إعدامات غزة.. «حماس» بين التبرير والترهيب
بين التبرير والترهيب تمضي تصريحات «حماس» في محاولة من الحركة الفلسطينية لتدارك نكساتها بغطاء توضيح لإعداماتها لم يخل من تهديد مبطن.
واليوم الثلاثاء، زعمت قوة "رادع" الأمنية التابعة للحركة أنها "وجّهت ضربة قاسية" لمجموعة مسلحة تتهمها بالتعامل مع إسرائيل واشتبكت معها الأسبوع الماضي في مدينة غزة.
وجاء في بيان نشرته الحركة بعنوان "قوة رادع توجّه ضربة قاسية لمليشيات ياسر أبوشباب"، أن القوة الأمنية نفّذت فجر الثلاثاء "عملية أمنية دقيقة في جنوب قطاع غزة استهدفت مليشيات أبوشباب التي عملت على زعزعة الأمن الداخلي وتنفيذ أنشطة مشبوهة خارج إطار القانون".

وأشار البيان إلى أنه تمّ خلال العملية "اعتقال عدد من عناصر" المجموعة "ومصادرة معدات وأدوات عسكرية كانت تُستخدم في أنشطتهم التخريبية".
وشكّلت حماس قوة "رادع" حديثا، معلنة أن هدفها "فرض النظام".
ووقعت اشتباكات مطلع الأسبوع الماضي في حي الشجاعية بمدينة غزة، بينها وبين مجموعات مسلحة منها مجموعة ياسر أبوشباب التي تتهمها قوة "رادع" بأن أفرادها "خارجون عنن القانون" يقومون بعمليات نهب، ويتلقون أسلحة من إسرائيل.
وقال بيان الثلاثاء إن "رادع" طوّقت المنطقة التي استهدفت فيها مجموعة ياسر أبوشباب، "ما مكّنها من السيطرة على الموقع واعتقال المطلوبين دون أي مقاومة تُذكر".
ومنذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد حرب استمرّت سنتين، تسعى الحركة إلى العودة بقوة إلى الشارع لتأكيد إمساكها بالوضع في القطاع الفلسطيني المدمّر.
ضغوط تتكثف
وفي غضون ذلك، كثّفت الولايات المتحدة ضغوطها على حركة حماس، مطالبة إياها بالالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويأتي ذلك بالتزامن مع وصول نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس إلى إسرائيل الثلاثاء في مسعى لتثبيت الهدنة في القطاع بعدما شابتها خروق وتأخير في تسليم رفات رهائن.
وفي وقت سابق اليوم، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن حلفاء واشنطن مستعدون لإرسال قوات إلى القطاع الفلسطيني لـ"تأديب" حماس "في حال واصلت التصرف بسوء، في انتهاك لاتفاقها معنا" المبرم بناء على اقتراح تقدم به، في حين أعلنت الحركة أنها ستسّلم ليل الثلاثاء جثتي رهينتين إضافيتين.
وكتب ترامب على "تروث سوشيال": "العديد من حلفائنا العظام في الشرق الأوسط ومناطق محيطة بالشرق الأوسط، أبلغوني علنا وبقوة، بحماسة كبيرة، بأنهم سيرحبون بناء على طلبي، بالذهاب إلى غزة مع قوة شديدة و(تأديب) حماس في حال واصلت حماس التصرف بسوء، في انتهاك لاتفاقها معنا".
وأشار إلى أنه أبلغ إسرائيل وحلفاء واشنطن الإقليميين بأن "الوقت لم يحن بعد" لمواجهة جديدة مع حماس.
وقال "لا يزال هناك أمل بأن تفعل حماس ما يجب فعله. إذا لم يقوموا بذلك، فإن نهاية حماس ستكون سريعة وقوية وقاسية".
وكان ترامب قال الإثنين: "توصّلنا إلى اتفاق مع حماس يضمن أن يكون سلوكهم جيّدا جدا، وإن لم يفعلوا، سنقضي عليهم"، مضيفا أنه يريد أن يمنح "فرصة صغيرة" لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي غضون ذلك، وصل فانس وزوجته إلى تل أبيب ظهر الثلاثاء حيث كان في استقبالهما نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ياريف ليفين.
وعقد نائب الرئيس مباحثات في مطار بن غوريون مع المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر اللذين كانا وصلا إلى إسرائيل الإثنين.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن فانس سيلتقي أيضا مسؤولين إسرائيليين، وبينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأربعاء في القدس.
وتكثّف إدارة ترامب جهودها بعد الضربات الإسرائيلية التي طالت القطاع الأسبوع الماضي وكانت الأعنف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من الشهر الجاري.
وتمّ بموجب الاتفاق الإفراج عن 20 رهينة على قيد الحياة كانوا محتجزين منذ هجوم حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي أشعل شرارة الحرب.