3 أسباب وراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لغزة
القصف الإسرائيلي لقطاع غزة تصعيد متعمد لصرف الأنظار عن الحراك الشعبي والدولي الرافض لتغيير الوضع القانوني للقدس المحتلة
مع سخونة الغضب الفلسطيني من القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، جاءت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، وما سبقها من مواجهات وإطلاق صواريخ تجاه البلدات الحدودية للقطاع؛ لتثير مخاوف الفلسطينيين من تصعيد إسرائيلي متعمد لصرف الأنظار عن الحراك الشعبي والدولي الرافض لتغيير الوضع القانوني للقدس المحتلة.
1- استعادة الردع الإسرائيلي
يرى الدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، أن إسرائيل تستغل التأييد الأمريكي غير المسبوق، في ظل الحالة الإقليمية الراهنة المليئة بالصراعات، لتعيد تثبيت الردع الإسرائيلي بعدما تآكلت قدرته في السنوات الماضية.
2- لفت الأنظار بعيدا عن القدس
وقال أبو سعدة لـ"بوابة العين" إن إسرائيل تمارس عدوانا محسوبا فهي تضرب بقوة شديدة لتعيد تثبيت قدرتها على الردع، فضلا عن محاولة لفت الأنظار بعيدا عن جوهر المشكلة، وهي الإعلان الأمريكي المتعلق بالقدس المحتلة.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، الليلة الماضية وفجر السبت 6 غارات استهدفت مواقع كتائب القسام، الذراع المسلح لحركة حماس، ما أدى لاستشهاد 3 فلسطينيين بينهم اثنان من حماس وإصابة 15 من المدنيين.
وجاءت هذه الغارات، بعد مواجهات دامية الجمعة في قطاع غزة والضفة الغربية، أدت لاستشهاد فلسطيني وإصابة أكثر من 1000 آخرين.
3- فرض الأمر الواقع
ويوضح أبو سعدة أن إسرائيل تجد نفسها في وضع أفضل مع تأييد الرئيس الأمريكي ترامب الذي اتخذ خطوة غير مسبوقة بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وبالتالي فهي تُصعد لتفرض وقائع على الأرض.
ورأى أن هناك مصلحة إسرائيلية في التصعيد لأهداف متعددة لكنه تصعيد محسوب لن يذهب لمواجهة كبيرة، متوقعا أن يجري احتواء هذه الموجة بجهود مصرية كما حدث سابقا.
ونجحت الجهود المصرية في أواخر أكتوبر/تشرين أول الماضي، في تجنيب قطاع غزة مواجهة جديدة بعد قصف إسرائيلي نفق للجهاد الإسلامي مما أدى في حينه إلى استشهاد 12 من أفراد المقاومة.
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب، مع مخيمر، في سيناريو احتواء موجة التصعيد الحالية؛ لصالح تفعيل المقاومة الشعبية وامتدادها في الضفة الغربية والقدس؛ رفضا للقرار الأمريكي من القدس.
ضرورة إتمام المصالحة
وقال حرب لـ"بوابة العين": "في هذه المرحلة ليس من صالح الفلسطينيين الذهاب لمواجهة، مع الحاجة لاستكمال استحقاق المصالحة، وتفعيل حالة شعبية رافضة لقرار ترامب المتعلق بالقدس، بما يستثمر الإدانة الدولية ولا يحولها إلى مواجهة بغزة".
وفيما تبنت الأجنحة المسلحة لحركة فتح إطلاق رشقات من القذائف الصاروخية على تجمعات إسرائيلية بغلاف غزة، حمل الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "افيخاي ادرعي" حماس المسؤولية كونها المسيطرة على قطاع غزة، معلنا استهداف 4 مواقع لها.
ورغم إشارة حرب إلى أن إسرائيل قد تسعى للتصعيد في غزة لمحاولة احتواء أي تصعيد شعبي هناك وفي الضفة أيضا، بحيث تكون الأضواء مسلطة على ما يجري في القطاع؛ إلا أن تقديراته تذهب إلى أن الأجواء الدولية الآن غير متهيئة لقبول عدوان جديد واسع على غزة.
ووجهت فصائل فلسطينية دعوات للتظاهر المستمر في الضفة الغربية والقدس وغزة رفضا للمساس بالقدس.
تفويت الفرصة على الاحتلال
الخبير في الشأن الإسرائيلي، الدكتور عدنان أبو عامر، رأى ضرورة عدم منح إسرائيل فرصة النجاح في تغيير بوصلة معركة القدس باتجاه غزة.
وقال أبو عامر: "قضية القدس تهم الفلسطينيين، كل الفلسطينيين، بجميع أماكن تواجدهم، وتوزيع الأعباء عليهم في تحملها، وينبغي أن يشغل بال الجميع، ليس تنصلا من المسؤولية، ولكن رغبة بتعميمها على كل أصحابها، وتشتيت جهود العدو".
aXA6IDE4LjIyMS4yMzguMjA0IA== جزيرة ام اند امز