يوم الأحد -كما هو متوقع-، قفزت إلى الواجهة الاتفاقيات الإبراهيمية، وخاصة بعد تصريحات من الرئيس الأمريكي المنتخب حول إمكانية توسيعها.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اعتبر يوم الأربعاء، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الأسرى لدى حماس، المتوقع دخوله حيز التنفيذ يوم الأحد، امتدادًا لـ«اتفاقيات إبراهيم التاريخية»، للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية.
ترامب أضاف: «سنواصل تعزيز السلام من خلال القوة في جميع أنحاء المنطقة، بينما نبني على زخم وقف إطلاق النار هذا لتوسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم التاريخية. هذه ليست سوى بداية لأشياء عظيمة قادمة لأمريكا، بل وللعالم».
فهل يفتح وقف النار بغزة الباب أمام توسع الاتفاقيات الإبراهيمية؟
يقول أستاذ العلوم السياسية المصري، الدكتور طارق فهمي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن الوقت «لا يزال مبكرًا لطرح سؤال حول مستقبل الاتفاقيات الإبراهيمية بشكل حاسم»، لكن أعتقد أن إدارة ترامب «قد تسعى لتأكيد هذه الأمور وتعزيزها».
وتوقع أستاذ العلوم السياسية أن تدخل بعض الدول -بينها قطر - ضمن تلك الاتفاقيات، وخاصة وأن «الدوحة تقيم بالفعل علاقات جيدة مع إسرائيل».
ورغم توقعاته بدخول دول أخرى ضمن الاتفاقيات، إلا أنه قال إن ما يشغل إسرائيل حاليًا هو التركيز على عمليات إعادة الإعمار والتعاون الإقليمي، مشيرًا إلى أن إدارة دونالد ترامب قد تلجأ لفكرة التعاون الإقليمي كمدخل رئيسي، لتوسيع تلك الاتفاقيات الإبراهيمية.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية المصري أن تطرح إدارة ترامب أفكارًا قائمة على مفهوم «رابح رابح»، مع تعزيز التعاون الإقليمي والاستراتيجي من خلال الاتفاقيات الاقتصادية.
من جانبه، قال عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي ورئيس المجلس الفلسطيني في الولايات المتحدة، الدكتور جون ضبيط، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قد يشكل فرصة جديدة لتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب خلال فترة رئاسته الأولى بين عامي 2016 و2020.
وأوضح ضبيط في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن الاتفاقيات التي تُبرم بين إسرائيل وبعض الدول العربية لن تحمل تأثيرًا جوهريًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقية مباشرة وعاجلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
توسيع الاتفاقيات
وأشار إلى أنه من الممكن أن نشهد في السنوات الأربع المقبلة مزيدًا من الاتفاقيات بين إسرائيل وبعض الدول العربية في إطار الاتفاقيات الإبراهيمية، لكنني أكرر أن عدم تحقيق اتفاق عادل بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي سيجعل الشرق الأوسط في حالة من عدم الاستقرار.
وفي سياق حديثه عن عودة ترامب إلى الحكم المتوقع في وقت لاحق من الشهر الحالي، قال: «نأمل أن يعمل ترامب بجدية خلال فترته القادمة من أجل التوصل إلى اتفاقية مبنية على العدالة، تضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس».
بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، الدكتور سهيل دياب، أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة يمثل بداية لمرحلة جديدة تتعلق برؤية الملفات الساخنة، وخاصة القضية الفلسطينية ومستقبلها في الشرق الأوسط.
وشدد دياب في حديث لـ«العين الإخبارية»، على أهمية البناء على الاتفاق في قطاع غزة لتحقيق «صفقة شرق أوسطية كبرى»، بالتفاهم بين الولايات المتحدة والسعودية.
وأضاف دياب، أن هذا الاتفاق يحمل في طياته عدة رسائل مهمة؛ أولها أن القضية الفلسطينية لم تعد مسألة محلية أو إقليمية فحسب، بل أصبحت قضية دولية مترسخة في وجدان الشعوب والأنظمة حول العالم.
مرحلة مقبلة
وأشار إلى أن إسرائيل، «باعتبارها العامل الأكثر تأثيرًا في زعزعة الاستقرار الإقليمي بسبب إنكارها لحقوق الشعب الفلسطيني، ستواجه تساؤلات حول مستقبل هذا الاتفاق»، مؤكدا أن هناك تساؤلين مركزيين يطرحان في هذه المرحلة: الأول، هل يمكن لهذا الاتفاق أن يخلق ديناميكية جديدة لحلول القضية الفلسطينية؟ والثاني: هل ستتابع هذه الديناميكية نهج الخطة الإبراهيمية التي وضعها ترامب في عام 2020، أم أنها ستأخذ شكلاً جديدًا يتماشى مع المتغيرات الإقليمية الأخيرة مثل الزلزال السوري وحرب غزة؟
وأكد أن المرحلة المقبلة ستشهد صعوبة في تجاهل القضية الفلسطينية كمحور أساسي، ليس فقط بسبب حرب غزة، لكن أيضًا بسبب المصالح الاستراتيجية الأمريكية مع السعودية، التي تؤكد على ضرورة حل القضية الفلسطينية كشرط لإدماج إسرائيل في المنطقة.
وأضاف: «لا أعتقد أن الحل المستقبلي سيكون نسخة طبق الأصل من الخطة الإبراهيمية التي ركزت على السلام مقابل الاقتصاد دون تحقيق تقرير المصير للشعب الفلسطيني»، مشددا على أن توازن القوى الإقليمي والعالمي سيقود إلى ضرورة العودة إلى حل الدولتين مما يدعم توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية.
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk2IA== جزيرة ام اند امز