«نحن في الجحيم أصلًا».. سكان غزة ردا على تهديدات ترامب
![نازحون في غزة](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/11/155-204347-we-already-hell-gaza-residents-trump-threats_700x400.jpg)
بعد تدمير منزله في غزة خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي، كان شعبان شقليه ينوي اصطحاب عائلته في رحلة إلى مصر بمجرد تثبيت وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل.
لكنه غيّر رأيه بعد أن أعلن دونالد ترامب خططا لإخراج سكان القطاع وإعادة تطويره، وهي الخطط التي قال الرئيس الأمريكي أمس إنها لا تعطيهم حق العودة.
وأصبح حي تل الهوى في مدينة غزة، حيث كانت توجد العشرات من المباني متعددة الطوابق التي تم بناؤها حديثا، مهجورا إلى حد كبير. ولم تعد هناك مياه جارية أو كهرباء. وكما هو حال معظم المباني هناك، دُمر منزل شقليه.
وقال شقليه (47 عاما) لرويترز عبر تطبيق للتراسل: "إحنا ارتعبنا من الدمار والنزوح المتكرر والموت وكنت مستعد أترك وأروح لدولة تانية علشان مستقبل آمن وأفضل لأولادي".
وتابع بالقول "لكن بعد تصريحات ترامب لغيت من حياتي فكرة الخروج من الوطن خوفا من عدم الرجوع".
ويخشى الفلسطينيون من أن تؤدي خطة ترامب إلى تعرضهم "لنكبة" جديدة، وهو اللفظ الذي استخدموه لوصف عمليات التهجير الجماعي التي تعرضوا لها في عام 1948 مع إعلان قيام إسرائيل.
وبموجب خطة ترامب سيتم إعادة توطين سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.2 مليون فلسطيني خارج غزة، وستسيطر الولايات المتحدة على القطاع المدمر وتمتلكه لتقوم بتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وقال شقليه "فكرة إني أبيع بيتي لشركات أجنبية مقابل الخروج وعدم الرجوع للوطن هذا مرفوض تماما، وأنا متمسك جدا بوطني وأرضي".
ويبحث شقليه الآن عن مأوى في مدينة غزة.
وقال "قصيت شعري لأول مرة جنب ركام بيتي يا سيادة الرئيس (ترامب)".
وظلت القيادة الفلسطينية بأجيالها المتعاقبة تنظر لأي مقترح لخروج الفلسطينيين من غزة، التي يريدون أن تكون جزءا من دولتهم المستقلة، باعتباره أمرا مستهجنا. كما ترفضه دول الجوار العربية منذ بدء حرب غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023.
مهلة يوم السبت
تحدث ترامب بصرامة عن غزة أمس الإثنين بعد أن ذكرت حماس أنها سترجئ إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المشمولين في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني بسبب ما قالت إنه انتهاك إسرائيل لشروط الاتفاق.
وأكد أن حماس يجب أن تطلق سراح جميع الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم بحلول ظهر السبت، وإلا سيقترح إلغاء وقف إطلاق النار، و"سيدع أبواب الجحيم تنفتح على مصراعيها".
وقال الفلسطيني جمعة أبوكوش من رفح جنوب قطاع غزة وهو يقف بجوار المنازل المدمرة "جحيم أكتر من اللي هو موجود عنا (لدينا)؟ جحيم أكتر من الدمار الموجود عنا؟ جحيم أكتر من القتل؟ الدمار، كل الممارسات، الجرائم (ضد) الإنسانية اللي صارت في قطاع غزة ما صارت في العالم كله".
واتهمت سميرة السبع من غزة إسرائيل بمنع وصول المساعدات، وهو ما نفته إسرائيل.
وأضافت: "إحنا يعني مذلولين ذل... يعني عيشة الكلاب في الشوارع أحسن من عيشتنا. وترامب بدو يخلي غزة جحيم؟ لا ممكن".
وبدأت إسرائيل حربها على غزة بعد الهجوم الذي قادته حماس عليها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز قرابة 250 رهينة.
أما في قطاع غزة، فتفيد إحصاءات السلطات فيه بأن الحرب أودت بحياة أكثر من 48 ألف فلسطيني ودمرت أجزاء كبيرة منه.
وبحسب بعض سكان غزة فإن على القادة الفلسطينيين إيجاد حل لمشكلاتهم.
وقال نجار يبلغ 40 عاما ذكر أن اسمه جهاد "إحنا ما بدنا نترك وطننا، لكن في نفس الوقت نريد حلا، حماس والسلطة الفلسطينية والفصائل لازم يجدوا حلا".
وأضاف "كيف بدهم يتصدوا لخطط ترامب؟ بالبيانات؟".
"هل يملك غزة؟"
في الضفة الغربية المحتلة، أبدى فلسطينيون أيضا ذهولهم من كلام ترامب.
ووجه نادر إمام خطابه لترامب قائلا "أنت تملك غزة لكي تطلب أن نخرج منها؟".
وأضاف: "بالنسبة لترامب، ما بلوم إلا الشعب الأمريكي نفسه. كيف أصلا دولة مثل هذه، دولة عظمى، أن تقبل في إنسان مثل هذا؟ يصرح تصريحات همجية".
ووفق محمد صلاح التميمي أحد سكان الضفة "شو بده يسوي ترامب؟ ما في خوف، اعتمادنا على الله".
وبدد الاقتراح جهود السلام الأمريكية المستمرة منذ عقود والمبنية على حل الدولتين، وزاد الضغوط على مصر والأردن لاستيعاب الفلسطينيين المهجرين.
ورفضت الدولتان -اللتان تحصلان على مساعدات بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة- الخطة، وأشارتا إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي والتزامهما بحل الدولتين.
وتشكل الخطة كابوسا للأردن، الذي يحد الضفة الغربية واستوعب عددا من الفلسطينيين أكثر من أي دولة أخرى منذ قيام إسرائيل.
ولوح ترامب بأنه ربما يحجب المساعدات عن الأردن ومصر إذا رفضتا التعاون. ومن المقرر أن يلتقي العاهل الأردني الملك عبدالله مع ترامب في واشنطن اليوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن يعرب عن رفضه للخطة.
وقال سليمان السعود رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني إن الأردن لا يمكنه أبدا أن يقبل حل هذه القضية بهذه الطريقة. وأضاف أن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين.