بين نار التصعيد وتهديدات الغرب.. هل تتعطل «عجلات جدعون» في غزة؟

تتسارع وتيرة التصعيد في غزة، وسط ضغوط غربية متزايدة وتهديدات بفرض عقوبات على إسرائيل، فهل ينجح العالم في وقف الزحف العسكري؟
وتزايدت الضغوط الدولية على إسرائيل بعد إطلاقها عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، أسفرت عن مقتل المئات، وسط تنديد واسع النطاق من قادة دول غربية.
فقد هددت كل من بريطانيا وفرنسا وكندا، في بيان مشترك الإثنين، باتخاذ "إجراءات ملموسة"، بما في ذلك فرض عقوبات مستهدفة، ما لم توقف إسرائيل هجومها العسكري وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
تطورات تأتي بعد أن بدأت حماس وإسرائيل محادثات غير مباشرة في العاصمة القطرية الدوحة، السبت.
وفيما يلي تستعرض "العين الإخبارية" أبرز ملامح الهجوم الإسرائيلي الجديد وما يعنيه بالنسبة لسكان غزة.
ما هي العملية الإسرائيلية الجديدة في غزة؟
وافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية على الهجوم العسكري الجديد في غزة في 5 مايو/أيار الجاري، قبل أن تشرع به أمس الأول الأحد.
وفي وقت لاحق، أوضح الجيش الإسرائيلي، في وقت لاحق، أن هدف العملية التي أطلق عليها اسم "عربات جدعون" هو تحقيق "جميع أهداف الحرب في غزة"، بما في ذلك هزيمة حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين في القطاع
وقبيل الهجوم البري الذي استهدف مناطق في جنوب وشمال القطاع، نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية الكثيفة، قالت وزارة الصحة في غزة إنها أودت بحياة عائلات بأكملها.
وأفادت الوزارة بأن العملية تسببت خلال 24 ساعة فقط في مقتل 136 شخصا، وإغلاق آخر مستشفى يعمل في شمال غزة.
وبحسب بيانات وزارة الصحة، فقد تجاوز عدد القتلى في القطاع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 53,000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
وقصفت القوات الإسرائيلية، فجر الإثنين، مخزن المستلزمات الطبية في مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى إتلاف بعض المستلزمات الطبية التي كانت تقدمها جمعية العون الطبي للفلسطينيين (MAP) للمركز، بحسب المنظمة البريطانية
المساعدات.. قطرة في محيط
فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أعلنت إسرائيل أنها ستسمح بدخول "كمية أساسية من الغذاء" إلى القطاع المحاصر، وهي الخطوة التي ألمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أنها جاءت نتيجة ضغوط شديدة من حلفائه.
كما ألمح نتنياهو إلى أن بلاده قد تفقد دعم أقرب حلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة، إذا لم ترفع حصارها المستمر منذ 11 أسبوعا على القطاع، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية على الأرض، والتي قالت وكالات الإغاثة إنها قد تؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق.
وأمس الإثنين، قالت الوكالة الإسرائيلية التي توافق على شحنات المساعدات إلى غزة إن خمس شاحنات دخلت القطاع. لكن توم فليتشر، مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة، وصف عملية التسليم بأنها "محدودة" و"قطرة في محيط ما هو مطلوب بشكل عاجل".
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن سكان غزة بالكامل، والذين يزيد عددهم على 2.1 مليون نسمة، يواجهون خطر المجاعة بعد 19 شهرا من الصراع والنزوح الجماعي.
ورحبت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة، ومكلفة بتسليم المساعدات إلى القطاع، بالإعلان الإسرائيلي بشأن السماح بدخول المساعدات الغذائية باعتبارها "آلية جسر" حتى تصبح المجموعة قادرة على العمل بكامل طاقتها.
وتهدف المؤسسة إلى إدارة آلية جديدة خاضعة لرقابة مشددة لتسليم المساعدات والتي وافقت عليها إسرائيل والولايات المتحدة، والتي تقول الدولتان إنها مصممة لمنع حماس من "سرقة" المساعدات.
ونظرا لأن المواقع الأولية ستكون فقط في جنوب ووسط غزة، حذرت الأمم المتحدة من ذلك. إذ قد يُنظر إلى هذا على أنه تشجيع للهدف المعلن الذي أعلنته إسرائيل وهو إجبار "سكان غزة بالكامل" على الخروج من شمال غزة.
وقال جيك وود، المدير التنفيذي للمؤسسة، إن إسرائيل وافقت أيضا على السماح لها بإنشاء موقعين في شمال غزة، ويعتقد أنهما يمكن أن يكونا جاهزين للعمل خلال أول 30 يوما من عملياتهما.
وأضاف وود في تصريح لشبكة "سي إن إن" أنه لا يعرف حتى الآن متى أو كم عدد شاحنات المساعدات التي ستسمح إسرائيل بدخولها إلى غزة، وقال إنه يعتقد أن الكثير من معارضة المجتمع الإنساني لهذه الآلية مبنية على معلومات مضللة.
وفشلت الأطراف المتحاربة في التوصل إلى اتفاق خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، الأسبوع الماضي، وواصلت إسرائيل عمليتها خلال عطلة نهاية الأسبوع.
جبهة دولية ضد إسرائيل
ودعا زعماء بريطانيا وفرنسا وكندا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف عملياتها العسكرية في غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وجاء في بيان مشترك لزعماء الدول الثلاث "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع القيود التي تفرضها على المساعدات الإنسانية، فإننا سنتخذ إجراءات ملموسة أخرى ردا على ذلك".
وحذروا من أن هذه الإجراءات قد تشمل فرض عقوبات محددة.
ورد نتنياهو متهما قادة تلك الدول بـ"تقديم جائزة ضخمة" لمقاتلي حماس الذين هاجموا إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول و"الدعوة إلى ارتكاب المزيد من هذه الفظائع".
وفي بيان مشترك منفصل، حث وزراء خارجية 23 دولة، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، وممثلو الاتحاد الأوروبي، إسرائيل على السماح "باستئناف كامل" للمساعدات إلى غزة على الفور وتمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية "من العمل بشكل مستقل ونزيه لإنقاذ الأرواح".
وأكد سكان محليون لـ"العين الإخبارية"، استنفاد المواد الغذائية والأدوية والإمدادات الأساسية في قطاع غزة.
ماذا يقول ترامب؟
صرح الرئيس الأمريكي هذا الشهر بأنه يريد إنهاء "الحرب الوحشية" في غزة ولم يقم بزيارة إسرائيل خلال جولته في المنطقة، والتي تجاوزها بالفعل مرتين هذا الشهر للتوصل إلى اتفاقيات ثنائية مع كل من الحوثي وحماس.
لكن ترامب نفى، الأربعاء، تهميش إسرائيل. وقال "هذا أمر جيد بالنسبة لها"، وقال لشبكة "فوكس نيوز" إنه ليس محبطا من نتنياهو، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه "موقفا صعبا".
وخلال جولته الخليجية، أقر ترامب أيضا بأن الناس يتضورون جوعا في غزة، معلنا أن الولايات المتحدة ستتولى "الاهتمام" بالوضع.
في هذه الأثناء، قال المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف لشبكة "إيه بي سي نيوز"، يوم الأحد، إن المشكلة المتعلقة بإدخال المساعدات إلى غزة هي مشكلة لوجستية في المقام الأول.
وأضاف أن "الأمر معقد من الناحية اللوجستية والظروف على الأرض خطيرة".
aXA6IDEzLjU4LjM2LjE5NyA= جزيرة ام اند امز