مع استئناف محادثات هدنة غزة..إسرائيل تلجأ لـ«الضغط العالي»

في الوقت الذي تستعد فيه لإجراء محادثات جديدة حول مستقبل الهدنة مع حماس، لجأت إسرائيل إلى الضغط بورقة جديدة قديمة
وأمس الأحد، أمرت إسرائيل بوقف فوري لإمدادات الكهرباء في غزة، في محاولة للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن، مما أثر على محطة تحلية المياه التي تنتج مياه الشرب لجزء من المنطقة المدمرة.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين في بيان مصور: "لقد وقعت للتو على أمر بوقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء على الفور".
وأضاف"سنستخدم كل الأدوات المتاحة لنا لإعادة الرهائن وضمان عدم بقاء حماس في غزة بعد اليوم التالي" للحرب.
ووصفت حماس هذا بأنه جزء من "سياسة التجويع" الإسرائيلية.
استئناف المحادثات
واستبق هذا القرار، توجه وفد إسرائيلي إلى الدوحة الإثنين، لخوض جولة مباحثات جديدة بشأن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت حماس التي حذرت من أن وقف الإمدادات سيؤثر على الرهائن، أمس الأحد، إنها اختتمت الجولة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار مع الوسطاء المصريين دون تغيير في موقفها.
وأُبرم الاتفاق بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، وبدأ تنفيذه في 19 يناير/كانون الثاني، بعد 15 شهرا على اندلاع الحرب عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع. ومع انقضائها مطلع الشهر الجاري، أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتى منتصف أبريل/نيسان المقبل، بناء على مقترح أمريكي.
في المقابل، تطالب حماس ببدء مفاوضات المرحلة الثانية التي يفترض أن تضع حدا نهائيا للحرب.
ويُعتقد أن حماس لديها 24 رهينة على قيد الحياة وجثث 35 آخرين.
وتواصل دول الوساطة بذل جهود لحل التباينات بين الطرفين.
وجاء قرار قطع الكهرباء، بعد أسبوع على تعليق إسرائيل إمدادات السلع إلى القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني، في صدى للحصار الذي فرضته في الأيام الأولى من الحرب.
كم تنتج محطة تحلية المياه؟
كانت محطة تحلية المياه توفر 18000 متر مكعب من المياه يوميا لمنطقة دير البلح بوسط غزة، وفقا لمنظمة جيشا، وهي منظمة إسرائيلية مكرسة لحماية حق الفلسطينيين في حرية الحركة.
وقالت المديرة التنفيذية تانيا هاري إنه من المتوقع أن تعمل المحطة على المولدات وتنتج حوالي 2500 متر مكعب يوميا، وهو ما يعادل تقريبا كمية حمام السباحة الأوليمبي.
وأكدت هاري أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول الوقود إلى غزة لها تأثير أكبر، وأن نقص المياه يشكل قضية وشيكة، لأن الوقود مطلوب لشاحنات التوزيع.
يُذكر أنه بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بعد هجوم حماس، قطعت إسرائيل الكهرباء عن غزة، ولم تعيدها إلا في منتصف عام 2024 .
ويوفر خط الكهرباء الوحيد بين إسرائيل وغزة محطة تحلية المياه الرئيسية، ويعتمد سكان غزة الآن بشكل أساسي على الألواح الشمسية والمولدات التي تعمل بالوقود لإنتاج الكهرباء.
ويعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة في خيام، حيث من المتوقع الآن أن تصل درجات الحرارة في الليل إلى حوالي 12 درجة مئوية (54 درجة فهرنهايت).
الوضع "مزر"
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، التقى ممثلو حماس مع وسطاء مصريين، وأكدوا على الحاجة الملحة لاستئناف تسليم المساعدات "دون قيود أو شروط"، بحسب بيان لحماس.
وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم لوكالة فرانس برس "ندعو الوسطاء في مصر وقطر، وكذلك الضامنين في الإدارة الأمريكية، إلى ضمان امتثال الاحتلال (الإسرائيلي) للاتفاق... والمضي في المرحلة الثانية وفق الشروط المتفق عليها".
وأوضح أن مطالب حماس الرئيسية للمرحلة الثانية تشمل تبادل الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، ووقف إطلاق النار الدائم، وإعادة فتح المعابر، ورفع الحصار.
وأدت المرحلة الأولى التي استمرت ستة أسابيع إلى تبادل 25 رهينة إسرائيليا على قيد الحياة وثماني جثث، مقابل إطلاق سراح حوالي 1800 أسير فلسطيني محتجزين في إسرائيل.
كما سمحت بدخول الغذاء والمأوى والمساعدة الطبية التي تشتد الحاجة إليها.
في نقطة لتوزيع الأمم المتحدة الدقيق في جباليا، شمال قطاع غزة، قال المواطن أبو محمود سلمان، 56 عاما، إنه مع إغلاق المنطقة الآن أمام الإمدادات الجديدة، هناك "مخاوف من تجدد المجاعة في غزة، حيث لا يزال الوضع مزريا".
aXA6IDMuMTI4LjIyNi4xMTIg
جزيرة ام اند امز