هدنة غزة.. كواليس معقدة وتفاصيل سرية وتوقعات متفائلة
هدنة طال انتظارها تقترب من حدود قطاع غزة بعد 47 يوما من الحرب التي مزقت أوصاله وأسالت دماء أبنائه.
وشهد فجر اليوم الأربعاء انفراجة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس تطلق الحركة بموجبه 50 رهينة ممن احتجزتهم خلال هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
في المقابل، تفرج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين، على أن تسري هدنة لمدة 4 أيام في قطاع غزة، وهي أول خطوة فعلية نحو تهدئة مCقتة بعد أكثر من ستة أسابيع من الحرب.
ولكن كيف كانت كواليس تلك المفاوضات؟
كواليس معقدة
لم تكن المفاوضات بين الجانبين مباشرة، بل تمت عبر وسطاء من مصر وقطر وأمريكا، كما أنها لم تكن سهلة.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في منشور عبر حسابه الرسمي على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي "أود أن أُعرب عن ترحيبي بما نجحت به الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة، وتبادل للمحتجزين لدى الطرفين".
وأضاف السيسي "أؤكد استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة تُحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".
من جهته، قال محمد الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية وهو كبير المفاوضين القطريين في المحادثات لرويترز إن الهدنة تعني أنه "لن يكون هناك أي هجوم على الإطلاق. لا تحركات عسكرية، لا توسع، لا شيء".
وأضاف أن قطر تأمل أن يكون الاتفاق "نواة لاتفاق أكبر ووقف دائم لإطلاق النار. وهذه هي نيتنا".
هل ستتكرر الهدنة؟
مسؤول فلسطيني قال لرويترز إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس اليوم الأربعاء بشأن إطلاق سراح 50 من المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين معتقلين في إسرائيل سيتكرر في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن هذا سيعني إجمالا إطلاق سراح مئة من بين نحو 240 رهينة احتجزتهم حماس خلال هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح ما مجموعه 300 معتقل فلسطيني في عمليتي التبادل، وهو رقم يتوافق مع قائمة المعتقلين من النساء والقصّر التي نشرتها إسرائيل اليوم الأربعاء وتتضمن أسماء من يمكن الإفراج عنهم.
وفي إطار التبادل الحالي المتوقع أن يبدأ غدا الخميس، ستعلق إسرائيل حربها المستمرة منذ سبعة أسابيع تقريبا في غزة لإتاحة جمع الرهائن الخمسين، وكلهم من النساء والأطفال، ودخول المساعدات إلى الفلسطينيين.
وقال المسؤول الفلسطيني إن تبادل الدفعة الثانية سيأتي بعد تبادل الدفعة الأولى.
وأوضح "سيحتاجون إلى أربعة أو خمسة أيام لتنظيمها وستشمل 50 (رهينة) إسرائيليا مقابل 150 (معتقلا) فلسطينيا". وأشار إلى المعتقلين سيكون من بينهم مسنّون ونساء وأطفال وستكون الشروط كما هي.
ولم يؤكد مسؤولون إسرائيليون هذا حتى الآن، لكن إسرائيل عرضت، في بيان لمجلس الوزراء، تمديد الهدنة ليوم مقابل كل عشر رهائن إضافيين تسلمهم حماس.
وقوبلت أنباء التوصل للهدنة بترحيب في أنحاء العالم باعتبارها بادرة تقدم قد يخفف معاناة المدنيين في غزة ويحرر مزيدا من الرهائن الإسرائيليين. وتدور الحرب الضروس بين الجانبين منذ نحو سبعة أسابيع.
وقالت إسرائيل إن أجل وقف إطلاق النار قد يمتد لفترة أطول إذا تم إطلاق سراح مزيد من الرهائن.
هل تعني الهدنة وقف الحرب؟
اتفاق الهدنة هو أول خطوة صغيرة نحو السلام في أعنف معارك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ 75 عاما.
وشنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل قتلت خلاله نحو 1200 شخص وأسرت 240 رهينة واقتادتهم لقطاع غزة، فيما ردت إسرائيل بقصف متواصل حتى اللحظة على القطاع أودى بحياة أكثر من 14 ألف شخص.
وقالت كل من إسرائيل وحماس إن الهدنة لن توقف مهامهما الأوسع.
وقال نتنياهو في رسالة مسجلة في بداية اجتماع للحكومة "نحن في حالة حرب وسنواصل الحرب حتى نحقق كل أهدافنا.. تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن لدينا وضمان عدم تمكن أي كيان في غزة من تهديد إسرائيل".
بينما أكدت حماس في بيان "إننا في الوقت الذي نعلن فيه التوصل لاتفاق الهدنة، فإننا نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد، وكتائبنا المظفرة ستبقى بالمرصاد للدفاع عن شعبنا ودحر الاحتلال والعدوان".
كيف سيُنفَّذ الاتفاق؟
ستعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستعمل في غزة على تسهيل الإفراج عن الرهائن.
ومن المتوقع نقل الرهائن عبر مصر، وهي الدولة الوحيدة بخلاف إسرائيل التي تشترك في حدودها مع غزة.
ومن المتوقع خلال الهدنة دخول شاحنات محملة بالمساعدات والوقود إلى قطاع غزة الذي يعيش فيه 2.3 مليون نسمة يعانون من نفاد الغذاء.
aXA6IDMuMTM3LjE3NS44MCA= جزيرة ام اند امز