غزة باليوم الخامس للحرب.. أحياء بلا أنقاض ومدارس تكتب "التغريبة"
يهرعون بحثا عن الأمان في دروبٍ لم تعد آمنة، وفي ركام الأنقاض يتعقبون عزيزا صار أثراً بعد عيْن.. هذه هي غزة.
فمع اليوم الخامس للحرب الإسرائيلية، وتقلص عدد الأحياء الآمنة بفعل القصف من حي إلى آخر، تزدحم مدارس الأمم المتحدة بسكان غزة.
ووفق أرقام أممية، تسببت الحرب بين حركة حماس وإسرائيل بنزوح أكثر من 260 ألف شخص داخل قطاع غزة، منذ بدء هجوم السبت الذي شنه مسلحو حركة حماس على بلدات إسرائيلية أوقع حتى اللحظة أكثر من 1200 قتيل وأسر العشرات في الجانب الإسرائيلي.
وفي تحديث لبياناته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن "أكثر من 263,934 شخصا في غزة فروا من منازلهم"، مرجحا ارتفاع العدد مع ازدياد وتيرة القصف اليومي، في نزوح يمثل أكبر عدد من النازحين منذ حرب 2014 والتي استمرت 50 يوما.
قصفٌ أسفر عن تدمير أكثر من 1000 وحدة سكنية، فيما لحقت أضرار بالغة بـ560 وحدة جعلتها غير صالحة للسكن، بحسب الأمم المتحدة نقلا عن مصادر فلسطينية.
في هذه الأثناء، علا صوت المنظمات الإنسانية بفتح ممر لإيصال المساعدات للقطاع الساحلي الرابض على 360 كلم مربع.
وهو ما حذر منه "أوتشا"، مشيرا إلى أن "تلبية الاحتياجات الرئيسية أصبحت أكثر صعوبة بالنسبة لأولئك الذين لم ينزحوا".
اكتظاظ بالموتى والجرحى
أما المستشفيات، فلا حول لها ولا قوة أمام نفاد إمداداتها، واكتظاظ ثلاجاتها بجثث القتلى، وممراتها بدماء الجرحى.
وأوقفت إسرائيل دخول المواد الغذائية والوقود والأدوية إلى غزة، وأُغلق المنفذ الوحيد المتبقي من مصر، أمس الثلاثاء، بعد غارات جوية بالقرب من المعبر الحدودي.
بيْد أن السؤال الذي يلوح في الأفق هو ما الذي تنتظره غزة، في حال أقدمت إسرائيل على هجوم بري على قطاع يبلغ طوله 40 كيلومترا (25 ميلا) ويقع بين إسرائيل ومصر والبحر الأبيض المتوسط، ويسكنه 2.3 مليون شخص وتديره حماس منذ عام 2007.
وخلال الساعات الماضية، كثفت إسرائيل من غاراتها الجوية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ووسعت حشد قوات الاحتياط إلى 360 ألفا.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استعاد السيطرة الفعلية على المناطق التي هاجمتها حماس في الجنوب وعلى حدود غزة.
وفي تكتيك جديد، قامت إسرائيل بتحذير المدنيين بضرورة إخلاء حي تلو الآخر، ومن ثم إلحاق الدمار، فيما يمكن أن يكون مقدمة لهجوم بري.
وأمس الثلاثاء، طلب الجيش الإسرائيلي من سكان حي الدرج بمدينة غزة، بالإخلاء. وسرعان ما هزت الانفجارات المكان ومناطق أخرى، واستمرت حتى الليل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته عادت عدة مرات إلى حي آخر، وهو حي الفرقان، وقصفت 450 هدفا خلال 24 ساعة.
وقال شهود عيان إن أعدادا كبيرة من الأشخاص ما زلوا محاصرين تحت أنقاض المباني التي دمرت، مع عدم تمكن معدات الإنقاذ وسيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة.
في هذه الأثناء، ضرب انفجار ميناء مدينة غزة، ما أدى إلى اشتعال النيران في قوارب الصيد.
وابل صواريخ يهطل على عسقلان
في المقابل، أطلقت الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، أمس الثلاثاء، وابلا من الصواريخ باتجاه مدينة عسقلان بجنوب إسرائيل وتل أبيب.
وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن تسلل مجموعة جديدة من المسلحين، إلى منطقة صناعية في عسقلان، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع قوات الأمن، قُتل فيها ثلاثة مسلحين، بحسب الجيش الذي قال إن قواته تقوم بعملية تمشيط بحثا عن آخرين.
الجبهة الشمالية مشتعلة
والتحاما مع غزة، كانت الحدود الشمالية لإسرائيل مع سوريا ولبنان، مشتعلة هي الأخرى، في مشهد يشي بتوسيع الصراع الإقليمي، وفق مراقبين.
وردا على إطلاق قذائف منه نحو هضبة الجولان المحتل، قصفت إسرائيل، مساء الثلاثاء، بالمدفعية الأراضي السورية.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تبادل القصف عبر الحدود بين إسرائيل وسوريا، منذ التصعيد الأخير في قطاع غزة.
وجاء إطلاق القذائف من الأراضي السورية، بعد ساعات من تبني حركة حماس المسؤولية عن صواريخ أُطلقت من جنوب لبنان نحو إسرائيل.