إسرائيل وحرب غزة.. ما الذي يؤخّر الحسم؟
ما الذي يؤخر حسم الحرب في غزة؟ وما الذي يجعل من الصعب حتى الآن تجسيد ما تعهد به المسؤولون الإسرائيليون بـ«محق» حماس؟
وسبق أن تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بـ«محو حماس من على وجه الأرض»، في إطار سياسة إسرائيل لمواجهة الحركة بالعنف.
سياسة اعتبرتها مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية «متوقعة وليست مفاجئة، نظراً للتفوق العسكري التقليدي الذي يتمتع به الجيش الإسرائيلي على حركة حماس».
وقالت المجلة إن «إسرائيل ردت منذ فترة طويلة على هجمات الفصائل الفلسطينية بالقوة المفرطة انطلاقا من يقين المخططين الإسرائيليين أن جيشهم أقوى وأكبر حجماً، وأفضل في الموارد من حماس وغيرها من الفصائل التي لا تستطيع مجاراة القوات الإسرائيلية».
وأشارت المجلة إلى أن المزايا العسكرية التي تتمتع بها إسرائيل تتضاءل حيث أدت التكنولوجيا إلى تقليص الفجوة بين الدول والجماعات غير الحكومية.
في المقابل، اعتبرت «فورين أفيرز»، أن حركة حماس غير قادرة على تحقيق الهدف الذي تأسست من أجله وهو القضاء على إسرائيل، لذا فهي تشن هجماتها لكسب الاهتمام والحلفاء مثلما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
فالحركة، بحسب المجلة، «سعت لاستفزاز إسرائيل ودفعها للمبالغة في رد الفعل بما يقوض التعاطف الدولي معها ويؤجج انتفاضة في الضفة والقدس ويحشد دعم الحلفاء خاصة إيران وحزب الله».
ماذا عن قدرات «حماس»؟
وحول قدرات حماس، قالت المجلة إن «الحركة استخدمت في هجومها المباغت بنادق كلاشينكوف قديمة، بالإضافة إلى تقنيات جديدة مثل الصواريخ التي تقوم بتهريبها من إيران كما تقوم بتصنيع بعض المتفجرات والصواريخ من الأجزاء التجارية».
كما استخدمت المسيرات التجارية لمهاجمة الدبابات والقوات التي يمكن شراؤها عبر الإنترنت والتي تتجنب أنظمة الرادار الإسرائيلية عن طريق التحليق ببطء وعلى مقربة من الأرض.
وبحسب المجلة الأمريكية، فإن حركة حماس استفادت -كذلك- من الثورة في تكنولوجيا المعلومات؛ فبفضل وسائل التواصل الاجتماعي تمكنت من عرض روايتها الخاصة حول الحرب.
وتستخدم حماس تطبيق «تلغرام» لتجنيد أعضاء جدد ونشر بياناتها، تقول المجلة، مشيرة إلى أنه «حتى بعد أن قطعت إسرائيل الكهرباء والإنترنت، تمكنت الحركة من نشر بياناتها على تطبيقات المراسلة ووسائل التواصل الاجتماعي اعتمادا على جيش عالمي من المتعاطفين».
متاهة الأنفاق
تزود الأنفاق حماس بميزة أخرى، وفي عام 2021، قالت الحركة إنها بنت أكثر من 300 ميل من الأنفاق.
ويستطيع مقاتل واحد يعرف مخطط النفق، صد عشرات الجنود الذين يتلمسون طريقهم في الظلام، كما تسمح الأنفاق لمقاتلي حماس بالتحرك عبر المدينة حتى عندما تسيطر القوات الإسرائيلية عليها، مما يجعل من السهل نصب كمائن لهم.
وسيصاب مطلق النار أكثر من الهدف؛ لأن الرصاص قد يرتد أو ينتج موجات صوتية تسبب ارتجاجات.
وتعمل نظارات الرؤية الليلية بشكل سيء في الأنفاق بسبب عدم وجود ضوء محيط، ولا يستطيع الجنود الاعتماد على الإشارات ويصعب على القادة التواصل مع الجنود بسبب ضعف الإشارات.
ويمكن للمسيرات رسم خريطة للأنفاق باستخدام كاميرات وأجهزة استشعار ويمكن للروبوتات العمل داخل الأنفاق، لكن أي عائق داخلها سيؤدي لسقوط الروبوتات لتصبح عقبة في حد ذاتها.
ويمكن لإسرائيل أن تستخدم قنابل ضخمة لتدمير الأنفاق، لكن ذلك سيؤدي لمقتل الآلاف من المدنيين، وبالتالي ستزيد عزلة إسرائيل الدولية ويحمل المزيد من الناس السلاح ضدها.
من الظلام
لكن حماس لا تستطيع الفوز بالاختباء إلى أجل غير مسمى في الظلام وقد تضررت قدراتها على دمج العمليات بسبب إغلاق خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة والخطوط الأرضية في غزة.
وتمنع إسرائيل، قوات حماس من التنسيق مع بعضها البعض بسهولة، وجمع المعلومات الاستخباراتية، والوصول إلى القادة السياسيين في لبنان و هو النهج الذي يجب أن يستمر لعزل الحركة.
وترى «فوررين أفيرز»، أن أفضل وسيلة تستطيع إسرائيل من خلالها هزيمة حماس هي استعادة ما وصفته بـ«مكانتها الأخلاقية الرفيعة»، من خلال التخفيف من استخدامها للقوة وتوفير المزيد من الحماية للمدنيين الفلسطينيين.
وقالت المجلة الأمريكية، إنه سيكون من الصعب على القادة الإسرائيليين ممارسة ضبط النفس بسبب غضب الناخبين، لكنه السبيل الوحيد أمام تل أبيب لوقف قدرة حماس على حشد الدعم.
وأكدت أنه «لا يجوز لإسرائيل أن تدفع السلطة الفلسطينية نحو دعم حماس، لذا عليها تجنب إثارة الغضب في الضفة الغربية، ومنع المستوطنين من مهاجمة الفلسطينيين ومعاقبة من يفعلون ذلك».
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز