مشاهد استثنائية في احتجاجات إسرائيل.. أيد مقيدة وأنفاق وتوابيت (صور)
مجددًا، عادت الاحتجاجات الأسبوعية إلى شوارع تل أبيب، بعد إلغائها لعدة أسابيع بسبب القيود التي فرضها الجيش الإسرائيلي على الجبهة الداخلية وسط تصاعد الصراع مع حزب الله في لبنان.
إلا أن الاحتجاجات التي اندلعت في أكثر من مكان بإسرائيل، كانت مختلفة هذه المرة؛ فهي الأولى بعد مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إضافة إلى احتوائها على العديد من المشاهد الاستثنائية: من ظهور بعض النساء بأيد مقيدة ومطلية بالأحمر، وإحضار بعض محتجين توابيت، ونفقا.
فـ«لقد حصلت على انتقامك! الآن أحضروا العزاء!»، هكذا أعلنت لافتة كبيرة رفعها أقارب الرهائن وآلاف المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد، مساء السبت، داعين الحكومة إلى استغلال مقتل زعيم حماس ومهندس أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 يحيى السنوار في وقت سابق من هذا الأسبوع للتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة.
وكان آباء وأشقاء وأفراد آخرون من عائلات الرهائن حاضرين في عدة مواقع احتجاجية مختلفة، وحثوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اغتنام الفرصة التي أتاحتها مقتل السنوار لإعادة أحبائهم إلى ديارهم وهم ما زالوا على قيد الحياة.
وطالبت عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان زانغاوكر، أحد أشد منتقدي الحكومة بين أقارب الرهائن، بمعرفة ما الذي يمكن تحقيقه في غزة بعد مقتل السنوار، في حين أصرت سيمونا شتاينبريشر، والدة الرهينة دورون شتاينبريشر، على أن «صورة النصر» التي قدمتها عملية قتل السنوار تعني أن هناك «فرصة تاريخية» لاستعادة ابنتها والرهائن الآخرين على قيد الحياة.
وسلط المتظاهرون في ساحة الرهائن في تل أبيب الضوء على محنة الرهينة نعمة ليفي، مع عشرات النساء يرتدين ملابس مماثلة لتلك التي كانت ترتديها جندية المراقبة في الجيش الإسرائيلي عندما اختطفت، وسرن عبر نموذج نفق حماس في الساحة.
وتجمع آلاف المتظاهرين أيضًا في شارع بيغين في تل أبيب للمطالبة بصفقة الرهائن وإنهاء الحرب.
كما جرت مظاهرات في أماكن أخرى من البلاد، بما في ذلك خارج منزل الرئيس إسحاق هرتسوغ في تل أبيب وخارج مقر إقامة نتنياهو في قيسارية، مطالبين بالتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن.
وقالت إيناف زانغاوكر في تصريحات صحفية خارج مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب في وقت سابق من بعد ظهر السبت: «تم تحقيق هدف الحرب المتمثل في تهيئة الظروف لإعادة الرهائن»، مشيرة إلى أن «التوصل إلى اتفاق فقط هو الذي سيعيد الجميع إلى صوابهم. فبعد القضاء على حماس وقيادتها، ما الذي يمكن فعله في غزة؟».
وتوجهت أيضاً إلى نتنياهو قائلةً: «انتهت الأعذار».
وفي إشارة إلى وزراء الحكومة من أقصى اليمين الذين يعارضون علناً مقترحات إعادة الرهائن التي من شأنها أن تتطلب وقف الحملة في غزة، أضافت زانغاوكر: «لقد حان الوقت للتوقف عن الخوف من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش».
وفي كلمة ألقاها في الاحتجاج خارج مقر إقامة هرتسوغ الخاص في تل أبيب، طالب يهودا كوهين، والد الرهينة نمرود كوهين، هرتسوغ بممارسة الضغط على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق.
«إنها دعوة يائسة يا سيد هيرتسوغ. بعد اغتيال السنوار، نعلم أنه في حماس كل رجل لنفسه، وأن عناصر الحركة الإرهابيين الذين يحتجزون الرهائن قد يغتالونهم ويفرون»، يقول كوهين.
وتابع: «إن هذا الأمر عاجل، فالوقت ينفد، وكل دقيقة ثمينة. أرجوك يا هيرتسوغ، اذهب إلى نتنياهو واطلب منه أن يتقدم بطلب عقد صفقة أسرى، ووقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، حتى يتمكن ابني نمرود، بعد أكثر من عام في الأنفاق، من العودة إلى منزله، وإطلاق سراحه، حتى يتم تأمين حياته».
وأشار كوهين إلى نماذج لستة توابيت أحضرت إلى الاحتجاج، وقال إنه لا يريد أن يكون مصير ابنه وبقية الرهائن الأحياء هو نفس مصير الرهائن الستة الذين قتلوا على يد خاطفيهم في نهاية أغسطس/آب، عندما اقتربت قوات الجيش الإسرائيلي من موقعهم.
وفي وقت سابق، شاركت العشرات من النساء في ساحة الرهائن، في مسيرة حول الساحة لتكريم جندي المراقبة المختطف نعمة ليفي.
وارتدت النساء، ومعظمهن حافيات، سراويل رياضية رمادية وقمصانًا سوداء، تكريمًا لما ارتدته الفتاة البالغة من العمر 20 عامًا عندما اختطفت حماس ليفي وأربعة جنود مراقبة آخرين من قاعدة ناحال عوز في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبدأت المسيرة بالقرب من منشأة مكونة من خمسة شاشات مماثلة لتلك التي كان ليفي وغيره من جنود المراقبة المختطفين يستخدمونها في عملهم، والتي تم تركيبها في الساحة في الأيام الأخيرة.
وكانت أيدي النساء مطلية باللون الأحمر ومقيدة بأكياس بلاستيكية، في إشارة إلى كيفية ظهور ليفي في مقطع فيديو بتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينما قام أحد عناصر حماس بسحبها من سيارة جيب في غزة، مقيدة وملطخة بالدماء.