"حماس" ومناورات الوجود.. ماذا بعد "الطوفان"؟
لماذا الآن؟ هل تريد حماس إشعال الوضع لاعتراض قطار السلام العربي الإسرائيلي؟ أم أنه إعلان وجود تحتمه العزلة بهدف تغيير قواعد الاشتباك؟
استفهامات وقراءات متعددة تنضح من التطورات المتسارعة في غزة وإسرائيل، عقب هجمات صاروخية شنتها حركة حماس، تحت اسم "طوفان الأقصى" بالتزامن مع عملية تسلل، جددت الحرب بعد أشهر فقط من إخمادها.
هجمات ردت عليها إسرائيل بـ"السيوف الحديدية"، العملية التي لا تزال جارية في وقت أكدت فيه تل أبيب أنها في حالة حرب.
تصعيد مفاجئ يفجر جدلا واسعا حول سر التوقيت وأهدافه خصوصا أن تجاوز حماس لجميع الخطوط الحمراء ينذر بعواقب وخيمة على جميع الأصعدة.
وأد مسار السلام
في قراءته للمستجدات، يرى أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة الإسكندرية، الدكتور أحمد فؤاد، أنه يمكن ربط التصعيد بالتغيرات الإقليمية ومبادرة السلام الأمريكية ورعاية المباحثات مع السعودية.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، يقول فؤاد إن "الجانب الفلسطيني يقول نحن هنا ويجب أن نكون جزءا من أي تفاوض يحدث".
وأضاف أن "هناك رغبة لدى حماس في إعلان أنها طرف في المعادلة خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية التي تعاني منها في الضفة الغربية وقطاع غزة".
طرح يؤكده تعقيب حزب الله في لبنان على التطورات، بالقول في بيان إن الهجوم كان "رسالة إلى العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره، خاصة أولئك الساعين إلى التطبيع مع هذا العدو بأن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى النصر والتحرير".
تغيير قواعد اللعبة
من جانبه، يعتبر الباحث المغربي في قضايا التطرف والإرهاب محمد عبد الوهاب رفيقي، أن حماس تحاول من خلال عمليتها التي انطلقت اليوم "زعزعة وتغيير قواعد اللعبة في المنطقة"، متوقعا فشل مساعيها.
ويقول رفيقي، لـ"العين الإخبارية"، إن ما ارتكبته حماس "خطأ كبير لتداعياته الوخيمة على قطاع غزة"، مؤكدا أن الحركة "ستدفع ثمن هذا الهجوم المفاجئ على إسرائيل".
وأضاف أن "حماس تحاول زعزعة وتغيير قواعد اللعبة في المنطقة، لكنها ستكون محاولة فاشلة".
وفي هذا الصدد، أشار رفيقي إلى أن "حماس تشعر أنها في حالة انعزال عن محيطها العربي، وتحاول بعملية اليوم إنقاذ ما تبقى لها من أوراق يمكن أن تستخدمها في وقت لاحق".
ورأى الباحث المغربي أن "التوقيت الذي اختارته حماس يرتبط بشعورها بالعزلة عن محيطها العربي بشكل كامل في ظل سعي عدد من الدول العربية إلى تطوير وتقوية حلقات ومسلسل السلام في المنطقة وآخرهم المملكة العربية السعودية".
ورقة خاسرة
يعتبر رفيقي أن محاولات حماس "ورقة خاسرة، والهجوم ستكون له تكلفة وتداعيات إنسانية خطيرة على غزة، فنحن نعلم أن ميزان القوة غير متكافئ مهما أطلقت حماس من صواريخ لأن التكلفة والتداعيات ستكون كبيرة".
وحذر رفيقي من أن "الهجوم في هذا التوقيت له خلفية إيرانية، بعد أن باتت الحركة رهينة التأثير الإيراني"، لافتا إلى أن "طهران تحاول توظيف أوراقها والضغط من خلال استثمار علاقاتها بحماس".
ومستدركا: "لكن أعتقد راسخا أنه خطأ كبير جدا وأن حماس ستدفع ثمن هذا الهجوم المفاجئ على إسرائيل".
aXA6IDE4LjIyMy4xOTUuMTI3IA== جزيرة ام اند امز