حرب غزة وإسرائيل.. 6 سيناريوهات و«الكابوس» أسوأها
حتى اللحظة لا يمكن تحديد متى أو كيف ستنتهي الحرب بين إسرائيل وحماس لكن صحيفة بريطانية طرحت 6 سيناريوهات محتملة.
ومنذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» قبل 11 يوما، اشتعلت الأوضاع بشكل غير مسبوق، في ظل حرب تشنها إسرائيل على غزة، وتصعيد لا يمكن حتى اللحظة تحديد متى أو كيف سينتهي.
ورغم تأكيد إسرائيل على أن هدفها الآن هو "سحق وتدمير" حماس، لكن الخطوات القادمة تبدو مبهمة حتى بالنسبة للبيت الأبيض، حيث أعربت مصادر عن قلق واشنطن من ألا يكون لدى تل أبيب خطة نهائية.
وإذا كانت إسرائيل تصر على شن هجوم بري على غزة، فإن نهاية الحرب وشكلها وتوقيتها تتوقف على عدد من المتغيرات من بينها ما ستجده القوات الإسرائيلية على الأرض داخل القطاع إضافة إلى احتمال امتداد الحرب إلى عدد من الجبهات،
وفي هذا الإطار طرحت صحيفة "تليغراف" البريطانية تقريرا طالعته "العين الإخبارية"، تناولت فيه 6 سيناريوهات محتملة لنهاية الحرب بين إسرائيل وحماس.
1-توغل بري محدود
لتنفيذ هدفها بتدمير حماس، قد تنفذ إسرائيل توغلا بريا محدود زمنياً يليه انسحاب قواتها بسرعة نسبياً.
ويعنى الانتصار على حماس عسكرياً أن تقتل إسرائيل أو تأسر كل أعضاء الحركة أي ما يتراوح بين 30 ألفا إلى 40 ألف شخص، إلى جانب قيام القوات الإسرائيلية بتدمير البنية التحتية العسكرية للحركة مثل مواقع إطلاق الصواريخ.
وسيتطلب الأمر أيضاً القضاء على وحدة "النخبة"، وقتل أو أسر القيادة السياسية للجماعة بالكامل رغم أن رئيس المكتب السياسي لحماس يقيم خارج غزة.
ويتصدر قائمة الاغتيالات الإسرائيلية كل من يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس داخل غزة، ومحمد ضيف، قائدها العسكري.
ويشير الأمر الذي أصدرته إسرائيل للفلسطينيين بالفرار إلى جنوب غزة إلى أنها تحاول بالفعل تقسيم القطاع إلى نصفين: النصف الشمالي الذي ستحدث فيه المعارك مع حماس، والنصف الجنوبي حيث يُحتجز المدنيون.
وإذا نجح الهجوم الإسرائيلي عسكرياً، فستحتاج غزة إلى قيادة جديدة، وقد يكون أحد الخيارات هو السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة فتح والتي تحكم الضفة الغربية، لتمتد سيطرتها إلى قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، تقول جولي نورمان، خبيرة شؤون الشرق الأوسط في جامعة كوليدج لندن، إن «الوضع المفضل بالنسبة لإسرائيل، والذي تفضله الولايات المتحدة أيضا، هو رؤية قيادة فلسطينية بديلة في غزة، على الأرجح السلطة الفلسطينية».
تقسيم غزة
يقوم السيناريو الثاني على اختيار إسرائيل لتمديد وجودها العسكري المستمر منذ عقود من الضفة الغربية إلى غزة، وهي مهمة ضخمة ستتطلب بقاء أعداد كبيرة من القوات داخل القطاع وقد تستمر لسنوات وربما عقود.
وقد يتضمن هذا السيناريو تقسيم غزة إلى قطع وهو الأمر الذي بدأته إسرائيل بالفعل مع دعواتها لسكان شمال القطاع للتوجه جنوبا.
لكن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ استبعد هذا السيناريو بالفعل وقال لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية: «ليس لدينا أي رغبة في احتلال غزة أو إعادة احتلالها.. ليس لدينا رغبة في السيطرة على حياة أكثر من مليوني فلسطيني».
كما حث جو بايدن، الرئيس الأمريكي، إسرائيل على تجنب هذا المسار الذي وصفه بأنه «خطأ كبير».
الاحتلال الكامل
أثار الأمر الذي أصدرته إسرائيل لسكان الغزة بالنزوح من الشمال إلى الجنوب رفضا واسعا خوفا من حدوث «نكبة ثانية»، فلا يتمكن النازحون من العودة إلى أراضيهم مجددا كما حدث في 1948. فيما ترفض مصر أية محاولة لتهجير الفلسطينيين ودفعهم للإقامة في سيناء.
وقال هيو لوفات، أحد كبار محللي شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن النزوح الجماعي «يمكن بالطبع أن يصب في مصلحة الأصوات الإسرائيلية اليمينية المتشددة التي طالما دعت إسرائيل إلى إعادة بناء المستوطنات في غزة».
ومازالت حركة الاستيطان التي تتمتع بنفوذ كبير على القادة الإسرائيليين تشعر بمرارة عميقة إزاء فك الارتباك عن غزة وإخلاء 21 مستوطنة.
لكن هذا السيناريو سيكون بمثابة تطهير عرقي، وتعتبره الأمم المتحدة ليس مجرد «جريمة ضد الإنسانية» لكنه «انتهاك محتمل لاتفاقية الإبادة الجماعية».
هجوم فاشل
تشير المعطيات إلى أن أية معركة مع حماس ستكون طويلة وصعبة ومكلفة بالنسبة لإسرائيل. فالحركة لديها ما لا يقل عن 30 ألف مقاتل مسلحين ومدربين جيدًا ويمتلكون ميزة الدفاع عن أرض يعرفونها جيدا.
كما أن الفشل الأمني «الهائل» الذي كشفته عملية «طوفان الأقصى» أثار التساؤلات حول كفاءة قادة الاستخبارات والجيش في إسرائيل وهو ما يعني أن هذا الاختبار العسكري لم تواجهه إسرائيل من قبل.
وإذا فشل الهجوم البري الإسرائيلي على غزة وعادت أعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين إلى عائلاتهم في أكياس الجثث، فقد يضطر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الخضوع للضغوط للحد من نطاق الهجوم أو إلغائه، ثم الالتزام الكامل بالمفاوضات لإعادة نحو 200 رهينة تحتجزهم حماس.
وتطمح حماس لمبادلة الرهائن بحوالي 6 آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية وهو ما تعتبره الحركة الهدف الأساسي لعملية طوفان الأقصى.
صراع إقليمي
تزداد المخاوف من اتساع رقعة الحرب حيث هددت إيران وحزب الله اللبناني بالانضمام إلى الحرب إذا نفذت إسرائيل هجومها البري على غزة.
ولحزب الله أيضًا وجود في سوريا، كما تملك إيران وكلاء لها في العراق واليمن.
وفي العراق، وجّه الموالون لإيران تهديدات بمهاجمة إسرائيل، كما تمتلك جماعة الحوثي في اليمن صواريخ متوسطة المدى يمكن أن تصل إلى إسرائيل.
وهذه التهديدات تثير المخاوف من اندلاع «حرب متعددة الجبهات» وهو الخطر الذي حذر منه الإسرائيليون منذ سنوات، ما يفسر تأخر الهجوم البري لأن الحرب مع إيران ووكلائها ستكون أكثر تكلفة خاصة مع امتلاك حزب الله أسلحة أقوى بكثير من حماس.
وهو الأمر الذي تطرقت له جولي نورمان «من الواضح أن احتمال التصعيد الإقليمي يشكل مصدر قلق، لقد كانت الدبلوماسية الأمريكية بكامل قوتها مع الشركاء العرب هذا الأسبوع لمحاولة احتواء الصراع».
حرب عالمية
هذا هو السيناريو الأكثر تطرفاً والذي لا يرغب أحد في الوصول إليه، ويفترض أنه في حال انضمام إيران وحزب الله إلى الحرب ستواجه الولايات المتحدة ضغوطا هائلة لشن ضربات مباشرة عليهما وهو ما يخلق خطر نشوب حرب مباشرة بين واشنطن وطهران.بحسب التلغراف.
ومن المرجح- وفق الصحيفة نفسها- أن يتم تدمير البرنامج النووي الإيراني بهجمات إسرائيلية وأمريكية مشتركة لكسر أقوى نقاط طهران في الضغط على الغرب، وهو الأمر الذي لابد أن يكون في ذهن القادة الإيرانيين.
وفي هذه الحالة، قد تختار روسيا، الحليف الرئيسي لإيران، المشاركة أيضاً في الحرب ما يعني نشوب صراع عالمي في سيناريو يعتبر الكابوس الأسوأ الذي لا يمكن الرهان على توابعه.
aXA6IDE4LjExNi45MC4xNjEg جزيرة ام اند امز