ساعة رملية وقطعة ذهبية.. «سيف الزمن» يرافق رهائن غزة
![من موقع تسليم الرهائن في خان يونس](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/15/162-114212-gaza-hamas-israel-exchange-hourglass-messages_700x400.jpg)
في سفح «هضبة» من الركام بخان يونس أقصى جنوبي غزة، تظهر منصة صغيرة وفوقها ساعة رملية صغيرة من الزجاج الشفاف.
ورغم حجمها الصغير الذي لا تكاد الكاميرات ترصده، فإن وجهة رسالة تلك الساعة الرملية بدت واضحة، تستكمل مقطع فيديو نشرته حركة حماس سابقًا بعنوان «الوقت ينفد».
ومؤخرًا، استجابت حركة حماس لطلب زوجة رهينة إسرائيلي لديها بنشر مقطع فيديو لزوجها للاطمئنان عليه.
وبالفعل، نشرت الحركة الفيديو عبر تطبيق «تليغرام»، وكان يتضمن العبارة «الوقت ينفد» بثلاث لغات هي العربية والعبرية والإنجليزية.
وفي خلفية الفيديو، تظهر ساعة رملية، مما يشير إلى أن الوقت يمضي بسرعة، في تلميح إلى وضع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى القسام.
ولا تبدو رسالة الوقت لافتة في سياق تطورات متسارعة كادت أن تحكم بالانهيار على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ولوّحت خلاله تل أبيب باستئناف الحرب، ما يعني -من بين أمور أخرى- إمكانية مقتل بقية الرهائن بدل استعادتهم.
ومن خلال الساعة، توجه حماس رسالة تحذير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إمكانية التسبب في انهيار الاتفاق وعدم الذهاب نحو المرحلة الثانية منه.
ويخيّم غموض على مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا أن المفاوضات لم تبدأ بعد بشأن مرحلته الثانية، التي يُفترض أن تشهد إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
وانتشر عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في خان يونس أقصى جنوب غزة، حيث تم إعداد منصة لإتمام عملية تسليم الأسرى إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وتستعد الحركة الفلسطينية، اليوم السبت، لتنفيذ سادس عملية تبادل لرهائن إسرائيليين مقابل معتقلين فلسطينيين بموجب الاتفاق الذي أوشك على الانهيار هذا الأسبوع.
والرهائن الثلاثة الذين سيتم الإفراج عنهم السبت هم الإسرائيلي الروسي ساشا تروبانوف (29 عامًا)، والإسرائيلي الأمريكي ساغي ديكل حن (36 عامًا)، والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن (46 عامًا).
سلسلة ذهبية
الجناح العسكري لحركة حماس قدّم للرهينة ساغي ديكل قطعة ذهبية هدية لابنته التي وُلدت بعد 4 أشهر من أسره، في حركة تحمل رسائل تتجاوز الرهينة إلى دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الذي زلزل العالم بمقترح بشأن غزة.
وأثار ترامب ذهولًا عندما أعلن مقترحًا الأسبوع الماضي يقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمرة وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مكان آخر دون خطة لإعادتهم.
وواجه الاقتراح الصادم ردود فعل إقليمية ودولية رافضة واسعة النطاق، كما أثار تحركًا عربيًا موحدًا.
وبعد التنديد والاستنكار، يبدو أن حركة حماس تلجأ لـ«الدبلوماسية» أملًا بأن تحقق القوة الناعمة ما قد يعجز عنه الوعيد والتهديد.
سيارة مسروقة
ذكرت تقارير إعلامية أن عملية التبادل السادس ستجري بمركبة استولت عليها عناصر «القسام» الجناح المسلح لحركة حماس خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي فجّر حرب غزة.
وفي حال حدوث ذلك، فإنها لن تكون المرة الأولى التي تستخدم فيها حركة حماس سيارة مسروقة من إسرائيل لنقل رهائن قبل تسليمهم للصليب الأحمر الدولي.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه مستعد لاستقبال الأسرى من نقطة واحدة بعد نحو ساعة في رعيم بغلاف غزة.
زي عسكري «إسرائيلي»
أثناء الاستعدادات، وصلت إلى موقع التسليم في خان يونس عناصر نخبوية من كتائب «القسام» و«سرايا القدس»، الجناح المسلح لحركة الجهاد، وهم يرتدون أزياء شبيهة بالزي العسكري الإسرائيلي.
«إم 60»
بعد بنادق «الغول» في المرات السابقة، تسجل هذه المرة بنادق «إم 60» حضورها، وهي رشاشات استخدمتها إسرائيل في حرب غزة الأخيرة، في رسائل باتت اعتيادية في عمليات التبادل.
والبندقية هي مدفع رشاش آلي عيار 7.62 ملم، يرمي 600 طلقة في الدقيقة، ويحمل خزان السلاح ما بين 200 و1000 رصاصة، ويتم تبريد السلاح عن طريق الهواء.