غزة.. تحرك أوروبي لوقف الحرب وإسرائيل تدرس بدائل حكم القطاع
حرب مستمرة منذ 66 يوما في غزة، أسفرت عن دمار كبير وخسائر ضخمة بالأرواح، دفعت دولاً أوروبية للتحرك في محاولة لوقف الحرب.
فيما تحدثت إسرائيل عن بدائل حكم قطاع غزة بعد الحرب، مؤكدة أنها منفتحة على مناقشة البدائل بشأن من سيسيطر على القطاع ما دام «ليس من الجماعات المعادية لإسرائيل».
- «نيران صديقة».. سفير أمريكي سابق: نتنياهو خطر على إسرائيل
- 66 يوما من حرب غزة.. إسرائيل ترفع عدد قتلاها وتصويت أممي مرتقب
«لا ننوي البقاء»
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الإثنين، إن "إسرائيل لا تنوي البقاء بشكل دائم في قطاع غزة".
وأضاف غالانت، في تصريحات صحفية، أن "إسرائيل ستتخذ أي إجراء من أجل تدمير حماس، لكن لا نية لدينا للبقاء بشكل دائم في قطاع غزة. نحن نهتم فقط بأمننا وأمن مواطنينا على امتداد الحدود مع غزة".
يأتي هذا فيما كشف إعلام إسرائيلي، عن "تحركات جديدة لإجراء صفقة تبادل محتجزين بين حماس وإسرائيل".
وبشأن المساعدات، كشف الجيش الإسرائيلي أنه سيعمل على "فتح معبر كرم أبو سالم مع غزة لإجراء فحص أمني لزيادة دخول المساعدات الإنسانية".
ولفت الجيش الإسرائيلي إلى أن "الإمدادات لن تدخل إلى غزة من إسرائيل ولكن ستدخل عبر المعبر مع مصر".
اتفاق محتمل مع حزب الله
وتابع: "إسرائيل منفتحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق مع جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران شريطة أن يتضمن هذا الاتفاق منطقة آمنة على الحدود وضمانات مناسبة".
واستطرد: "ستكون لدينا القدرة على الفعل ورد الفعل المدمرين بنتائج مثل تلك التي نراها في غزها. وأعتقد أن حزب الله يأخذ ذلك في الاعتبار".
وأشار "إذا سمح حزب الله بعملية اتفاق، لن أخوض الآن في تفاصيلها لكن من الواضح أنها يجب أن تتضمن وضعا تكون فيه مسافة آمنة من سياجنا بالنسبة للقوات التي يمكن أن تطلق النار على الأراضي الإسرائيلية أو القوات التي قد تقوم بعمل داخل إسرائيل. إذا كان ذلك ممكنا مع الضمانات المناسبة فيمكننا التحدث عن ذلك".
التطورات الميدانية
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مقتل 7 جنود اليوم في المعارك بغزة، مؤكداً: «نعمل على الوصول لقادة حماس والقضاء عليهم، موضحا أن "العملية البرية في غزة تهدف إلى تحديد مكان المختطفين وبذل الجهود لإعادتهم».
وشهد قطاع غزة، الإثنين، غارات جوية إسرائيلية مع احتدام المعارك الميدانية بين الجيش الإسرائيلي وحماس، ما دفع السكان المدنيين إلى النزوح الجماعي وسط أوضاع إنسانية وصحية مزرية.
وأفاد شهود باستهداف ضربات مدينتي خان يونس ورفح، في جنوب القطاع حيث يحتشد مئات آلاف المدنيين الفارين من المعارك في الشمال.
ووفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل 18205 أشخاص، نحو 70% منهم نساء وأطفال.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أنّ حصيلة القتلى من جنوده ارتفعت إلى 104 فيما أُصيب 582 آخرين.
«أسوأ من الحرب العالمية»
في سياق متصل، وصف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الإثنين، الوضع في غزة بأنه "كارثي ومروع" مع دمار "أكبر" نسبيا مما شهدته ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية.
وقال بوريل عقب ترؤسه اجتماعا لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إن "رد الجيش الإسرائيلي على الهجمات التي أطلقتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول أدى إلى عدد لا يصدّق من الضحايا المدنيين".
وأعرب أيضا عن "قلق" الاتحاد الأوروبي "إزاء عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية".
كما دان مصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء 1700 وحدة سكنية جديدة في القدس، وهو ما تعتبره بروكسل "انتهاكا للقانون الدولي".
وفي حين أشار إلى أن هجمات حماس رسّخت قرار الاتحاد الأوروبي إدارجها في قائمة المنظمات الإرهابية، شدّد بوريل على أنه يعتبر العملية العسكرية الإسرائيلية غير متناسبة من حيث القتلى المدنيين والضرر اللاحق بالممتلكات والبنى التحتية المدنية.
وقال بوريل إن "المعاناة الإنسانية تشكّل تحديا غير مسبوق للمجتمع الدولي".
وبحسب أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة يشكل "المدنيون ما بين 60 و70 بالمئة من مجمل القتلى"، كما أن "85 بالمئة من السكان نزحوا داخليا".
وقال بوريل إن "الدمار اللاحق بالأبنية في غزة... أكبر نوعا ما من الدمار الذي لحق بالمدن الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية" إذا ما تم تقديره نسبيا.
وقال إنه عرض على وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ورقة مناقشة للنظر في "فرض عقوبات ضد مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية" ازدادت حدّة هجماتهم ضد سكان فلسطينيين.
وأشار إلى أنه سيحول الورقة قريبا إلى مقترح رسمي، بناء على مبادرة اتّخذتها الولايات المتحدة التي أعلنت في الأسبوع الماضي أنها سترفض منح تأشيرات لمستوطنين إسرائيليين متطرفين.
لكنّه أقر بعدم وجود إجماع إلى حد الآن حول المسألة بين حكومات دول الاتحاد الأوروبي.
تحركات أوروبية
ودعت دول في الاتحاد الأوروبي، الإثنين، على هامش اجتماع وزاري في بروكسل إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة لوقف "المذبحة".
وقال قادة إيرلندا وإسبانيا ومالطا وبلجيكا، في رسالة بعثوا بها إلى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: "يتعين علينا دعوة جميع الأطراف بشكل فوري إلى إعلان هدنة إنسانية تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية".
ولدى وصوله إلى بروكسل، أوضح وزير خارجية إيرلندا مايكل مارتن أن هذه الخطوة تهدف إلى "وقف المذبحة، وسفك دماء المدنيين الأبرياء".
وتطالب هذه الدول الأربع الاتحاد الأوروبي بتبني موقف حازم بشأن هذه النقطة خلال اجتماع قادة دول الاتحاد الأوروبي يومي، الخميس والجمعة، في بروكسل.
وفي رسالة أخرى إلى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تطالب فرنسا وإيطاليا وألمانيا من جانبها بفرض عقوبات جديدة على حماس التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل بأنها منظمة إرهابية، والتي نفذت الهجوم غير المسبوق في 7 أكتوبر/تشرين الأول على الدولة العبرية ما أسفر عن مقتل 1200 شخص.
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل، أسفر عن 1200 قتيل معظمهم مدنيون قضى غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية.
كذلك اختُطف حوالى 240 شخصا ونقلوا إلى قطاع غزة حيث ما زال 137 منهم محتجزين.
وردّت إسرائيل بحملة عسكرية عنيفة حوّلت مساحات شاسعة من غزة إلى ركام وأوقعت 18205 قتلى، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjIzIA== جزيرة ام اند امز