استعدادات التبادل السادس بغزة.. منصة وسط الأنقاض ورسائل ضد التهجير
![استعدادات في خان يونس لتسليم 3 رهائن](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/15/162-102737-gaza-khanyunis-hamas-israel-exchange-hostages_700x400.jpg)
منصة وسط أنقاض خان يونس، الشاهدة على الدمار الذي خلفته حرب غزة في أقصى نقطة من القطاع، ورسائل ضد التهجير ترد على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
من المقرر أن تنفذ حركة حماس وإسرائيل، اليوم السبت، سادس عملية تبادل لرهائن إسرائيليين مقابل معتقلين فلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي كان أوشك على الانهيار هذا الأسبوع.
وظهرت المنصة وسط الركام الذي خلفته 15 شهرًا من الحرب، وخلفها وُضعت لوحات ضخمة تحمل رسائل حركة حماس لإسرائيل وأمريكا، بينها عبارة «لا هجرة إلا للقدس»، في رد على مقترح الرئيس الأمريكي بشأن غزة.
وأثار ترامب ذهولًا عندما أعلن مقترحًا الأسبوع الماضي يقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمرة وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مكان آخر دون خطة لإعادتهم.
وواجه الاقتراح الصادم ردود فعل إقليمية ودولية رافضة واسعة النطاق، كما أثار تحركًا عربيًا موحدًا.
ومن المرتقب الإفراج عن ثلاثة إسرائيليين، جميعهم يحملون جنسية مزدوجة، كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ 16 شهرًا، وعن 369 معتقلًا فلسطينيًا، في وقت يصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل مساء السبت لإجراء محادثات مقررة الأحد.
والرهائن الثلاثة الذين سيتم الإفراج عنهم السبت هم الإسرائيلي الروسي ألكسندر ساشا تروفانوف (29 عامًا)، والإسرائيلي الأمريكي ساغي ديكل تشين (36 عامًا)، والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن (46 عامًا).
ومساء الجمعة، نشر الجناح المسلح لحركة الجهاد شريط فيديو يظهر فيه تروفانوف على شاطئ غزة وهو يحمل صنارة صيد. وخُطف الثلاثة من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والذي أشعل فتيل الحرب في غزة.
ومن بين 251 شخصًا اختُطفوا خلال الهجوم، ما زال 73 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حتفهم، وفق الجيش الإسرائيلي. ومن بين المعتقلين الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم السبت "36 أسيرًا محكومين بالسجن المؤبد، سيتم إبعاد 24 منهم"، وفقًا لنادي الأسير الفلسطيني.
وقادت مصر وقطر وساطة هذا الأسبوع لمواصلة عمليات تبادل الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، بعد تهديد حماس بتعليق إطلاق سراح الرهائن، وتوعد إسرائيل باستئناف الحرب.
«تجويع وتعذيب»
ستكون حالة الرهائن محل متابعة لدى إطلاق سراحهم، في ظل القلق في إسرائيل على وضعهم الجسدي والنفسي. وأكد الرهينة الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغل (65 عامًا)، الذي أطلق سراحه في الأول من فبراير/شباط الجاري، أنه عاش «ظروفًا لا يمكن تصورها» أثناء احتجازه. وقال في مقطع فيديو الجمعة: «أنا من الناجين... كل يوم كان يبدو لي كأنه اليوم الأخير».
وتابع: «عندما كنت في غزة، عشت في خوف دائم، خوف على حياتي وسلامتي الشخصية... تعرضت للتجويع والتعذيب، جسديًا وعاطفيًا». وأضاف: «عندما اشتدت الحرب، عاملني الإرهابيون الذين احتجزوني بشكل أسوأ»، وقال: «ركلوني وبصقوا عليّ واحتجزوني بلا ماء أو ضوء أو هواء للتنفس».
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تسهّل عمليات التبادل، الجمعة، أنها «قلقة جدًا» حيال وضع الرهائن المحتجزين في غزة. وفي 8 فبراير/شباط الجاري، سلمت حماس الصليب الأحمر ثلاثة رهائن في حالة ضعف جسدي شديد خلال استعراض أثار استياء إسرائيل.
كما نُقل سبعة مُعتقلين فلسطينيين تم الإفراج عنهم حينها إلى مستشفيات في الضفة الغربية بسبب وضعهم الصحي جرّاء اعتقالهم في إسرائيل، حسبما أكّد نادي الأسير الفلسطيني. وقالت حماس مساء الجمعة إن تسليم الدفعة الجديدة من الرهائن «سيتم بطريقة لائقة وعلى الهواء مباشرة».
استئناف المحادثات
يخيّم غموض على مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا أن المفاوضات لم تبدأ بعد بشأن مرحلته الثانية، التي يُفترض أن تشهد إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
وأكد القيادي في حماس طاهر النونو، لوكالة «فرانس برس» الجمعة، أن الحركة تتوقع بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مطلع الأسبوع المقبل، موضحًا أن «الوسطاء يواصلون المباحثات في هذا الشأن». وقال: «حماس أكدت أنها ملتزمة تنفيذ إجراءات صفقة التبادل وكل بنود الاتفاق» الذي نصّ على وقف النار.
وفيما يتعلق بمصير قطاع غزة على المدى البعيد، سيعقد قادة دول الإمارات والسعودية ومصر وقطر والأردن قمة في الرياض في 20 فبراير/شباط الجاري لمناقشة الرد على خطة ترامب. والخميس، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن بلاده منفتحة على مقترحات من الدول العربية بشأن مرحلة ما بعد الحرب في غزة، بعدما قوبل اقتراح ترامب بإنشاء «ريفييرا الشرق الأوسط» باستنكار في مختلف أنحاء العالم.
وقال روبيو، الذي سيتوجه إلى السعودية والإمارات بعد زيارته إسرائيل: «حاليًا، الاقتراح الوحيد - لا يحبّونه - ولكنّ الاقتراح الوحيد هو اقتراح ترامب. إذا كان لديهم اقتراح أفضل، حان وقت تقديمه».