201 يوم على حرب غزة.. «أشباح» الشمال تؤرق إسرائيل
201 يوم مرت على الحرب الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، ولا تزال تل أبيب تبحث عن أهداف لم تكتمل.
وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت حركة حماس هجوما مباغتا على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، موقعة نحو 1200 قتيل وأكثر من 200 رهينة.
وردا على ذلك، شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة المحاصر، منذ ذلك الوقت، موقعة أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني وآلاف الجرحى، ناهيك عن الدمار الشامل الذي لحق بالكثير من الأحياء والمناطق، متعهدة بالقضاء على حركة حماس.
ومع مرور 201 يوم على الحرب، تقول إسرائيل إن آلاف النشطاء من حماس ما زالوا موجودين في القطاع.
تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن تجدد العنف في المناطق التي كانت القوات الإسرائيلية قد "طهرتها" إلى حد كبير من حماس في السابق، هو بمثابة "مثال واضح على صعوبة تعزيز المكاسب في الوقت الذي تستعد فيه تل أبيب لهجوم في مدينة رفح".
أمير أفيفي، نائب قائد الجيش الإسرائيلي السابق الذي أشرف على العمليات في غزة، يرى أن تحقيق الاستقرار في شمال غزة سيستغرق وقتا.
وبالنسبة لأفيفي، فإن "التحدي الكبير ليس الجزء الأول، عندما تتوسع على نطاق كامل وتسيطر على منطقة ما: إنه الحفاظ على تلك السيطرة وتعميقها". مضيفا "إنها حرب من نوع مختلف".
وخلال الأيام الماضية، وقعت اشتباكات عنيفة في في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، بالقرب من المحيط الشمالي مع إسرائيل، وفي مدينة غزة، التي كانت قبل الحرب المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته شنت عمليات في بيت لاهيا ومدينة غزة ردا على إطلاق خمسة صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية صباح الثلاثاء، أربعة منها استهدفت مدينة سديروت، في مؤشر تراه تل أبيب أنه بمثابة تذكير بالقدرة الدائمة لحماس على استهداف أراضيها.
الشمال.. قلب العمليات
وكان شمال غزة موقعًا لأول العمليات الكبرى التي شنتها إسرائيل ضد حماس في أعقاب هجوم الأخيرة في السابع من أكتوبر.
وتعتبر إسرائيل شمال غزة قلب الأنشطة الاستخباراتية والعملياتية لحركة حماس.
ودفع القصف الإسرائيلي لتلك المناطق، سكانها إلى الفرار من منازلهم جنوبا بحثا عن الأمان الذي لم يجدوه أيضا في أماكن نزوحهم.
ولكن حتى مع تحول تركيز القتال تدريجيا جنوبا في مطاردة إسرائيل لمسلحي حماس، ظل شمال غزة نقطة اشتعال عنيدة في الحرب. وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في "وول ستريت جورنال".
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية قامت إلى حد كبير بتفكيك كتائب حماس القتالية العاملة في شمال غزة، ولكن مقاتلي الحركة أعادوا تنظيم صفوفهم في وحدات أصغر، وانتقلوا إلى تكتيكات حرب العصابات في المناطق الحضرية.
ولا يزال هناك عدة آلاف من المسلحين في شمال غزة، بحسب مسؤول دفاعي إسرائيلي. فيما يعيش هناك حوالي 300 ألف فلسطيني.
سكان تحت القصف
وقال غسان هشام، 43 عاما، من سكان حي الزيتون بمدينة غزة، إن القصف المدفعي على المنطقة بدأ مساء الإثنين واستمر حتى الثلاثاء، وإن العديد من جيرانه فرّوا.
لكن هشام اختار "عدم الفرار لأن لديه الكثير من الأطفال والكبار، وليس لديه أي مكان آخر يذهب إليه".
وأضاف أن أعمال العنف كانت من أسوأ أعمال العنف التي شهدها منذ الأشهر الأولى للحرب.
من جهته، تحدث خليل الكحلوت، أحد سكان حي جباليا شمال مدينة غزة، عن غارات جوية وقصف متكرر في بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين منذ صباح يوم الإثنين، وأن شدة العنف تصاعدت.
ولفت إلى أن "بعض سكان بيت لاهيا فروا بسبب القصف المستمر".
وتأتي الاشتباكات في الشمال في الوقت الذي قلصت فيه القوات الإسرائيلية بشكل مؤقت عدد قواتها في قطاع غزة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال الجيش الإسرائيلي إنه استدعى كتيبتين احتياطيتين إلى القطاع في الوقت الذي تستعد فيه تل أبيب لتوغل بري في رفح، حيث يعتقد أن حماس لديها آخر أربع كتائب لها.
ورفح هي المكان الذي يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن بعض الرهائن الذين اختطفوا في هجوم أكتوبر محتجزون فيه.
ويلجأ حاليا أكثر من مليون فلسطيني فروا من القتال في أماكن أخرى من القطاع إلى مدينة رفح.
وتعد المدينة أيضا مركزا للاستجابة الإنسانية لقطاع غزة بأكمله، حيث يعاني غالبية السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من مستويات حادة من الجوع ولا يمكنهم الحصول على الرعاية الطبية الكافية.
وقال ديفيد ساترفيلد، الذي تم تعيينه مبعوثا خاصا للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط بعد بدء الحرب العام الماضي، إن "السكان في الشمال معرضون بشكل خاص لخطر سوء التغذية". "لم تصل المساعدات إلا القليل جدا حتى الأسابيع القليلة الماضية."
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg
جزيرة ام اند امز