مستقبل غزة بعد الحرب.. غموض خطط إسرائيل وحل وحيد
رغم ضراوة الحملة العسكرية الحالية لا تزال الاستراتيجية الإسرائيلية لقطاع غزة على المدى الطويل محاطة بكثير من الغموض.
وفيما تتوغل القوات الإسرائيلية في عمق شمال غزة المحاصر، لا يزال هناك "عدم وضوح بشأن مستقبل القطاع بعد الحرب"، فلا أحد يعرف متى أو كيف ستنتهي، وفقا لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
أضف إلى ذلك الغموض بشأن ما يعنيه عمليا تدمير منظمة لها ذراع سياسية وعسكرية (حماس)، والتي كانت على مدى السنوات الـ16 الماضية جزءا لا يتجزأ من نظام الحكم في القطاع وتوفير الخدمات العامة فيه.
ما يزيد الصورة غموضا هو إمكانية تغير القيادات الأمريكية والإسرائيلية والفلسطينية خلال ما يتوقع أن تكون "حملة مطولة".
"فمحمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، يبلغ من العمر 87 عاماً، وتحيط به حاشية تتنافس على المنصب"، على حد قول الصحيفة، فيما يحاط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بفضائح وتساؤلات حول دوره في الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ولا أحد يعرف ما الذي سيتبقى من غزة، التي يسكنها 2.3 مليون شخص والتي دمرت بالفعل بسبب القصف والحصار المستمر منذ شهر، عندما ينتهي القتال.
ويرى إميل حكيم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، أن ما تفعله إسرائيل الآن هو الذي سيحدد مستقبل القطاع به بعد ذلك.
ورغم التزام المسؤولين الإسرائيليين الصمت بشأن خططهم طويلة المدى، يتساءل بعض المسؤولين الغربيين عما إذا كانت هذه الخطط موجودة بالفعل.
ويقول مسؤول غربي، اشترط عدم ذكر اسمه، للصحيفة البريطانية، إن "الإسرائيليين، لم يفكروا في الأمر حقا، وهذا يجعل من الصعب على أي شخص آخر التخطيط".
مستقبل غزة بعد الحرب
إلى ذلك، قدم نتنياهو هذا الأسبوع إشارة حول تصورات حكومته للقطاع بشأن فترة ما بعد الحرب مباشرة.
وقال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن إسرائيل "لديها خطة واضحة بشأن نواياها من الحرب ضد حماس"، مستبعدا "احتلال غزة أو حكمها" أو وقف إطلاق النار في الوقت الحالي".
ويقول أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين "سيتعين علينا نشر قواتنا في مناطق مختلفة لتمكين المرونة العملياتية، استيقظنا جميعاً في 7 أكتوبر/تشرين الأول على واقع جديد.. وهذا يعني لنا جميعا ألا نفكر من منظور الماضي".
ويعتقد البعض في جهاز الأمن الإسرائيلي أن "الوضع سيكون مشابها لما يحدث في أجزاء من الضفة الغربية"، حيث تمارس القوات الإسرائيلية السيطرة الأمنية إلى جانب السلطة المدنية الفلسطينية، وهو النتيجة الأكثر ترجيحا.
في المقابل، طالب آخرون في الحكومة الإسرائيلية بممارسة المزيد من السيطرة المفتوحة على غزة، وحتى إعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية، التي يعتبرها معظم المجتمع الدولي غير قانونية في القطاع.
لكن أحد كبار المسؤولين الفلسطينيين، رفض ذكر اسمه: "لا تستطيع أي وكالة فلسطينية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، السيطرة على غزة في سياق التحالف بيننا وبين إسرائيل ضد حماس.. هذا مستحيل، ولا يمكن لأي وكالة فلسطينية أن تكون جزءا من تحالف دولي ضد حماس".
ويصر هو والمسؤولون العرب على أن الخيار الوحيد القابل للتطبيق لـ"تحييد أيديولوجية حماس المسلحة" هو إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.