زيادة معاداة السامية بجامعات ومدارس أمريكا.. والبيت الأبيض يتحرك
مع احتدام حرب غزة واستمرار القصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر، أثارت تلك الأحداث توترا كبيرا في الجامعات الأمريكية العريقة.
إحدى تلك الجامعات كانت «هارفارد» التي احتدم فيها النقاش، بعدما وقّعت نحو ثلاثين مجموعة طلّابية بيانًا مشتركًا يحمّل «النظام الإسرائيلي كامل المسؤولية عن العنف»، ويؤكّد أن عملية حركة حماس «لم تأتِ من العدم».
وفي مواجهة ما وصفه بـ«زيادة مثيرة للقلق في الحوادث المعادية للسامية في المدارس والجامعات» أعلن البيت الأبيض الإثنين عن مبادرات للحيلولة دون زيادة الحوادث المعادية للسامية في المدارس والجامعات.
اجتماعات ومحاضرات
وأعلن مسؤول أمريكي كبير أنه سيتم الإثنين عقد اجتماع مع ممثلي المنظمات اليهودية، سيحضره وزير التعليم ميغيل كاردونا وكذلك دوغ إيمهوف زوج نائبة الرئيس كامالا هاريس، ومن المقرر أن يتوجه وزير التعليم هذا الأسبوع إلى جامعة للمشاركة في اجتماع مع الطلاب اليهودي.
وأكد المسؤول أن وزارتي العدل والأمن تقيمان اتصالا مباشرا مع الجامعات، فيما لم يقدم البيت الأبيض أرقاما دقيقة حول زيادة الحوادث المعادية للسامية في المدارس والجامعات منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
لكن جامعة كورنيل (في ولاية نيويورك) أعلنت يوم الأحد أن الشرطة تحقق في تهديدات معادية للسامية نشرت على الإنترنت ضد مركز يهودي في حرم الجامعة.
تقديم شكاوى
وأكدت الإدارة الأمريكية قيامها بتسهيل الإجراءات التي تسمح بتقديم شكاوى بالتمييز في الجامعات الأمريكية، للأشخاص الذين يتعرضون على سبيل المثال للإهانات المعادية للمسلمين أو المعادية للسامية.
إلا أن جامعات هارفارد وستانفورد ونيويورك كان الموضوع فيها متفجرًا، لدرجة أن الخلافات بين الطلاب والأساتذة والمسؤولين الإداريين تسببت في عاصفة على شبكات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية والإعلامية، حتى إنّها كلّفت البعض عروض عمل وتسببت في خوف آخرين على سلامتهم.
وكانت جماعتان في أمريكا قالتا، الأسبوع الماضي، إن حوادث معاداة السامية والإسلاموفوبيا (رهاب الإسلام)، بما في ذلك الاعتداءات العنيفة والمضايقات عبر الإنترنت، ارتفعت في الولايات المتحدة منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
الإسلاموفوبيا
وقال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) إنه تلقى 774 شكوى بشأن حوادث مدفوعة بالإسلاموفوبيا والتحيز ضد الفلسطينيين والعرب في الفترة من السابع من هذا الشهر حتى يوم الثلاثاء، في «أعلى معدل» منذ عام 2015.
ويعادل الرقم ثلاثة أمثال متوسط عدد الشكاوى لعام 2022 تقريبا مقارنة مع الفترة نفسها.
فيما قالت رابطة مكافحة التشهير إن بياناتها الأولية أظهرت ارتفاعا بنسبة 388% في حوادث معاداة السامية في الولايات المتحدة في الفترة من السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مقارنة بالعام السابق، وأبلغت عن 312 حادثة من بينها المضايقات والتخريب والاعتداء، وأضافت أن نحو 190 منها مرتبطة بشكل مباشر بالحرب بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأشار مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إلى تعرض فلسطيني يبلغ من العمر 18 عاما للاعتداء في بروكلين إلى جانب تهديدات بالقتل تلقاها مسجد وقتل طفل مسلم عمره ستة أعوام طعنا في إلينوي، وقالت السلطات الأمريكية إن الجاني استهدفه لأنه أمريكي من أصل فلسطيني.
مراقبة التهديدات
وقالت رابطة مكافحة التشهير إن الشكاوى تضمنت رسائل عنيفة خاصة على منصة «تليغرام» ومسيرات «وجدت فيها الرابطة دعما صريحا أو ضمنيا قويا لحماس و/أو العنف ضد اليهود في إسرائيل».
وأوضحت وزارة العدل الأمريكية أنها تراقب التهديدات المتزايدة ضد اليهود والمسلمين وسط الصراع الدائر، وندد الرئيس جو بايدن بمعاداة السامية والإسلاموفوبيا.
وقالت إسرائيل إن الهجوم الذي نفذته حماس هذا الشهر أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، ومنذ ذلك الحين قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة أكثر من 6500 شخص حتى يوم الأربعاء الماضي، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA==
جزيرة ام اند امز