بالفيديو.. "حياة الكارافان" في غزة.. معاناة ترصدها "العين"
الفلسطيني أحمد المصري يضطر لإشعال النيران في مدفأة حديدية لتقي أطفاله من البرد الشديد داخل "الكارافان" الذي يعيش فيه.
يضطر الفلسطيني أحمد المصري لإشعال النيران في مدفأة حديدية لتقي أطفاله من البرد الشديد داخل "الكارافان" الذي يعيش فيه، ويصفه بـ"الثلاجة" شتاءً و"الفرن" صيفا.
المصري هو واحد من 25 فلسطينيا لا يزالون يعيشون في "الكارافانات" منذ أكثر من عامين ونصف في بيت حانون شمال قطاع غزة، بعدما هدمت قوات الاحتلال منازلهم خلال حرب 2014 ولم يصل إليهم دور الإعمار.
وقال المصري لـ"بوابة العين" إنهم في ظل الشتاء يعيشون في ثلاجة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لافتا إلى أن الكارافان (عبارة عن غرفة من الحديد أو الصاج مساحتها 35 مترا مربعا وتضم مطبخا وحماما صغيرا) تلف مع الوقت ولم يعد يقيم لا برد الشتاء ولا حر الصيف، ممسكا بأصغر أطفاله مضيفا ما ذنب هذه الطفلة أن يتشقق وجهها وينزل منه الدم بسبب البرودة.
وشنت قوات الاحتلال حرباً على قطاع غزة، في يوليو 2014، استمرت 51 يوماً، نجم عنها تدمير 12 ألف وحدة سكنية، بشكل كلي، فيما بلغ عدد الوحدات المهدمة جزئياً 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن، إلى جانب 500 منشأة اقتصادية، فضلًا عن قتل 2320 فلسطينيّا.
وأعيد منذ توقف الحرب إعمار حوالي 35% من المنازل المدمرة بمنح خارجية، فيما لم يستكمل إعمار باقي المنازل بسبب العراقيل الإسرائيلية وعدم توفر التمويل اللازم.
الحيوانات لا تستطيع التحمل
ولم يكن وضع الفلسطينية أم عيسى المصري أحسن حالا، فهي الأخرى تعيش وأطفالها الـ9 داخل "الكارافان" .
وقالت المصري لـ"بوابة العين" :"هدم الاحتلال بيتين لنا، واستلمنا هذا الكارافان على أساس أنه مؤقت، ولكننا لا نزال نعيش فيه حتى اليوم، هو لا يصلح حتى للحيوانات، المياه تغمرنا والبرد لا حل له، وفي الصيف مشاكل أخرى".
وأضافت: "حتى الآن لم يأت المطر وحالنا لا يمكن وصفه جراء البرد، ماذا سيحدث إذا جاء المطر واشتد البرد".
صعوبات الإعمار
من جهته، أكد ناجي سرحان، وكيل مساعد وزارة الأشغال في غزة، ناجي سرحان، في مؤتمر صحفي اليوم الأحد، أن ما وفر من أموال لإعادة إعمار البيوت المهدمة كلياً لم يتجاوز الـ297 مليون دولار من أصل 580 مليون، بعجز فاق 288 مليون.
وقال: يحتاج قطاع غزة إلى مليار وثمانية وثلاثين مليون دولار للإسكان في مجال الأعمار، وما تم توفيره لم يتجاوز 552 ملون دولار، بنسبة 52%".
وأضاف سرحان، أن القطاع يعاني بشكل كبير من نقص كمية الأسمنت المدخلة، مؤكداً أن القطاع بحاجة إلى 8 آلاف طن يومياً وما يتم إدخاله لا يتجاوز 3 آلاف طن.
وأشار إلى إعادة إعمار 4500 وحدة سكنية من أصل 13 ألفا معتمدة، بما يمثل 35% فقط.
إسرائيل تضع العراقيل
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" بيير كرينبول، حذر في تصريحات له خلال زيارته غزة قبل أيام بأن التكلفة الإنسانية لحصار قطاع غزة، أصبحت هائلة، ولا تطاق.
وأكد أن اسرائيل حتى اللحظة ترفض الموافقة على مئات الأسماء التي قدمتها "أونروا" من أصحاب البيوت المدمرة في غزة، والتي يتوفر تمويلا لها، ولولا التأخير الإسرائيلي لكان بالإمكان مضاعفة عدد البيوت المدمرة التي قامت "الأونروا" ببنائها"، داعيا إلى رفع الحصار عن قطاع غزة.