خطة إسرائيل لما بعد الحرب.. "لعبة بلا نهاية" في "متاهة" غزة
من جهة تتوعد إسرائيل بالقضاء على حماس في قصف لا هوادة فيه على غزة، ومن جهة أخرى لا نهاية تلوح في أفقٍ ملبدة بغيوم الحرب
فبعد 13 يوما من الحرب التي خلّفت قرابة 3500 قتيل فلسطيني، يقول مسؤولون إقليميون وغربيون مطلعون على الصراع، لوكالة رويترز، إنه لا توجد خطة واضحة لدى إسرائيل لكيفية حكم القطاع المدمر حتى لو انتصرت في ساحة المعركة.
ووفق المسؤولين الذين فضّلوا عدم الكشف عن هوياتهم لحساسية الأمر، فإن العملية العسكرية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "السيوف الحديدية"، ستكون عملية "لا مثيل لها في ضراوتها وعلى عكس أي شيء نفذته تل أبيب في غزة في الماضي".
فإسرائيل استدعت عددا قياسيا من جنود الاحتياط بلغ 360 ألف جندي، وقصفت القطاع الصغير دون توقف في أعقاب هجوم حماس المباغت على بلدات في جنوبها، في السابع من الشهر الجاري، أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص، وأسر العشرات.
نهاية "اللعبة"
وبالعودة للمسؤولين الثلاثة الذين قالت "رويترز" إنهم مطلعون على المناقشات، فإن "الاستراتيجية الإسرائيلية المباشرة هي تدمير البنية التحتية في غزة، حتى على حساب سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، ودفع سكان القطاع نحو الحدود المصرية وملاحقة حماس عن طريق استهداف متاهة الأنفاق تحت الأرض التي بنتها الحركة لتنفيذ عملياتها".
ومع ذلك، لفت المسؤولون الإسرائيليون إلى أنه ليس لديهم فكرة واضحة عما قد يبدو عليه مستقبل ما بعد الحرب.
وقال مصدر في واشنطن مطلع على الأمر ، إن بعض مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن يشعرون بالقلق من أنه على الرغم من أن إسرائيل قد تضع خطة فعّالة لإلحاق ضرر دائم بحماس، إلا أنها لم تضع بعد استراتيجية خروج.
وبحسب المصدر نفسه، فإن الرحلات التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، شددت على ضرورة التركيز على خطة ما بعد الحرب في قطاع غزة الذي تحكمه حماس منذ عام 2007 ويسكنه 2.3 مليون شخص.
وهو الأمر نفسه، الذي تحدث عنه مصدر أمني إقليمي "ليس لدى إسرائيل نهاية للعبة في غزة. استراتيجيتهم هي إسقاط آلاف القنابل وتدمير كل شيء والدخول، لكن ماذا بعد؟ ليس لديهم استراتيجية خروج لليوم التالي".
ولليوم الثالث عشر على التوالي، تتواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أوقع قرابة 3500 قتيل فلسطيني، حوالي ثلثهم من الأطفال، وهو عدد أكبر من القتلى مقارنة بأي صراع سابق بين حماس وإسرائيل.
وعلى وقع هذه الأرقام الكبيرة للقتلى، والخسائر المادية الفادحة التي لحقت بمئات المنازل التي سويت بالأرض، تتصاعد التحذيرات من عملية برية إسرائيلية قد تفاقم الأزمة الإنسانية الحاصلة في القطاع.
وخلال زيارته لإسرائيل، أمس الأربعاء، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن "الغالبية العظمى من الفلسطينيين في غزة ليسوا من حماس". "حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني".
ويرى آرون ديفيد ميلر، خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، أن زيارة بايدن كانت ستمنحه فرصة للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتفكير في قضايا مثل الاستخدام المتناسب للقوة والخطط طويلة المدى قبل أي غزة بري لغزة.
مدينة "الأنفاق"
ويُصر مسؤولون إسرائيليون، بمن فيهم نتنياهو، على أنهم سيقضون على حماس ردا على الهجوم الذي شنته الحركة، وهو الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل البالغ 75 عاما.
وقال تساحي هنجبي مدير مجلس الأمن القومي الإسرائيلي للصحفيين، يوم الثلاثاء "نحن بالطبع نفكر ونتعامل مع هذا الأمر، وهذا يتضمن تقييمات ويشمل مجلس الأمن القومي والجيش وآخرين بشأن الوضع النهائي". "لا نعرف ما سيكون هذا على وجه اليقين."
وأضاف: "لكن ما نعرفه هو ما لن يحدث"، في إشارة إلى هدف إسرائيل المعلن المتمثل في القضاء على حماس.
وقال خبيران عسكريان إقليميان لرويترز إن كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس قامت بالتعبئة من أجل الاجتياح البري، وزرعت ألغاما مضادة للدبابات ومفخخات لنصب كمين للقوات الإسرائيلية.