«في مرحلة حرجة».. الوسطاء يكشفون تطورات المرحلة الثانية لاتفاق غزة
دخلت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة مرحلة حرجة، وسط جهود مكثفة من الوسطاء الإقليميين والدوليين لتثبيت وقف إطلاق النار، وضمان آليات إدارة القطاع مؤقتًا، مع التركيز على عودة الرهائن وفتح معبر رفح وتنسيق القوة الدولية المزمع إرسالها.
وأكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، السبت، أن المفاوضات بشأن قوة إرساء الاستقرار في غزة لا تزال جارية، بما في ذلك بحث تفويض هذه القوة وقواعد الاشتباك الخاصة بها.
- المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. وفد إسرائيلي في مصر قبل قرارات أمريكية مرتقبة
- سياسة نتنياهو لـ«إدارة الصراع» مع حماس تعيد غزة إلى «اليوم السابق»
وأضاف فيدان، خلال مشاركته في منتدى الدوحة في قطر، أن الهدف الأساسي لهذه القوة يجب أن يكون الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين على طول الحدود، لتقليل التوتر ومنع التصعيد العسكري.
وفي مقابلة على هامش المنتدى، قال فيدان لـ«رويترز»، إنه ينبغي تشكيل إدارة مدنية فلسطينية ذات مصداقية وقوة شرطة مدربة حتى يتسنى لحركة حماس إلقاء السلاح، مضيفا أن الحركة مستعدة لتسليم إدارة القطاع.
وأضاف أنه دون هاتين الخطوتين فإن توقع تخلي حماس عن السلاح في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار "ليس واقعيا وغير قابل للتنفيذ".
ولفت إلى أن «قوة الشرطة المقترحة ستستبعد أعضاء حماس وستدعمها قوة دولية لإرساء الاستقرار».
وبين أن واشنطن تضغط على إسرائيل بشأن مسعى تركيا للانضمام إلى القوة.
وحذّر فيدان من أن إخفاق المجتمع الدولي في دفع خطة وقف إطلاق النار إلى المرحلة التالية سيعد "فشلا ذريعا" للعالم ولواشنطن، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قاد بنفسه هذه الجهود.
مرحلة حرجة
من جهته، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن المفاوضات لإنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة، مشيرًا إلى أن الوسطاء يعملون معًا لدخول المرحلة التالية من وقف إطلاق النار، التي من المتوقع أن تشمل ترتيبات أمنية وإنسانية عاجلة.
وأضاف خلال جلسة نقاش ضمن فعاليات منتدى الدوحة في قطر، أن الوسطاء يعملون معا على دفع الجهود لدخول المرحلة التالية من وقف إطلاق النار. وتضطلع قطر بدور الوساطة لإنهاء الحرب.
وتابع رئيس الوزراء القطري "نحن في لحظة حرجة. لم نحقق الهدف بعد. لذا فإن ما قمنا به للتو هو مجرد توقف مؤقت".
واستطرد: "لا يمكننا اعتباره وقفا لإطلاق النار بعد. لا يمكن أن يكتمل وقف إطلاق النار دون انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وعودة الاستقرار إلى غزة وتمكن السكان من الدخول والخروج، وهذا ليس هو الحال اليوم".
وتتواصل المحادثات بشأن تحقيق المراحل التالية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب التي اندلعت منذ نحو عامين في القطاع الفلسطيني.
المرحلة الثانية من خطة ترامب
تأتي هذه التحركات الدبلوماسية بالتوازي مع استعدادات المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة.
وقد أجرى وفد إسرائيلي برئاسة منسق شؤون الرهائن والمفقودين، العميد (احتياط) غال هيرش، محادثات في القاهرة مع الوسطاء لضمان عودة الرهينة الإسرائيلي الأخير، الرقيب أول الراحل ران غويلي. وضم الوفد أيضًا مسؤولين من الجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، والموساد.
وتركز المحادثات على استكمال مهمة البحث عن الرهائن والمفقودين وفتح معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة بالاتجاهين. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس ترامب حتى منتصف الشهر الجاري عن تفاصيل المرحلة الثانية، بما يشمل تركيبة مجلس السلام والقوة الدولية ولجنة التكنوقراط الفلسطينية التي ستدير القطاع مؤقتًا.
تشير المصادر إلى أن مجلس السلام سيتكون من 10 أشخاص برئاسة ترامب، مع إدارة دولية يترأسها توني بلير وصهره جاريد كوشنر ومستشاره ستيف ويتكوف، فيما ستضم لجنة التكنوقراط الفلسطينية بين 12 و15 شخصية من أبناء القطاع لإدارة الحياة اليومية في غزة إلى حين نقل الصلاحيات للسلطة الفلسطينية، بعد تنفيذ إصلاحات محددة تشمل وقف المدفوعات لعائلات الأسرى الأمنيين وإزالة رسائل التحريض من المناهج وإجراء انتخابات.
وتعمل تركيا وقطر إلى جانب مصر والولايات المتحدة الأمريكية على تسهيل الحوار بين الأطراف وتنسيق الجهود لضمان تثبيت الاستقرار على الأرض، بما في ذلك مناقشة تفاصيل آليات تفويض القوة الدولية وقواعد الاشتباك.
ويأتي ذلك في سياق متابعة دولية دقيقة تشمل الأمم المتحدة والدول الكبرى، مع سعي الجميع لتفادي مزيد من التصعيد العسكري وضمان نجاح أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTAg جزيرة ام اند امز