عسل غزة.. حصاد "غير مبشر" وهذه هي الأسباب
بعد يوم عمل مرهق، في قطف عسل النحل، جنوب قطاع غزة، كان الحصاد غير مبشر مع تراجع إنتاج خلايا النحل إلى النصف.
في الأطراف الشرقية لخان يونس جنوب قطاع غزة، ارتدى سامر النجار البدلة البيضاء الخاصة بالعمل مع خلايا النحل، هو ومجموعة من مساعديه، وبدؤوا بجمع "براويز" العسل تمهيدا لتجهيزها وتصفيتها.
وقال النجار لـ"العين الإخبارية": "الموسم غير مبشر، اضطررنا لتأخير القطف بسبب طول الشتاء، وتبين لنا أن كمية العسل قليلة، فبالكاد الخلية الواحدة أعطت من 5-6 كيلو في حين أن المعتاد من 10-11 كيلو.
ووفق النجار؛ فإن رش المبيدات المتكرر من القوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية، إلى جانب المناخ الجوي المتقلب ساهم في تراجع كمية إنتاج العسل الطبيعي.
وتنتشر أغلب خلايا النحل في القطاع، في الأطراف الشرقية القريبة من السياج الحدودي مع إسرائيل، كونها خالية إلى حد ما من السكان، وكذلك قربها من الأراضي الزراعية على جانبي الحدود.
ويوضح النجار أن رش طائرات الاحتلال الإسرائيلي المبيدات الحشرية على الأشجار والأعشاب القريبة من الشريط الحدودي أدى إلى قتل الأزهار وكذلك الكثير من النحل الأمر الذي انعكس على تراجع كميات إنتاج العسل الطبيعي بنحو 5 إلى 7 كيلوجرامات للخلية الواحدة.
ويوجد في قطاع غزة، من 27 إلى 28 ألف خلية فيما يعمل بهذا القطاع مئات الأشخاص، وفق كنعان أبو روك رئيس مجموعة نحالين قطاع غزة.
وأكد أبو روك في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن هذا الموسم شهد تراجعًا ملحوظا في الإنتاج، إذ باتت الخلية الواحدة تنتج نحو 7 كيلوجرامات، مقارنةً في السنوات الماضية بإنتاج حوالي 12 كيلو، الأمر الذي أدى لتراجع العائد المالي.
وعادةّ يتم جنى العسل في موسمين خلال العام، الأول في شهر سبتمبر/أيلول والثاني في أبريل/ نيسان، في حين تأخر هذا العام نحو شهر بسبب الظروف الجوية وتقلبات المناخ.
وفسر أبو روك تراجع إنتاج العسل بأن النحل يتغذى على الأزهار خاصة من أشجار الكينا والحمضيات، وأسهم رش المبيدات الإسرائيلية في القضاء على هذه الأزهار وبالتالي دمر غذاء النحل وأدى إلى انكماشه.
ويعمل كنعان في منحلته لنحو 5 ساعات يوميا لقطف العسل من 230 خلية، قبل أن يجري عصرها وتجهيزها وتعبئتها في عبوات خاصة، وتوزيعها على التجار وطرحها في الأسواق؛ حتى يتمكن المواطنين من شرائها، وتستمر هذه العملية لعدة أشهر.
وتوقع أن يشهد الموسم الحالي إنتاج 50 طنًا.. مؤكدا الحاجة إلى الحاجة إلى إدخال أساليب إنتاج جديدة للنحالية بغزة وتعليمهم لتطوير هذه الحرفة.
وطالب أبو روك، وزارة الزراعة بدعم المنتج المحلي من العسل، وتقديم المساعدات النقدية للمتضررين من المزارعين، لضمان استمرار عملهم.
ويؤكد أن مجهود إنتاج العسل يقع عاتق النحالين فقط فلا يوجد اهتمام من الحكومة ولا المؤسسات الأهلية بهذا القطاع المهم.
ووفق عايش الشنطي، مدير دائرة الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة بغزة، فإن الإنتاج المحلي من العسل في غزة يغطي 80% من احتياجات السوق.. مؤكدا على جودة عسل غزة.
وذكر أنه يتم استيراد الكميات المتبقية التي يحتاجها القطاع من الخارج، وتخضع لعملية رقابة وفحص مخبري للتأكد من خلوها من أي مشاكل، وتكون نسبة السكروز فيه أقل من 1%.
وأشار إلى أن غزة تنتج حوالي 200 طن من العسل طوال العام، فيما يعمل بهذه المهنة نحو 350 نحالا ترتكز أعمالهم في الأطراف الشرقية للقطاع.
ويتراوح سعر كيلو العسل بغزة بين 40 إلى 100 شيكل (الدولار 3.24 شواكل) حسب الجودة وتصنيف النحال لدى التجار.