عودة الرهائن أو الحرب.. نتنياهو يهدد بإفشال هدنة غزة
![بنيامين نتنياهو - أرشيفية](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/11/155-212746-netanyahu-arrives-to-attend-a-conference-in-jerusalem-january-8-2020.-reuters-ok_700x400.jpg)
تصعيد خطير ينذر بعودة الحرب من جديد في قطاع غزة بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال نتنياهو في كلمة متلفزة: "أنهيتُ للتو مناقشة جذرية استمرت أربع ساعات في المجلس الوزاري الأمني المصغر".
وأضاف: "عبّرنا جميعا عن استيائنا من الوضع المروع لثلاثة من مختطفينا الذين تم إطلاق سراحهم يوم السبت الماضي، كما رحبنا جميعًا بمطالبة الرئيس دونالد ترامب بالإفراج عن مختطفينا بحلول ظهر السبت، وأيضًا برؤيته الثورية لمستقبل غزة".
وتابع "في أعقاب إعلان حماس عن قرارها انتهاك الاتفاق وعدم الإفراج عن مختطفينا، أصدرتُ مساء أمس تعليماتي للجيش بحشد القوات داخل قطاع غزة وحوله".
وأشار إلى أن "هذا التحرك جارٍ في هذه الساعات، وسيُستكمل في أقرب وقت ممكن"
وأوضح أن "القرار الذي اتخذناه في المجلس الوزاري بالإجماع هو التالي، إذا لم تُعِد حماس مختطفينا بحلول ظهر السبت، فسيتم إنهاء وقف إطلاق النار، وسيستأنف الجيش الإسرائيلي القتال بكامل قوته حتى الحسم النهائي لحماس".
ولم يحدد رئيس الوزراء الاسرائيلي عدد الرهائن الذين يطالب حماس بإطلاقهم يوم السبت وسط تضارب في عدد الرهائن المطلوب الإفراج عنهم.
فقد قال مصدر سياسي اسرائيلي في بيان عممه مكتب نتنياهو إن المطلوب هو إطلاق 9 رهائن خلال الأيام القادمة.
ولكن القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية قالت نقلا عن مسؤول سياسي "نتوقع إطلاق سراح جميع المختطفين التسعة الأحياء من المرحلة الأولى في الأيام القريبة. ثلاثة يوم السبت، وبعد بضعة أيام، باقي المختطفين".
وأضافت: "بعبارة أخرى، تقليل عدد دفعات الإفراج عن المختطفين الأحياء، وذلك في ظل وضعهم الصحي".
وطبقا للاتفاق فإنه تبقى إطلاق 17 رهينة إسرائيلي بالمرحلة الاولى بينهم 9 أحياء و8 أموات.
وكان من المقرر إطلاق سراح 3 أحياء يوم السبت وفق الاتفاق.
وقال وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير في بيان: "الرئيس الأمريكي قال إنه إذا لم تفرج حماس عن جميع المحتجزين بحلول السبت، فسيكون الجحيم في غزة".
وأضاف: "حكومة إسرائيل: إذا لم يتم الإفراج عن ثلاثة محتجزين يوم السبت، "سوف نستعد لجميع السيناريوهات".
وتابع: "هذا ببساطة عار. الرئيس ترامب يمنح الحكومة الضوء الأخضر لإمطار غزة بالنار والجحيم إذا لم يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين لدينا، لكن الحكومة تفضّل الاستمرار في نهجها المهمل".
ومن ناحيته، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: "منذ البداية قلت إنه لا يجوز التفاوض مع الشيطان - والآن وقعنا على صفقة سيئة والشيطان يستهزئ بنا ويعلن أنه يرفض إطلاق سراح المختطفين في الدفعة القادمة يوم السبت".
وأضاف: "أدعو رئيس الوزراء للمضي قدمًا في القول الأخلاقي الواضح والبسيط للرئيس ترامب، أن تُعلن لحماس بشكل قاطع: إما أن يتم إطلاق سراح جميع المختطفين بحلول يوم السبت - انتهت الدفعات، انتهت الألعاب، أو يتم فتح أبواب الجحيم عليهم، وهذا يعني لا كهرباء، لا مياه، لا وقود، لا مساعدات إنسانية - فقط نار وقنابل من طائراتنا ومدافعنا ودباباتنا ومقاتلينا - هناك احتلال كامل لقطاع غزة - هناك إخراج جميع الغزاويين من القطاع استنادًا إلى خطة الرئيس ترامب، هناك أخذ الأراضي وفرض السيادة عليها لأن هذا هو الثمن المؤلم الذي يفهمه عدونا".
وتابع: "هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على حياة مختطفينا وإعادتهم إلى ديارهم بأسرع ما يمكن. لدينا كل الدعم الدولي لهذا الأمر. أعطِ الأمر".
وفي هذا الصدد، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "بناء على تقييم الوضع والقرار برفع حالة الاستعداد والجاهزية في منطقة القيادة الجنوبية تقرر استدعاء إضافي وواسع للقوات بما فيها استدعاء قوات احتياط".
وأضاف: "يأتي تعزيز القوات واستدعاء الاحتياط بهدف الاستعداد للسيناريوهات المختلفة".
وبعد أكثر من 15 شهرا من القتال، تم التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني.
وينص الاتفاق على وقف العمليات القتالية والإفراج عن رهائن في مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
لكن حماس اتهمت إسرائيل "بعدم الالتزام"ببنوده وأعلنت الإثنين إرجاء أيّ عمليات مبادلة بموجب الاتفاق "حتى اشعار آخر.
وأكدت حماس أن الباب "مفتوح" للإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن الإسرائيليين في الموعد المقرر السبت بعد أن تفي اسرائيل ببنود الاتفاق.
إلغاء
وأمرت حكومة نتنياهو الجيش "بالاستعداد لجميع السيناريوهات" وأرسلت تعزيزات إلى محيط قطاع غزة.
وفي لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يريد أن يسيطر على القطاع وتهجير سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون فلسطيني، أن "تلغي" إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم تطلق حماس سراح "جميع" الرهائن دفعة واحدة بحلول ظهر السبت.
وتوعد بفتح "أبواب الجحيم" في حال لم يتم تحقيق ذلك في الموعد المحدد، في مطلب يتجاوز بنود اتفاق الهدنة.
في الأثناء، تظاهر العديد من الإسرائيليين، بينهم أقارب رهائن، أمام مكتب نتنياهو في القدس، مطالبين بتنفيذ الاتفاق.
ومن بينهم شاهار مور زهيرو، ابن شقيق الرهينة المقتول أبراهام مندر. وقال "لا نستطيع أن نتحمّل مواجهة أخرى بين الطرفين. هناك اتفاق. تحرّكوا!".
واحتجزت حماس الرهائن خلال هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وردت إسرائيل بحملة قصف دمرت القطاع وحولته إلى ركام وتسببت في مقتل عشرات الآلاف وبأزمة إنسانية خانقة.
ومن بين 251 رهينة تم اقتيادهم إلى غزة، ينص اتفاق وقف إطلاق النار على الإفراج عن 33 رهينة، تم الإبلاغ عن وفاة ثمانية منهم، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 فلسطيني، خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي تستمر ستة أسابيع.
ومنذ بدء الهدنة، تم الإفراج عن 16 رهينة إسرائيليين بالإضافة إلى خمسة تايلانديين (خارج الاتفاق)، وإطلاق سراح 765 معتقلا فلسطينيا.
وما زال 73 رهينة محتجزين في غزة، بينهم 35 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.
aXA6IDMuMTM3LjE3NC4xODYg جزيرة ام اند امز