غزة.. قتل على أبواب المستشفيات في ليلة الموت على الطرقات
في تطور خطير لمسار استهداف المدنيين في غزة قصفت مقاتلات إسرائيلية سيارات إسعاف أمام مستشفيات تعج بسكان غزة من الجرحى والنازحين.
وقالت وسائل إعلام محلية ودولية، إن 21 شخصا على الأقل أصيبوا في مستشفى القدس نتيجة غارات جوية إسرائيلية قريبة من حي تل الهوى بمدينة غزة.
وبحسب بيان صادر عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الجمعة، موضحة أن الإصابات "وقعت عندما تحطم الزجاج الداخلي للمستشفى وسقط جزء من السقف المعلق، وأن معظم المتضررين كانوا من النساء والأطفال، ما تسبب في خوف شديد وذعر بين المدنيين النازحين داخلياً".
كما قصفت المقاتلات الإسرائيلية محيط المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة، لتستنسخ مشهدا من الدماء والصراخ والدمار بات عاديا في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأفاد شهود عيان بأن عشرات الجرحى والقتلى سقطوا جراء الاستهداف بقنابل فسفورية على حد قولهم، ما تسبب في اشتعال حرائق في محيط المستشفى الذي طالبت إسرائيل في وقت سابق بإخلائه.
إلا أن الكارثة الإنسانية الأكبر كانت أمام مستشفى الشفاء، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى جراء استهداف قافلة سيارات إسعاف كانت تستعد لإجلاء جرحى إلى معبر فح الحدودي للعبور إلى مصر.
وقال مدير المستشفى إنه جرى التنسيق مع الصليب الأحمر قبل بدء نقل الجرحى في سيارات الإسعاف، من أجل نقلهم إلى معبر رفح في ظل عدم وجود أي مساحة في المستشفى لجريح جديد.
قال الجيش الإسرائيلي الجمعة، إنه يتحقق من تقرير لوزارة الصحة في قطاع غزة أفاد بمقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في ضربة إسرائيلية على قافلة سيارات إسعاف.
وقصف المستشفى المعمداني في 17 أكتوبر/تشرين الأول، في حادث مروع قالت إسرائيل إنها لم تكن مسؤولة عنه أن صاروخا لفصائل فلسطينية أخفق وتسبب في الكارثة، وهو ما نفته الفصائل الفلسطينية مؤكدين أن المستشفى قصف بمقاتلة إسرائيلية.
وكانت إسرائيل حذرت مستشفيات في قطاع غزة، وطالبتهم بالإخلاء الفوري، وهو إجراء رفضته الطواقم الطبية بسبب ما قالوا إنه استحالة نقل الجرحى من الرعاية المركزة.
والمستشفيات في غزة تحت الضغط الشديد مع حصار القطاع وافتقار الأطقم الطبية للمواد والعلاجات اللازمة لمواجهة تدفق غير مسبوق في تاريخ غزة التي طالما شهدت جولات صراع دموية مع إسرائيل.
ويأتي التصعيد في محيط المستشفيات بعد ساعات من فصل جديد من يوميات قاسية في حياة فلسطينيي القطاع المحاصر، مع استهداف مدنيين في شمال غزة في شارع الرشيد كانوا يفرون من ضراوة القتال في المدينة باتجاه الجنوب.
مقاطع فيديو نشرتها قنوات تلفزيونية وتداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت عددا من القتلى من النساء والأطفال وقد تناثروا مع أشلائهم وأمتعتهم على الطريق.
ولم يتبين على الفور ما إذا كان الاستهداف الإسرائيلي ناجما عن قصف بالطيران أو إطلاق نار من قبل الزوارق الحربية في مياه البحر.
لكن وسائل إعلام محلية تحدثت عن وجود دبابات إسرائيلية بالقرب من الطريق الساحلي، وأنها تستهدف أي عابر من ذلك الطريق.
وقال شهود عيان إن القتلى هم مدنيون كانوا في طريقهم من شمال قطاع غزة إلى مناطق الجنوب.
وفي أول حصيلة للضحايا أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس عن مقتل 14 شخصا في الواقعة ذاتها.
وكان الجيش الإسرائيلي قد طالب في بداية الحرب سكان غزة وشمالها بالتوجه إلى جنوب القطاع، الذي اعتبره المكان "الآمن".
لكن الجنوب بات منذ ذلك الوقت على موعد يومي مع القصف الإسرائيلي، الذي استهدف مناطق متفرقة في المحافظة الوسطى، وكذلك مدينتي خان يونس ورفح.