اليوم الـ49.. غزة تتنفس الهدنة ورهائن على أبواب الحرية
غزة تتنفس صباحا باردا بلا قصف وتستعيد أشلاء أيامها الهادئة، فيما تترقب دفعة أولى من الرهائن المدنيين لدى حماس ساعة الحرية.
هدنة مؤقتة من 4 أيام بدأت رسميا الجمعة عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (الخامسة ت غ)، بين إسرائيل وحماس، للسماح بالإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة مقابل معتقلين فلسطينيين.
فاصل زمني يمنح القطاع المحاصر والمدمر مهلة يلتقط فيها أنفاسه بعد أسابيع طويلة من حرب أودت بحياة نحو 15 ألف شخص، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء.
وعلى الجانب الآخر، ينتظر ظهر اليوم إطلاق سراح الدفعة الأولى من الرهائن (13 امرأة وطفلا) قرابة الساعة 16,00 (14,00 ت غ). وسيفرج عن 50 رهينة في مقابل 150 معتقلا فلسطينيا على دفعات خلال مدة الهدنة.
وتحتجز حماس وفصائل فلسطينيّة أخرى نحو 240 رهينة في قطاع غزّة منذ هجومها المباغت على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبين المحتجزين في غزّة 13 من الأمّهات على الأقلّ مع أطفالهنّ الـ22 الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس.
كما تحتجز الحركة ما لا يقل عن 19 شخصًا آخرين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أقلّ، بمفردهم أو مع آبائهم أو مع أفراد آخرين من عائلاتهم.
وأكّدت كتائب عزّ الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، أنّ "الهدنة تدخل حيّز التنفيذ في تمام الساعة 7 صباحاً"، مشيرةً إلى أنّها "تسري لمدّة 4 أيّام تبدأ من صباح يوم الجمعة، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكريّة" من الجانبين.
وقبل نحو ساعتين من دخول الهدنة حيّز التنفيذ، قال المدير العامّ لوزارة الصحّة في غزّة منير البرش لفرانس برس إنّ إسرائيل اقتحمت المستشفى الإندونيسي وسط إطلاق للنار وقُتلت امرأة مصابة وأصيب 3 من الجرحى الذين يعالجون بالمستشفى، وهم في إصابة خطيرة.
وفي إسرائيل، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان "استلام قائمة أسماء أولية للمختطفين"، مضيفا أن "الجهات المختصّة تفحص تفاصيل القائمة وتتواصل في هذه الأثناء مع جميع عائلات المختطفين".
وردا على سؤال عمّا إذا كان يتوقّع أن تكون الطفلة الأمريكيّة المختطفة أبيغيل مور إيدان ضمن الدفعة الأولى من الرهائن الذين سيُطلق سراحهم، أجاب الرئيس الأمريكي جو بايدن "آمل بذلك".
وفجر الجمعة، قال مصدر أمني مصري لفرانس برس: "يصل اليوم الجمعة وفد أمني مصري إلى القدس ورام الله، بهدف تسلّم الأسرى الفلسطينيّين المحرّرين، ومراقبة الالتزام بقائمة الأسماء التي قدّمتها الحكومة الإسرائيليّة للوسطاء ووافقت عليها حماس".
وأضاف: "سيتواجد في الصالة المصريّة في معبر رفح عدد من المسؤولين الأمنيّين الإسرائيليّين برفقة مسؤولين أمنيّين مصريّين وممثّلين للهلال الأحمر المصري والصليب الأحمر، لتسلّم الأسرى الإسرائيليّين المفرج عنهم من غزّة. ثمّ يتمّ نقلهم عبر مطار العريش الدولي، على متن طائرة خاصّة، إلى إسرائيل".
ورحّب المجتمع الدولي الأربعاء بالتوصّل إلى هدنة مقابل الإفراج عن الأسرى. وأشادت الأمم المتحدة بالاتفاق لكنّها قالت إنّه "لا يزال ينبغي القيام بالكثير".
قصف
مساء الخميس، قتل 27 شخصا على الأقل وأصيب 93 في غارة على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا الأكبر في قطاع غزة ويقع في شماله، حسب مصدر طبي في مستشفى العودة في جباليا.
ومساءً، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن "المستشفى الإندونيسي يتعرّض لقصف عنيف يطال المولدات الكهربائية وأجزاء كبيرة من المباني"، مضيفا: "نخشى على حياة 200 جريح وكادر طبي".
وفي مدينة غزة، قال الطبيب في مستشفى الشفاء خالد أبوسمرة فجر الخميس، إنه تم اعتقال محمد أبوسلمية مدير المؤسسة الخاضعة حاليا لسيطرة الجيش الإسرائيلي رفقة كوادر آخرين فيه.
خيار صعب
ووافقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق الهدنة والتبادل رغم خلافات داخلية، إذ وصفه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اليميني المتطرف بأنه "خطأ تاريخي" لأنه سيتيح لحماس تعزيز صفوفها.
ووفقا للسلطات الإسرائيلية، قد تجري عمليات تبادل أخرى في إطار تمديد للهدنة، تشمل 100 رهينة في الإجمال. ونشرت إسرائيل لائحة بأسماء 300 أسير فلسطيني يُحتمل أن يُطلق سراحهم بينهم 33 امرأة و123 أسيرا دون سنّ 18 عاما. وتظهر في القائمة أسماء 49 عضوا في حماس.
وأعربت الجمعية الرئيسية لعائلات الرهائن عن "سعادتها" للاتفاق.
ويتطلّع سكان غزة الذين نزح قرابة 1,7 مليون منهم من أصل 2,4 مليون بسبب الحرب، إلى الهدنة في ظل صعوبة تأمين مأكل ومياه وملبس للشتاء.
واعتبر كثير من المنظمات غير الحكومية أن أربعة أيام لا تكفي لإدخال المساعدة المطلوبة، داعية إلى وقف للنار.
ورأت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل الأربعاء أمام مجلس الأمن أن قطاع غزة بات "المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى الأطفال".
وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن اتفاق الهدنة لا يعني نهاية الحرب في غزة، مشيرا إلى أن الجيش سيستأنف العمليات "بكامل قوته" بعد الهدنة من أجل "القضاء" على حماس و"تمهيد الظروف اللازمة لإعادة الرهائن الآخرين".
- هدنة غزة تدخل حيز التنفيذ بعد 49 يوما من الحرب
- مع بدء سريانها.. ماذا نعرف عن هدنة غزة؟
- صافرات الإنذار الإسرائيلية تقطع الهدنة.. لا تأكيدات لهجمات
- وزير الدفاع السعودي لنظيره البريطاني: إدخال المساعدات لغزة ضرورة
- 4 سيناريوهات لغزة بعد الهدنة.. أي منها يمكن تنفيذه؟
- مصر: وقود ومساعدات لقطاع غزة بشكل يومي خلال الهدنة
- «فقط كوب ماء لأمي».. محنة غزة تدمي قلوب فلسطينيي الخارج
- إسرائيل وحرب غزة.. ما الذي يؤخّر الحسم؟
- ما بعد الهدنة.. إسرائيل تضبط خارطة القتال في غزة
- غزة في «ظلام كالقبور».. الحرب «مسحت» عائلات بأكملها
aXA6IDMuMTUuMTcuNjAg
جزيرة ام اند امز