حرب غزة في يومها الـ25.. «حياة أو موت» على حافة «الهاوية»
لا فرق بين نهار ينجلي وليل ينسدل في قطاع غزة، فالاثنان سواسية في يوميات بشر باتوا يموتون مرتين، مرة في الحياة, وأخرى عند الموت.
غاراتٌ إسرائيلية داهمتهم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فسرقت أمنهم من منازلهم والكثير من أحلامهم، ليعتقدوا لوهلة أن من أفلته الموت ستأتي عليه محنة ذكريات دُفنت تحت الأنقاض، وتبعثر الحال بين حارة وزُقاق.
هكذا هم السواد الأعظم من سكان قطاع غزة، الذين باتوا في "معركة مع الحياة أو الموت"، في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل الذي يلاحقهم في الأماكن المحظورة وكذلك "الآمنة"، وشُح المساعدات في ظل الحصار المطبق على القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمة على 365 كلم مربع.
ويوم أمس الإثنين، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن “الوقف الإنساني الفوري لإطلاق النار أصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة للملايين”، متهما إسرائيل بـ “العقاب الجماعي” للفلسطينيين. و"التهجير القسري" للمدنيين.
وفي إحاطات أمام مجلس الأمن الدولي، رسم مسؤولون أمميون صورة قاتمة للوضع الإنساني في غزة بعد 25 يوما، من الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم شنته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وأسفر عن مقتل 1400 شخص وأسر العشرات.
فيما ردت إسرائيل بهجمات انتقامية على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من ثمانية آلاف شخص، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن تدمير آلاف الوحدات السكنية التي سُويت معظمها بالأرض بالكامل، ونزوح أكثر من مليون من غزة وشمالها.
أصوات سلام وآذان "صمّاء"
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد صرح الأحد، أن "الوضع في غزة يزداد يأسا ساعة بعد ساعة" مبديا أسفه لـ"تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية بدل إعلان هدنة إنسانية مدعومة من الأسرة الدولية في ظل حاجة ماسة إليها" في إشارة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال غوتيريش : "يشهد العالم كارثة إنسانية تقع تحت أنظارنا، هناك أكثر من مليوني شخص محرومون من مقومات الحياة الأساسية من طعام وماء وملجأ وعناية طبية من غير أن يكون لديهم مكان آمن يذهبون إليه، فيما يتعرضون لقصف متواصل. أحض كل الذين يتولون مسؤوليات على التراجع عن حافة الهاوية".
وفي الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس أمام نحو 20 ألف شخص تجمعوا في ساحة القديس بطرس إلى وقف الأعمال القتالية.
وطالب بابا الفاتيكان بـ"فسحات لضمان المساعدات الإنسانية ويتم إطلاق سراح الرهائن على الفور". مضيفا "أوقفوا إطلاق النار! توقفوا أيها الإخوة والأخوات: الحرب هي هزيمة على الدوام!".
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفض، الإثنين، وقف إطلاق النار في الحرب، مشيرا إلى أن الجيش "وسع نطاق عملياته البرية في قطاع غزة ويقوم بذلك على مراحل مدروسة وقوية جدا ويتقدم بشكل منتظم".
واعتبر نتنياهو أن "الدعوات لوقف إطلاق النار هي دعوات لإسرائيل للاستسلام في مواجهة حماس. هذا لن يحصل".
وفي الولايات المتحدة، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، أن بلاده "لا تؤيد الدعوات التي تطلق حاليا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس".
ولفت إلى وجوب الاستعاضة عنها بـ"توقفات مؤقتة" للأعمال الحربية لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
الجبهة الشمالية
الجبهة الشمالية هي الأخرى تشهد تصعيدا بين إسرائيل من جهة وحزب الله وجماعات أخرى.
واليوم الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت أسلحة ومواقع لحزب الله عبر الحدود في لبنان.
وقال الجيش على تليغرام إن الطائرات شنت هجمات جديدة ضد "البنية التحتية الإرهابية" لحزب الله في لبنان.
وعلى مدار الأيام الماضية، تبنى حزب الله ومجموعات مسلحة أخرى في لبنان، إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل. وذلك على خلفية الحرب المتواصلة في قطاع غزة.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMy4yNCA=
جزيرة ام اند امز